خذ لفتة المعنى إليك، وخاصم المصباح أكثر من يد عتماتها الماضي. وخذ وترا من الأقمار كي تتبصر الروح البعيدةُ ظلها. خذ ما يدل عليك فيك: ضريحُ شمسكَ، عشبة الأحلام، طير طالع من ريش جمر الغيم، قافلة تدس عناءها في ضيعة الصحراء. خذ زغب المكابدة الطليقة كي تكون. شهيق وقتك طيع فانظر قليلا للسماء لكي تطال غيابها.

ما أنت ؟ جوهر طينة؟ أتسير أعلى من حجرْ؟
من أنت؟ اسمك قد تبدله المتاهة؟ أم وترْ؟
غنى فأحزن ألف عاشقة تزوجن القمرْ؟
أوصال قلبك في الجهات ونبضه صوت السفر؟

سيروق للأيام أن تأتيك في مهل الكناية. إنها العذراء تلك فلا تنادم زهرة خلف المخاض. إلى الطبيعة سر وراءً. للقيامة أهبة..وخطاك تقترب. الحياة مريرة :
لا للسبايا يصعدون صباح هذي الأرض
لا. لقمامة الأحزان تلقى في سلالة وردة
لا للمديح. هنا سأعلن جمرتي
فعلى سماء ما أجيئك قابضا. مبسوطتان يداي مثل حديقة
مفتوحة للبرق أو لجحيم أغنية الخريف.
أضيء من دمعي شجيرات الكتابة كي أرى
وأدل غيب الطير أن قيامة في ريش روحي سوف تبدأ
هكذا سأمر دون شوارع
لي مكان ما. ليس من بلدي ذراعي،
إنما سأقد من حجر متاعي

ذهبوا جميعا في الصدى والروح خائنة العمرْ
قد تختفي بمياه ذاكرة وتبتكر الأثرْ
قد تلمس الأطيار كي تجد البصيرة في الشجرْ
قد تنتهي في لحظة ويضل موكبها السفرْ

ما أبعد الكلمات تدنو من شهيقي حين يلتفت النهار إلى جهات الجرح. إن حديقة عبرت قليلا في الشرايين الطليقة. هل يفكر نبع جسمي أن يلملم رمل أيامي الذي غزل الرياح..وهل تذكرني المتاهة وجهها؟
ما أقرب الحبر الذي يتباعد الآن. الغياب سريرة الحس الأخير. أنا الكتابة. كم قتلت على سفوح الحرف كم صلبت كناياتي على جدران روحي.
علميني يا حياة، وطلقي عريي الذي غطى مواويلا بكاملها بنزف كم يضمده معي ناي صغير. إنها لغتي، وفصحاي الكذوبة. إنها كلمات صدري عندما تلقي السماء ndash; بدون قصد- زفرة أو زهرة فوق القصيدة. يرقص الحبر. الكلام. الموت. ترقص فكرتي. وأنام أكتب ما تبقى من عزاء زرقة، ونجوم حلم سار من غسقي إلي رمش ضرير. علميني يا مهاة خيال نظرتك الحزينة. زرت أشباحي غدا، ونسيت في شرفاتهم قمرا صغيرا قد تسلل من دمي.

وجهي معي. لا بأس. في المرآة عصر ينكسرْ
أتحسس الروح الضريرة. لا هواء أو شجرْ
أرضي مع الأعداء بيتي. والسرائر تنتحرْ
لا بأس. روضت الهزيمة ثم صرت المنتصرْ

****