قالت صحيفة التايمز البريطانية ( 29 / 9 ) ان روسيا باتت quot; علي قناعة بأن لا مناص من فرض عقوبات رادعة ضد إيران quot; بعد ان كشف الستار الاسبوع الماضي عن مفاعلها النووي في قم.. هذا بينما اجمعت التقارير السياسية الأوربية علي أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لم يكن في مقدوره انكارهذه الواقعة بعد ان كشفتها التقارير الأمنية الغربية خاصة بعد نجاح واشنطن في إستصدار قرار مجلس الأمن الخاص بحض دول العالم علي العمل معا لأجل منع إنتشار الأسلحة النووية..

اما صحيفة الاندبندنت ( 29 / 9 ) فتتوقع مقاومة شديدة من جانب طهران ضد ما قد يُفرض عليها من عقوبات quot; لأن روسيا وإن كانت أميل لفرض نوع من التشدد الحازم، إلا أن الصين لا زالت رافضة رفضاً باتاً لها quot; لدرجة أنها لم تُعلق علي إعتراف طهران بتشغيل مفاعل قم بأي رد فعل إيجابي أو سلبي quot;..

أما صحيفة الجارديان التى وصفت إعلان الكشف عن المنشأة يوم 25 سبتمبر بأنه quot; تعرية للموقف الإيراني أمام العالم الذي يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة quot;، فقالت تعليقاً علي التجارب الصاروخية التى اجرتها طهران بأنه رد مكافأ لكشف موقع قم النووي تريد طهران أن تؤكد من خلاله quot; صعوبة التعريض بها quot; خاصة بعد أن نقل علي لسان الرئيس احمدي نجاد قوله أثناء حفل عشاء شارك فيه بنيويورك أنه يرحب بفرض مزيد من العقوبات quot; لأنها ستجعل ايران أكثر إعتماداً علي نفسها quot;..

تقول التقارير الأوربية أن الدول الغربية كانت في حاجة لأعلان إطلاعها علي خبايا الملف النووي الإيراني في هذا التوقيت بالذات، لأن إيران ستذهب لاجتماعات جنيف وهي متهمة بالكذب والخداع للمرة الثالثة.. في الأولي صدقوا أنها لا تملك ألا مفاعل واحد مقره بوشهر فتحته أمام مفتشي الوكالة الدولية.. ولكنها اضطرت للأعتراف بوجود مفاعل ثاني في مدينة نتناز ( 8000 جهاز طرد ) بعد أن كشفت عنه المعارضة الإيرانية الغطاء.. وفي الثانية لما تعهدت بالإلتزام بعدد محدد من أجهزة الطرد، ثم كشفت تقارير أمينة أمريكية وفرنسية أنها تجاوزته بكثير.. والمرة الثالثة المتعلقة بمفاعل قُم الذي أصبح محور التقارير السياسية الأروبية منذ الخامس والعشرين من شهر الحالي..

تقول هذه التقارير أن الفكر التكتيكي الإيراني قام علي فرضية أن فتح مفاعل بوشهر أمام المفتشين الدوليين لا يَحرم طهران من إنشاء مفاعل آخر ndash; بعيداً عن أعين الوكالة والغرب - يخضع لوزارة الدفاع والحرس الثوري.. ولما إكتملت عناصر الموافقة الداخلية أختارت أن تؤسسه علي النسق الباكستاني في المنطقة الجبلية القريبة من قم المدينة المقدسة..

ما لفت النظر إلي البناء الذي نُحت تحت الأرض ووفر له المكان الحراسة الطبيعة الشديدة بالإضافة إلي الحراسة البشرية والتقنية المتميزة، مجموعة من المشتروات عالية التقنية التى عمل خبراء وعملاء إيران علي تجميعها من الأسواق العالمية..

قالت صحيفة كوريرا ديلا سيرا الإيطالية أن زيادة الطلب الإيراني علي شراء أجهزة الطرد بأعداد كبيرة وبأي ثمن، لفت النظر إلي إحتمالات كثيرة كان من بينها quot; انتهاء النظام الإيراني من إنشاء مفاعل ثالث يعمل في مجال التخصيب quot;..

عدم الحرص الإيراني أوقع المتعاملين بإسم طهران في شرك الشركات الوهمية التى باعت لهم quot; الترام quot; في بعض الأحيان ndash; علي حد قول الصحيفة ndash; ومنحت أجهزة أمنية أوربية الفرصة quot; لزرع أجهزة تجسس في المعدات عالية التقنية والكومبيوترات التى كانت تشتريها طهران، ووضع فيروسات في برامج تشغيلها quot;..

اما صيحفة التايمز البريطانية فقالت أن تأخر الإعلان عن مفاعل قُم السري، قصد به تجريد إيران قبل أن تجلس إلي مائدة المفاوضات حول برنامجها النووي في جنيف من دعاوي أنه quot; منشأة تجريبية لإنتاج الكهرباء quot; بعد أن وفرت الأجهزة الأمنية الغربية ( أمريكا / فرنسا / بريطانيا ) لممثليها في هذه الإجتماعات وثائق تؤكد quot; عدم سلمية المشروع النووي الإيراني quot; بعد أن لجأت لبناء فاعل ثالث quot; تحت ستار السرية و التخفي quot; بالرغم من أن المفاعلين الأوليين ينتجان لها ما يزيد عن حاجتها السلمية !!..

لا تعتقد الغالبية من الخبراء السياسيون في أوربا أن إيران أصبحت محاصرة لدرجة الإنصياع لتسليم قيادها النووي للغرب الذي يبدو متكتلاً ضدها، لأنها برعت لعدة سنوات في إستغلال الوقت ولعبت بمهارة بكل الخيارات التى قدمت لها وسارت خطوات أوسع وأعمق في مجال تحقيق طموحها النووي.. بينما يؤمن الخبراء الأمنيون الأوربيون أن كمية اليورانيوم المخصب الذي سيكون في حوزتها في منتصف عام 2010 ستمهد لها الطريق لصنع قنبلة نووية !!..

الغرب يذهب إلي جنيف ومعه سلسلة من المكافآت والتعويضات منها مثلاً أن تحصل إيران علي تكنولوجيا جديدة توفر لها الطاقة التى تسعي لتوليدها !! ومنها توقيع إتفاقية شراكة مع الإتحاد الأوربي، إذا ما اقنعت ممثليه بحقيقة برنامجها النووي ووافقت علي تجميد نشاطات تخصيب اليورانيوم..

أما اقتراح واشنطن بتشديد العقوبات المصرفية فيقابل برفض حاد من جانب باريس وبون لأنه ndash; في رأيهما ndash; يضر ضررا بالغا بالمواطن الإيراني اكثر مما يضر بنظامه الحاكم..

يتساءل الخبراء، هل تنجح ورقة الكشف عن مفاعل قم في تقييد برنامج ايران النووي، أم أن تجارب صواريخها خاصة التى يصل مداها إلي 1200 كيلو متر ستُقلل من حجم ممارسة الضغوط المتوقعة عليها؟؟..

استشاري إعلامي مقيم في بريطانيا [email protected]