السيد اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية
تحية طيبة
كونك مواطناً مصرياً، ورجلاً من رجال الأمن، قبل أن تكون محافظاً للإسكندرية، فإنني أثق في إيمانك بأن حاجة الناس إلى تطبيق القانون بصرامة يعادلها حاجة الناس إلى الأمن في حياتهم سواء في منازلهم أو في سيرهم في الشارع أو في أي مكان يتواجدون فيه.
ولعلَّ الحادثة التي سأرويها تالياً، تكون من البساطة بحيث لا تقلق كثيراً أجهزة الأمن في الإسكندرية أو في أي محافظة من محافظات مصر قياساً بالحوادث التي تحصل كل يوم في عموم مصر.
التاسعة والنصف ليلاً مساء يوم الاثنين 14 سبتمبر الحالي تعرضت زوجتي وكانت سائرة مع أبنائنا في شارع التلاتين سيدي بشر قبلي إلى حادث سطو، وهو حادث نمطي على أي حال، إذ مر شابان بموتوسيكل سريع وخطفا حقيبة يدها، وفرا هاربين وسط لا مبالاة الناس من السائرين أو من قائدي السيارات، وبالطبع أيضاً فالشرطة لم تكن حاضرة، وحتى لو كانت حاضرة فماذا كانت ستفعل؟
وبالطبع ذهبت زوجتي وعملت محضرا في قسم المنتزه والحقيقة أن تعامل المأمور والضباط ورجال القسم كان في غاية الاحترام والاهتمام وهذا في حد ذاته أمر يستحق التقدير والشكر.
وسواء تمكن رجال الأمن من القبض على مرتكبي السرقة أم لم يتمكنوا، فإن المسألة الأساسية هي أن البلطجة أصبحت ظاهرة متجذرة ومتفاقمة، ولا يمكن للناس أن تقاوم هذه الظاهرة وحدها، وإنما يقع العبء أساساً على رجال الأمن وجهدهم المشكور على أي حال.
لقد كتبت في موقع إيلاف قبل فترة مقالاً بعنوان (قليل من القانون في الإسكندرية) لأشكرك فيه على ما تقوم به من جهد من أجل فرض القانون في الإسكندرية، بالرغم من تذمر الناس وبالرغم من ظنهم أنك تعمل ضد مصالحهم، مع أنك تعمل لمصالحهم على المديين القريب والبعيد، وما نحتاجه إلى جانب القانون وتطبيقه بصرامة، هو نشر دوريات أكثر من الشرطة في شوارع الإسكندرية، وهذا ينطبق بالطبع على كل مكان في مصر، ونحتاج إلى التشديد أكثر في مكافحة ظاهرة البلطجة، خاصة وأن الناس لم تعد تبالي بما يحدث أمامها في الشارع، لقناعتها بأن الفوضى والانفلات هما السائدان وأنه لا جدوى من وجع الدماغ.
وأعتقد أنك ومن خبرتك في الأمن تدرك تماماً كيف يمكن معالجة ظاهرة البلطجة هذه، والتي تؤدي إلى ترويع البشر، وغرس الذعر والخوف في حياتهم وفي بيوتهم وفي شوارعهم.. وإنني أثق تمام الثقة أنك قادر وستفعل الواجب في سبيل أن ينعم الناس بالأمن والطمأنينة في الإسكندرية، وأن يأمنوا ظاهرة البلطجة سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، وسواء أكانت تعدياً على أملاك الدولة أو سطو على حقيبة يد تحملها سيدة في الشارع.
إبراهيم المصري
صحفي مصري مغترب
[email protected]
التعليقات