الهايكو الياباني قصائد بوزون يوسا*
ترجمة: عبد النبي ذاكر

من زغب اليراقة
يُستشعَر هبوب
نسيم الصباح
******
على ناقوس المعبد
حطَّت فراشة
تنام مطمئنة
******
ليلةُ صيف قصيرة
قطرةُ نبيذ وردي
على ظهر يراقة زغباء
******
تطِنّ ناموسةٌ
كلما سقطت
زهرةُ عسل.
******
يرقص أربعة أو خمسة رجال
متحلِّقين.
يكاد يسقط القمر عليهم
******
البخارُ المنبعث من الأرض.
سِرْبٌ ضارب إلى البياض
لحَشَرة مجهولة الاسم
******
طيارة من ورق ترفرف
في المكان نفسه
الذي طوَّفت فيه بالأمس.
******
مساءَ الربيع.
على البخور نصفِ المُطفإ
أضيفُ بخورا آخر
******
القمر ينير
قبة السماء
أتجاوزُ حيّاً بئيسا.
******
جفاه الكرى
وقال إنه نام.
ليلةٌ خريفية باردة.
******
طيور على ماء الخندق
خرج فانوس
من القصر
******
أعشاب ميتة،
الثعلب، الساعي القَرَوي،
مَرَّ...
******
الفئران الصغيرة
تصيح بعد والدها
في الليل البهيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة:
* بوزون يوسا (1716-1783): شاعر ورسام ياباني أبدع في الهوكو hokkus. كتب شعرا بسيطا عارٍ، لا يشِفُّ عن أيّ تأمُّل. الصورة هنا خام، تخلو من أي تأويل، لكن ما أشدَّ أهميتها.
في بحر القرن الثامن عشر، لم يكن الهايكي ـ رينغا شعبيا، وكان الشعراء يبذلون قصارى جهدهم في إبداع الهوكو hokkus. وقد استطاع الشاعر الرسام بوزون تقديم صور خالصة في قصائده الطريفة، التي يغمرها النور. وبخلاف قصائد باشو، لا تقدم أشعار بوزون فلسفة ولا قصائد فخيمة. إن تعبيراته من الرهافة بحيث يصعب العثور على قريحة تناظرها. لقد كانت عبقرية هذا الشاعر في إشعاره بالخلود في ما وراء المنظر، وذلك بوصفه مشهدا هادئا، بكل بساطة. نصوص بوزون وصفية، بيْد أن وصفها مُأمْثَلٌ أكثر منه واقعي، الشيء الذي يفيد أن الشاعر قصَد وصف جواهر الأشياء، لا سطحها البراني. استثمرت قصائد بوزون خصوبة الكلمات، وبذلك حازت إعجاب العديد من الشعراء، وأثَّرت ـ بشكل كبير ـ على الهايكو الحديث. ولربما تقع هنا صعوبة ترجمتها.