مع كل احترامنا لكل من يمتلك المؤهل العلمي والاخلاقي والثقافي من اعضاء الحكومة والبرلمان العراقي نقول بان كل ما ناقشتموه او ستناقشوه حول فعالية الانتخابات المقبلة فان نتائجها معلومة ولن يطرأ عليها اي تغيير ايجابي { تيتي تيتي مثل ما رحت جيتي } الا في حالة اعتمادكم القائمة المفتوحة بالأسماء والصور.


والسبب ما نشاهده اليوم وعلى شاشات الفضائيات حيث العجائب من خطب البعض من اعضاء البرلمان والكتل التي تتحكم في الشارع العراقي، نقول لبعضهم ايها الأعزاء...من تخاطبون ؟ فالعراقيون سئموا حكمكم اللا ديمقراطي واللا انساني فلا خبز ولا ماء ولا كهرباء ولا أمن ولا عمل ولا تربية وتعليم ولا quot;قزرقطquot;، لا بل ومن افواهكم سمعنا خطاباتكم ومنذ 2003 وانتم تقرون بوجود الطائفية والفساد في كافة مؤسسات الدولة، ان لعبة الخطابات وبيع الوطنيات اصبحت فجة وغير مقبولة فخطاباتكم وشعاراتكم الرنانة والتي يسيل لها لعاب الفقراء والمساكين والمحرومين والمنكوبين والمهجرين والعاطلين على السواء باتت غير ذو منفعة لقد اصبحت كما يقولون { اكسباير }، كما ان محاولة رؤساء جميع الكتل ومرشحيهم لتحسين صورتهم امام العراقيين باتت غير مجدية هي الأخرى لأن من المعتاد والطبيعي وقبل اي انتخابات يقوم المرشح المتقدم للانتخابات بعقد ندوات ويجري لقاءات مع جماهير منطقته وذلك لتقديم مؤهلاته ولشرح مشروعه الانتخابي واهدافه التي ينوي ترشيح نفسه من اجلها، لكننا لم نرى ذلك بل اننا نرى المرشحين متقوقعين في المنطقة الخضراء او من داخل ستوديوهات الفضائيات ينشدون رضا اسيادهم من رؤوساء الكتل كأنهم اتباع ذليلين لهذا التكتل او ذاك، انهم بعيدون كل البعد عن قواعدهم الشعبية.. فاين هي الشفافية واين هو الأمن واين القانون ؟


ان صورة رؤساء الكتل التي شاهدها الجميع والتي تظهر التفاف مجموعات من الذين وقعوا دخيلين عليهم للانظمام الى تكتلهم الذي اصبح يمثل قوة عسكرية واقتصادية مؤثرة على الأرض، هؤلاء جميعا سوف لن يقدموا شيئا لشعب العراق والسبب واضح ومعلوم ولا يحتاج لأحد ان يدقق في ماضيهم وما قدموه للعراقيين، فالوجوه هي هي ومنهجهم هو هو ومن يقول اني تغيرت من طائفي الى وطني او من شيوعي الى رأسمالي او من قومي الى وطني او من عميل لأميركا الى عميل للصين او من ارهابي الى انساني، او وضع اسما جديدا لحزبه، فهو بهذه الصورة لا يصلح لقيادة حتى فصيل غير مسلح في الجيش العراقي.


اما المتطرف والعنصري الذي قال بانه جاء ليحقق الديمقراطية، فهو غير صادق لأن ايدلوجيته لا تقر المبدأ الديمقراطي اصلا،ان العراق بحاجة الى رجال عراقيين اصلاء مخلصين غير طائفيين ولا عنصريين ولا مذهبيين رجال همهم التسامح وخدمة كل العراقيين مسلمين ومسيحيين وصابئة ويزيديين شبك بكل انتماءاتهم القومية، واشير الى المجموعات التي ظهرت على شاشات الفضائيات وهي واقفة خلف رؤساء الكتل، انهم انفسهم الذين كانوا مختبئين خلف القائمة المغلقة في الانتخابات السابقة لاخفاء مؤهلاتهم واميتهم فتربعوا لحكم البلاد فاوصلوها الى ما هي عليه اليوم من مآسي، ولذلك ان كان في العراق مخلصين عليهم اعتماد القائمة المفتوحة والا فان التدهور سيستمر في العراق وان السارقين سيزيدون من ملئ جيبوهم دون وجه حق.


هناك اشارة اخرى وهي ان جميع خطابات المسؤولين ومنهم رؤساء الكثل واخرين قد خلت من اي لكنة طائفية او كلمة مذهبية بل اشارت وبثقة على ان ائتلافاتهم الجديدة وطنية عراقية خالصة اصيلة صميمية غيورة على سلامة شعب العراق، ائتلافاتهم، كما يقولون ستعمل بكل قوة ضد الطائفية والعنصرية والمذهبية والدكتاتورية ومع حرية الاعتقاد وحرية الرأي، بالرغم من ان ائتلافاتهم كما يقولون تحوي فرقاء مختلفين من الناحية المذهبية والعرقية، هل سيصدق شعب العراق هذا الخطاب ؟، وهل يعقل بان الثوب الطائفي او الديني او المذهبي من السهولة ان ينزع وبهذه السهولة والبرائة ونحن في العراق، ام انها مجاملات لتسيير الأمور قبيل الانتخابات.


في المجتمعات الغربية ومنها اميركا وانكلترا جائز ان ينقلب المرء على ذاته ويستبدل انتماء الديني او السياسي، لا بل ويستطيع المرء في هذه المجتمعات ان يغير اسمه وكونيته ايضا، وهذه الحالة في الغرب شائعة وطبيعية ويعتبرونها شأناً شخصيا ليس لها اي تأثير على المجتمع لا من قريب ولا من بعيد، اما في بلداننا العربية فهل يعقل ان يغير المرء دينه او مذهبه او يغير توجهاته الحزبية ويعلنها امام المرء، انا لا اعتقد ذلك بل من سابع المستحيلات لأنه يعتبر من العيوب العظيمة واساءة كبيرة لكرامة وشهامة الفرد.{ الاّ من كان يجيد اللعب على الحبال } اما المبدئيين فهم يصعدون المشانق من اجل دينهم او مذهبهم او مبادئ حزبهم او حتى من اجل سمعة طائفتهم او عشيرتهم، المهم وكما قال لي احدهم بان البعض من حاكمينا الجدد بعيدون عن المبدئية وعن معاني الكرامة والشهامة، انهم يتخلّون عن اي شئ في سبيل السلطة والمال.لا يمكن ان يغيب عن العقلاء بان قيام ائتلافات جديدة في العراق بين الكتل قبيل الانتخابات ستغير شيئا في مسار خطهم السياسي والذي اصبح واضحا، فالتمسك بالسلطة التي حصلوا عليها من ايدي الأمريكان حققت لهم اكبر المكاسب، كما ان المضي في تمشية مطالب دول الجوار وخاصة ايران هو الضامن لاستمرار بقاء بعضهم، ثم اسأل الائتلافات والتي تتظاهر قبيل الانتخابات باتجاه حب الشعب العراقي والدفاع عن حدود الوطن ورفض الطائفية والقومية الشوفينية، اين هو النظام والسلوك الديمقراطي الذي بشرت به اميركا وروجتم له ليحل محل نظام البعثيين الدكتاتوريين بعد غزو العراق، هل التقسيم الطائفي وجرائم القتل والتهجير والفساد وسلب المال العام هو ما كان ينتظره العراقيون ؟ وهل الاحزاب الدينية والعلمانية والقومية على السواء والتي باركتها اميركا لحكم العراق كانت كفوءة وشفافة وبمستوى المسؤولية، واذكركم دون تحفظ بان كل القيادات والحكومات والبرلمانات التي توالت على حكم العراق منذ 2003 ولحد هذا اليوم لم تقدم شيئا للعراقيين بل كانت بدون كفاءة ويتستر غالبيتها بغطاء الدين تارة وبغطاء الوطنية تارة اخرى وقد ظهر ذلك جليا من خلال تشكيلة الحكومات الهزيلة والغير كفوءة والتي اظهرت عدم التزامها بتنفيذ وعودها، تلك الحكومات التي استمدت قوتها من بعض من فقرات الدستور الملغوم الذي استقتل على اصداره المصلحيون والانتهازيون من الطائفيون والقوميون فكانت نتائجهم التقسيم والقتل الطائفي والمذهبي والديني والقومي الى جانب الفساد الاداري في الوزارات ومؤسسات الدولة الادارية والأمنية.ان الشعب العراقي امام مسؤولية ادبية واخلاقية وتأريخية للنطق بكلمة حق لفضح الذين تآمروا مع المحتل لتمزيق العراق واعادته الى عصور الجاهلية والشعوذة، فالعراقيون الأصلاء بمختلف مكوناتهم الدينية والقومية ومنذ الاف السنين قد تعايشوا فيما بينهم بكل مودة ومحبة وتربوا على ثقافة تحترم كل الأفكار والمعتقدات، ولانهم كذلك فلا يمكن ان يخدعوا بشعارات كاذبة كالتي سيقت اليهم وتساق هذه الأيام، لقد آن الآوان لقيام العراقيين بكشف زيف القادمين من خارج الحدود ومن يعاونهم في الداخل من الكتل البشرية التي نصبت نفسها لحكم العراق والتي لا تقل تخلفا وظلما عما سبقها في الحكم، فاقل ما يقال عنها انها كتل تحمل افكارا انتهازية ومصلحية كتلك المجاميع القبلية التي كانت في الماضي تهاجم القوافل والبيوت الأمنة فتشيع الرعب وتمارس السلب والنهب والقتل دون رادع اخلاقي ولا ديني.

ان الذي يزيدنا تفائلا بعودة العراق الى وضعه الطبيعي مستقرا وموحدا بين الأمم هو في قدرة العراقي الأصيل لفضح نوايا هذه القوى الإنتهازية والمتخلفة من خلال المشاركة في الانتخابات واختيار العراقي الوطني الأصيل والكفوء لقيادة الوطن بشرط التعرف عليه شخصيا وقراءة ماضيه العلمي والاجتماعي والثقافي والسياسي قبل التوقيع على انتخابه، وهذا يتطلب اعتماد القائمة المفتوحة وعدم المشاركة في حالة اعتماد القائمة المغلقة سيئة الصيت والتي يحشر فيها اسماء النكرات والتي لا احد يعرف شيئا عنها ولا عن تأريخها وسيرتها.