سوف لن اعلن استغرابي وحيرتي مما حدث في يوم الاربعاء الدامي، وأذهب لأوزع الشكوك والظنون على كل الامكنة والمساحات التي فيها سياسيون وقوى امنية، وأضع امام كل متر واحد (انّ) كما يقال في المثل الشعبي، ذلك لان الشاحنة التي تدخل وسط بغداد وتمر عبر السيطرات العديدة وتخترقها لابد انها تحمل (شارة) مميزة ينحني لها الجميع، اي انها تمتلك (الفيتو) الذي يجعلها تسير في الشوارع بحرية وهي تحمل نصف طن من المواد المتفجرة ولا تكشفها اجهزة الفحص التي ما اكثرها في بغداد، ولا يستوقفها احد رجال الامن وما اكثرهم في تلك الاماكن الحساسة، ذلك لانها (محروسة) من عيون الشرطة والامن والحساد، او انها خرجت من اقرب منطقة الى وزارة الخارجية، من مكان معين ليس فيه سيطرات واجهزة كشف، ومن يعاين المنطقة ربما يشير الى اماكن محددة، لان من المستحيل ان لاتلفت هذه الشاحنة انتباه شرطي او اثنين او عشرة، او لا تكتشف من هذه السيطرة او تلك، غير معقول ابدا، وخاصة في هذه المنطقة التي تشهد زحاما كثيفا، وحين اقول زحاما كثيفا اقصد ان اي سيارة لايمكنها العبور الا بعد ربع ساعة على الاقل من التقاطع القريب من كراج علاوي الحلة، او التقاطع الاخر قرب وزارة الخارجية الذي يؤدي الى فندق الرشيد او الذي يؤدي الى جسر السنك، والمنطقة فيها من رجال الامن المختلفة ثيابهم الكثير، وهذا دليل على ان اجهزة الاستخبارات كافة للوزارات كافة تغط في نوم عميق، اي انها عاشت وكل رجال الامن هناك لحظات تشبه (التنويم المغناطيسي) الذي ما افاقوا منه الا على دوي الانفجار فلم يكونوا على اي درجة من الوعي او الصحو، كأنهم ركزوا نظراتهم على شيء مبهر، شخصية نجم، شهاب عابر، سيارة مظللة ذات بريق عجيب، تحف بها اصوات التنبيه وتلويحات البنادق، او حتى تلويحة يد ربما، فتوقفت اجهزة الكشف بين الاصابع التي تراخت، والامر سيان في انفجار وزارة المالية، فالصعود على جسر الطريق السريع ليس سهلا جدا ولا بد من تقديم فروض الفحص والتفتيش، خاصة ان المكان ذاته سبق ان تعرض لتفجير مدمر.

انا اعتقد ان ثمة تنويم مغناطيسي متعمد بالطرق التي اشرت اليها هو الذي جعل هاتين الشاحنتين المعبئتين بالشر تمران بهدوء و(سلام) الى المكانين اللذين وقع فيها الانفجاران لتقتل وتدمر ما تشاء ومن تشاء.