الانباء المؤسفة التي تناقلتها وکالات الانباء و الوسائل الاعلامية المختلفة في الآونة الاخيرة بشأن الاشتباکات في اليمن، لم تسر أبدا أي عربي و انما وخزتهquot;كأية أحداث مؤلمة أخرى من هذا النوعquot;في أعماقه و أشعرته بألم وجد شبيها له في العراق و لبنان و فلسطين المغتصبة.
احداث اليمن، و کل الذي قيل و يقال عنها، سيما تلك التحليلات و المقالات السياسية المکتوبة عنها هنا و هناك، أعطت مرة أخرى إنطباعات قوية جدا بصدد جدية عبثquot;أياد أجنبية محددةquot;ليس في الشأن اليمني لوحده وانما في شؤون عربية أخرى لايجد المتابع الحذق صعوبة في الربط بينها بثمة خيط رفيع معين يقود الى إتجاه واضح بات معظم العرب يعرفونه حق المعرفة.
لکن النقطة المثيرة و الملفتة للنظر في هذه الاحداث، هو تسليط الاضواء من قبل دوائر اعلامية محددة عن دور عربي مزعوم في تلك الاحداث وفق سياق يوحي للعالم بشکل عام و للشيعة العرب بشکل خاص، من أن هنالك تفاهم و تنسيق(يمني ـ عربي)لمقاتلة الشيعة في اليمن وان ترکيز دائرة الضوء على دول عربية محددة، إستهدفت و تستهدف بالذات دق أسفينquot;مسمومquot;وquot;بغيضquot;بين هذه الدول العربية و بين الشيعة العرب من جهة، وحتى بينها و بين شعوبها أيضا، وقطعا ان الغرض النهائي من وراء ذلك هو سعي حثيث جديد لفتح جبهات جديدة في جدار الامن القومي العربي، وإفساح المجال لإدخال(بيادق)سياسية ـ فکرية جديدة على ساحة عربية أخرى تمهيدا لعرض المزيد من العضلات من جانب قوة إقليمية محددة.
اننا في المجلس الاسلامي العربي إذ نتابع هذه الاحداث عن کثب و نتتبع المسارات و تتداعياتها، فإننا نرى إنها على علاقة وثيقة جدا بالتخوف من آفاق ذلك الحضور المبهر للدبلوماسية العربية في الاوساط السياسية الدولية، وخصوصا الدبلوماسية السعودية المعروفة بکفائتها و إقتدارها و إمکانياتها العالية والتي إستطاعت و بجدارة أن تؤدي دورا بالغ الاهمية لها على مختلف الاصعدة العربية و الاقليمية و الدولية و ترفع من مستوى و حدود التأثير العربي في صياغة القرار الدولي وهذا ليس بشئ خاف أو مجرد سر نذيعه، وانما بات بمثابة شعاع شمس تسطع للعيان. ومن دون شك، ان تزايد الحضور و الدور العربي على مختلف الاصعدة قد کان مبعث ضجر و إنزعاج و قلق دوائر محددة في المنطقة ولأجل ذلك سعت کل دائرة و وفق اوراق لعبها المتيسرة لديها و تبعا لمسارات و سياقات أجندتها أن تعمل مابوسعها من أجل تحديد او حتى(تحجيم)ذلك الدور و جعله ثانويا وإرجاعه الى مربعات سابقة، ويقينا أن تفعيل هکذا توجهquot;قذرquot;وquot;مشبوهquot;لن يکون إلا من خلال العبث و الاخلال بالامن القومي العربي الذي يشکل الامن الاجتماعي إحدى رکائزه، والسعي لحصر الجهد و الامکانية العربية في مساحات محددة لاتتعدى حدودها و هذا الذي يتم العمل و السعي من أجله حاليا في اليمن.
إننا إذ نهيب بأخوتنا الشيعة العرب في اليمن الشقيق ان يکونوا يقظين و حذرين من إستهداف اليمن تحديدا و سبب ذلك ومن هو الهدف الاکبر و النهائي، ذلك أن موقع اليمن الجغرافي تعطي لکل للبيب أکثر من معنى و غاية واضحة و جلية للمرحلة التي سيتم تفعيلها بعد(اليمن)، واننا نهيب بأخوتنا أن يؤدودا مابوسعهم من أجل إجهاض و إفشال هذه المؤامرة المشبوهة وترجيح المصلحة الوطنية و القومية على أي إعتبار آخر وان تلك الايادي التي تعزف على أzwnj;وتار الطائفية و توحي بما تسميه(مظلومية الشيعة)، فإن هدفها النهائي من وراء ذلك ليس أبدا من أجل الشيعة و حبا بهم وانما من أجل غايات و أهداف خاصة ستنجلي عاجلا أم آجلا للجميع.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.