إيهاب الشاوش من تونس: خسرت قاعات السينما في تونس خلال شهر رمضان رهان، إعتمادها على الأفلام المصرية، لجلب المشاهدين. ولم تتجاوز نسبة الإقبال على القاعات الـ 2 في المئة. فيما لم يتجاوز عدد المشاهدين في بعض الليالي المتفرجين اثنين. المتجول بين قاعات السينما في رمضان، والتي لا يتجاوز عددها الـ 12، في كامل أنحاء البلاد، يلاحظ تركيزها على الأفلام المصرية. بعض الأفلام، بثت على قنوات عربية عديد المرات. لكن أصحاب القاعات يصرون على إعادة عرضها. يقوا محمد مبروك، مدير قاعة المونديال بالعاصمةquot; بالنسبة إلى قاعة المونديال ومنذ بدابة شهر رمضان، سجلنا دخول 30 شخصًا، وبعض السهرات سجلت صفر زائرquot;.
أزمة قاعات السينما في تونس لا يمكن فصلها، عن الإطار العام لهذا القطاع. فشهر رمضان لم يكن في الحقيقة السبب الرئيس، في احتجاب المشاهد، وإنما الأزمة تمتد إلى ما قبل وأبعد من رمضان، لكنها تعمقت بعد ان رفضت وزارة الثقافة اقتناء حقوق استغلال الأفلام، من الموزعين، مثلما كان جاريًا به في الماضي، لمخالفة ذلك، لقانون حقوق المؤلف، كما تقول الوزارة. صالة سينمائية في تونس العاصمة
أمام هذه الحقيقة الجديدة، قرر الموزعون التونسيون، عدم اقتناء أفلام جديدة، تؤثث شهر رمضان، ولا حتى لما بعد رمضان. مما ينبئ بأن الوضع السينمائي في تونس بعد رمضان، لن يزيد إلا تعقيدًا.
و كانت الوزارة تقوم باقتناء الأشرطة بعد عرضها في قاعات السينما بملغ 5000 آلاف دينار على الأقل، لتقوم بعرضها بعد ذلك في دور الثقافة والمهرجانات وغيرها.
يضيف محمد بن مبروكquot; بعد ان رفضت الوزارة اقتناء الأفلام من الموزعين، قرر صاحب احد الشركات الموزعة، غلق، شركته. كما انه لا يوجد أي تنسيق بين جميع الأطراف المتداخلة في هذا القطاع من منتجين وموزعين، وأصحاب قاعاتquot;.
وإلى جانب الأفلام الكوميدية المصرية، تعرض قاعات السينما، أفلام الأكشن المصرية، ايضًا. ويبحث، رواد قاعات السينما في رمضان، عن الخلوة، أكثر من بحثهم عن الأفلام الجيدة، والجديدة. يقول المنصف، الذي إلتقيناه أمام قاعة البالاص، بالعاصمةquot; بصراحة، انا لا احتاج إلى قاعات السينما، الا لما اكون برفقة صديقة، فجميع الأفلام موجودة اما في التلفزيون او في محلات النسخquot;، وكثيرًا ما اشتكى، المنتجونوالموزعون، من محلات النسخ. وصبوا عليها جام غضبهم، محملين إياها، وزر مصائب السينما في تونس.
وشنت وزارة الثقافة، السنة الماضية، حملة واسعة ضد قرصنة الأفلام التونسية، خاصة بعد اكتشاف فيلم النوري بوزيد، الأخير، quot;آخر فيلمquot;،في محلات النسخ. إلى جانب قرصنة الفيلم الوثائقي quot;كحلوشةquot;.
وأدت هذه الحملة إلى اختفاء الأفلام التونسية، من محلات نسخ الأفلام. لكن ثقة المشاهد التونسي لم تتجدد مع قاعات السينما، وبقيت درا لقمان على حالها، بل ان رفض الوزارة اقتناء الأفلام من الموزعين، زاد في طينتها بلة. وتوفر القنوات التلفزيونية خلال شهر رمضان، باقة من الأفلام بجميع ألوانها وأشكالها. وأفادت إحصائيات أجرتها مؤسسةquot; سيغماquot; لسبر الراء ان 80 في المئة من التونسيين، شاهدوا قناتهم الرسمية خلال شهر رمضان، بنسبة 15 دقيقة على الأقل. ثم قناة حنبعل الخاصة بنسبة 43 في المئة. و 14.3 لقناة ام بي سي. و تعكس هذه الأرقام اهتمام التونسي خلال رمضان، بمشاهدة التلفزيون.تقول، سنية بن ضيفquot; لم أفكر أبدًا في الذهاب إلى السينما خلال شهر رمضان. فهذا الأمر، يكاد يكون مستحيلاً بالنسبة إلي. ثم ان الوقت لا يسمح بذلك. فبعد الإفطار مباشرة، أتابع بعض الأعمال التي تعرضها عديد التلفزيونات في تونس او العالم العربيquot;.
وخلافًا للسنوات الماضية، لم يقبل رجال المسرح، على استئجار قاعات السينما لتقديم مسرحياتهم. وكانت هذه المسرحيات تعرف إقبالاً مكثفًا عليها. اما الإقبال على المسرحية الوحيدة التي تعرض في قاعة المونديال، هذا العام، فكان ضعيفًا، كما يؤكد مدير القاعة.
التعليقات