د. حسين الأنصاري- المغرب: اختتمت في مدينة اكادير المغربية فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في دورته الرابعة عشرة الذي تشرف عليه جامعة ابن زهر -كلية الآداب والعلوم الإنسانية، كان المهرجان ملتقى للتنوع الثقافي عبر مشاركات عديد الفرق المسرحية العربية والدولية، وقد تضمن المهرجان ندوة مسرحية كانت تحت عنوان ndash; شعرية الجسد الغرويتسكي وجمالية التلقي ndash; ساهم فيها مجموعة من الباحثين والنقاد هم، د. حافظ ألجديدي مدير المعهد العالي للمسرح في مدينة سوسة التونسية ود. حسين الأنصاري نائب رئيس الجمعية العربية لنقاد المسرح، ود. حسن يوسفي أستاذ مادة النقد في جامعة ابن طفيل، والفنان المخرج والممثل رشيد دواني ود. محمد جلال إعراب من جامعة اكادير. والى جانب ذلك تم إقامة ورشة عن تقنيات الارتجال المسرحي اشرف عليها الفنان اليوناني ايفيدوكيموس تسولاكاديس، سنحاول هنا التعريف بفعاليات وعروض ونتائج مسابقة المهرجان.
ندوة المهرجان
ألقت مداخلات المشاركين الضوء على شعرية الجسد وكيفية اشتغاله في بنية الخطاب المسرحي كونه انجازا مزدوجا لبنيات أدبية وغير أدبية، فالمسرح يعد من أكثر الحقول الإبداعية ثراء بالدلالات والتنوع التواصلي عبر نصوصه المختلفة وما تحمله من قدرة على التجريد والتكثيف واحتواء الاستعارات وهذا ما يجعل منه مجالا خصبا لتجسد الوظيفة الجمالية ndash; البلاغية. باعتبار إن الشعرية لا تسعى غالى البحث عن المعني بل لمعرفة القوانين التي تنتظم ولادة كل عمل إبداعي وهذا ما يؤهل المسرح إلى الانتقال من حقله الأدبي إلى حقل الأنساق الدالة والعلاقات الاشارية والسنن الثقافية والجمالية التي تؤطر عملية التواصل بين المؤدين والمتلقين.
ولاشك إن جسد الممثل أصبح محور المنظومة الإرسالية ومركز التشفير فهو حامل نصو ص العرض ونقطة التقاء جميع النظم الاشارية فيه، ومن هنا أصبح الجسد مكمن التوليد الدلالي الذي يتطلب قدرة على التحكم فيه من حيث التخزين والسيطرة والانتقاء والتوقيت والاستقبال والإرسال بما يجعل آلية اشتغاله ضمن المنظومة الكلية متبادلة وفاعلة.
وركزت المداخلات على خصوصية الجسد الغروتيسكي فحاولت استجلاء سماته ومرجعياته وتحولاته الاشارية.
لقد ظل الجسد خطابا ملتبسا ومتلونا ومهددا لكنه حاضرا وفاعلا ومؤثرا رغم كل ما أحاط به من حواجز وعوامل كبت ومحاولات تهميش وحجب لقدراته وحريته، ولكن رغم ذلك مارس الجسد حراكا وتمردا وتشويها ومسخ لاسيما بعد انعتافه من طوق المقدس مما جعل ذلك يرتبط بالحداثة والتغيير وبالرؤية الاستنطاقية للمسكوت عنه، لاسيما حضوره الاستثنائي في فضاء المسرح الذي ينحو به نحو عوالم الخيال والافتراض مما وفر للجسد مكانا أمنا إلى حد ما لممارسة حضوره وإنشاء عوالمه واستبيان خطابه، إن حضور الجسدي في الخطاب المسرحي كان محط اهتمام الباحثين والمسرحيين على مختلف العصور وسيبقى مجالا مفتوحا لمزيد من الاسئلة والرؤى التي تسعى لإعادة بناءه بما يجعل منه نصا له استقلاليته وتفرده وهذا ما تحققه الرؤية الغروتيسكية للجسد التي تتجاوز عبر ثنائياتها المتضادة ( أعلى ndash; أسفل ـ انغلاق ndash;انفتاح، حجاب ndash;عري، ابتعاد ndash; اقتراب ) وهذا مايجعل الصراع قائما بين الرؤية الأيديولوجية المحافظة والرؤية الحداثية المتحررة التي تسعى إلى خلق الانزياحات وكسر التابوهات التي كبلت الجسد ومنعته من الحضور
والتواجد بكل إمكاناته وطاقاته التي ظلت مخبوءة وكامنة في منطقة الظل بعيدا عن إشعاعات الفكر والثقافة والجمال.
ألقت مداخلات المشاركين الضوء على شعرية الجسد وكيفية اشتغاله في بنية الخطاب المسرحي كونه انجازا مزدوجا لبنيات أدبية وغير أدبية، فالمسرح يعد من أكثر الحقول الإبداعية ثراء بالدلالات والتنوع التواصلي عبر نصوصه المختلفة وما تحمله من قدرة على التجريد والتكثيف واحتواء الاستعارات وهذا ما يجعل منه مجالا خصبا لتجسد الوظيفة الجمالية ndash; البلاغية. باعتبار إن الشعرية لا تسعى غالى البحث عن المعني بل لمعرفة القوانين التي تنتظم ولادة كل عمل إبداعي وهذا ما يؤهل المسرح إلى الانتقال من حقله الأدبي إلى حقل الأنساق الدالة والعلاقات الاشارية والسنن الثقافية والجمالية التي تؤطر عملية التواصل بين المؤدين والمتلقين.
ولاشك إن جسد الممثل أصبح محور المنظومة الإرسالية ومركز التشفير فهو حامل نصو ص العرض ونقطة التقاء جميع النظم الاشارية فيه، ومن هنا أصبح الجسد مكمن التوليد الدلالي الذي يتطلب قدرة على التحكم فيه من حيث التخزين والسيطرة والانتقاء والتوقيت والاستقبال والإرسال بما يجعل آلية اشتغاله ضمن المنظومة الكلية متبادلة وفاعلة.
وركزت المداخلات على خصوصية الجسد الغروتيسكي فحاولت استجلاء سماته ومرجعياته وتحولاته الاشارية.
لقد ظل الجسد خطابا ملتبسا ومتلونا ومهددا لكنه حاضرا وفاعلا ومؤثرا رغم كل ما أحاط به من حواجز وعوامل كبت ومحاولات تهميش وحجب لقدراته وحريته، ولكن رغم ذلك مارس الجسد حراكا وتمردا وتشويها ومسخ لاسيما بعد انعتافه من طوق المقدس مما جعل ذلك يرتبط بالحداثة والتغيير وبالرؤية الاستنطاقية للمسكوت عنه، لاسيما حضوره الاستثنائي في فضاء المسرح الذي ينحو به نحو عوالم الخيال والافتراض مما وفر للجسد مكانا أمنا إلى حد ما لممارسة حضوره وإنشاء عوالمه واستبيان خطابه، إن حضور الجسدي في الخطاب المسرحي كان محط اهتمام الباحثين والمسرحيين على مختلف العصور وسيبقى مجالا مفتوحا لمزيد من الاسئلة والرؤى التي تسعى لإعادة بناءه بما يجعل منه نصا له استقلاليته وتفرده وهذا ما تحققه الرؤية الغروتيسكية للجسد التي تتجاوز عبر ثنائياتها المتضادة ( أعلى ndash; أسفل ـ انغلاق ndash;انفتاح، حجاب ndash;عري، ابتعاد ndash; اقتراب ) وهذا مايجعل الصراع قائما بين الرؤية الأيديولوجية المحافظة والرؤية الحداثية المتحررة التي تسعى إلى خلق الانزياحات وكسر التابوهات التي كبلت الجسد ومنعته من الحضور
والتواجد بكل إمكاناته وطاقاته التي ظلت مخبوءة وكامنة في منطقة الظل بعيدا عن إشعاعات الفكر والثقافة والجمال.
عروض المهرجان
توزعت عروض المهرجان وفق محورين الأول داخل المسابقة وتضمن مشاركة الفرق المسرحية العربية والدولية منها فرقة- اونيكامب البرازيلية التي قدمت عرضا جميلا جاء تحت عنوان HAY Amor
-أهلا بالحب، يوحي عنوان المسرحية برغبة ما، أن يكون هناك متسع من الحب للجميع
تتحدث المسرحية عبر مشاهد متشابكة ولوحات قصيرة عن هذه الحاجة الإنسانية والكونية، فالحب أعظم تجربة حميمية، تجربتنا في تفهم الاختلاف ومفارقة إن تكوf اكبر الكائنات حرية، وفي ألان نفسه سجين رغبة الأخر وحبه. تابعنا عبر مشاهد العرض حكايا الوصال والهجران الرمزي لهذه المغامرة الإنسانية، فهناك الملايين من البشر على البسيطة تائهون في شساعة هذا العالم في زاوية مجرة ما، هناك الملايين من البشر ولكن نشعر أحيانا بالوحشة القاتلة، إننا بحاجة إلى الأخر على الدوام، ويتناول العرض أيضا كيفية اغتصاب مجتمع الاستهلاك لهذه القوة والزراية بها عبر الإشهار، ليسلبنا رغباتنا، بطرق التواصل الجماهيري، الذي يبلور صورنا البدائية في كليشيهات، مستغلا حميميتنا عبر وقائع استعراضية.
أهلا بالحب عرض شيد وفق دراماتورجيا الصورة التي تستند على منطق الأحاسيس، أكثر من استنادها على منطق الحواس، ورغم تتبع اللعبة بين المتحابين المتواصلين بطريقة شفافة ورومانسية ووحشية أحيانا يبحث الإخراج عن مسألة جوهرية هي تحسيس المتلقي برغبة بسيطة ومتناقضة وكونية، ألا وهي أن يعشق ويعشق، انه البحث عن الأخر والاعتراف بالغيرية، أبهى خصائص ثقافتنا ألان انه بات نسيا منسيا. لقد استثمر الجسد بتفجير طاقاته إلى ابعد الحدود مما جعل اللوحات المسرحية تزداد جمالا وتألقا، لقد تحدث العرض عن الحب في مرحلة ما بعد الحداثة، حيث أصبح الحديث عن الحي شيئا مضحكا، عفي عليه الزمن، لقدا سعى العرض إلى استعادة ارث الشعراء الجوالين (التروبادور) من القرن الثاني عشر، حيث كان العشق مغامرة في معرفة الذات غير محسوبة العواقب، وحيث كان المحبين يدينون بدين الحب أنى ولت ركائبه، كما لو كان كيمياء بين كائنين وتوحدا بين الشمس والقمر من اجل التجدد دائم
توزعت عروض المهرجان وفق محورين الأول داخل المسابقة وتضمن مشاركة الفرق المسرحية العربية والدولية منها فرقة- اونيكامب البرازيلية التي قدمت عرضا جميلا جاء تحت عنوان HAY Amor
-أهلا بالحب، يوحي عنوان المسرحية برغبة ما، أن يكون هناك متسع من الحب للجميع
تتحدث المسرحية عبر مشاهد متشابكة ولوحات قصيرة عن هذه الحاجة الإنسانية والكونية، فالحب أعظم تجربة حميمية، تجربتنا في تفهم الاختلاف ومفارقة إن تكوf اكبر الكائنات حرية، وفي ألان نفسه سجين رغبة الأخر وحبه. تابعنا عبر مشاهد العرض حكايا الوصال والهجران الرمزي لهذه المغامرة الإنسانية، فهناك الملايين من البشر على البسيطة تائهون في شساعة هذا العالم في زاوية مجرة ما، هناك الملايين من البشر ولكن نشعر أحيانا بالوحشة القاتلة، إننا بحاجة إلى الأخر على الدوام، ويتناول العرض أيضا كيفية اغتصاب مجتمع الاستهلاك لهذه القوة والزراية بها عبر الإشهار، ليسلبنا رغباتنا، بطرق التواصل الجماهيري، الذي يبلور صورنا البدائية في كليشيهات، مستغلا حميميتنا عبر وقائع استعراضية.
أهلا بالحب عرض شيد وفق دراماتورجيا الصورة التي تستند على منطق الأحاسيس، أكثر من استنادها على منطق الحواس، ورغم تتبع اللعبة بين المتحابين المتواصلين بطريقة شفافة ورومانسية ووحشية أحيانا يبحث الإخراج عن مسألة جوهرية هي تحسيس المتلقي برغبة بسيطة ومتناقضة وكونية، ألا وهي أن يعشق ويعشق، انه البحث عن الأخر والاعتراف بالغيرية، أبهى خصائص ثقافتنا ألان انه بات نسيا منسيا. لقد استثمر الجسد بتفجير طاقاته إلى ابعد الحدود مما جعل اللوحات المسرحية تزداد جمالا وتألقا، لقد تحدث العرض عن الحب في مرحلة ما بعد الحداثة، حيث أصبح الحديث عن الحي شيئا مضحكا، عفي عليه الزمن، لقدا سعى العرض إلى استعادة ارث الشعراء الجوالين (التروبادور) من القرن الثاني عشر، حيث كان العشق مغامرة في معرفة الذات غير محسوبة العواقب، وحيث كان المحبين يدينون بدين الحب أنى ولت ركائبه، كما لو كان كيمياء بين كائنين وتوحدا بين الشمس والقمر من اجل التجدد دائم
عروض خارج المسابقة
موت بانزي سيزوي، احد العروض المتميزة التي شاركت ضمن فعاليات المهرجان خارج المسابقة باعتباره عرضا محترفا لمخرج عالمي مشهور هو المبدع الكبير بيتر بروك، والتأليف للكاتبين اتهول فوجا رد مع جون ادوارد. أما الممثلين فقد وقع اختيار بروك على فنانين احدهما من مالي وهو جيت ويمبلي والأخر من الكونغو والمقيم في بلجيكا بيتهو ومبا، العرض قدم باللغة الفرنسية وهو ما يتناسب مع الجمهور المغربي.
أحداث العرض تتناول حالات إنسانية متنوعة عبر مشاهد صيغت بتتابع حول وضع الإنسان المعاصر تحت نير التمييز العنصري في جنوب إفريقيا خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي وكيفية استغلال طاقاته وجهوده من قبل الأقلية البيضاء التي احتلت أرضه وسلبت خيراته وصارت تتحكم بمقدرات الناس البسطاء من السكان الأصليين.
تكشف سينوغرافيا العرض عن بيئة فقيرة لرجل يعيش بمساحة منزوية شيد فيها مأوى من صناديق الكارتون الفارغة ليفترشها بعد كد اليوم وعند حلول الليل حيث يجاهد من اجل الحصول على قوت يومه لكنه رغم مثابرته لايحصل على فرصة للعمل لتدبير قوت عائلته، اذ انه يواجه مصاعب عدة وشروطا قاسية تقوده إلى تغيير هويته وانتحال صفة أخرى وادعاء موته كل هذه إحالات إلى واضحة الدلالة لحجم المعاناة التي يواجهها الإنسان في ظل غياب القوانين وضياع حقوق الإنسان.
استطاع مصمم السينوغرافيا ميشيل فلوري ان يرسم لنا أبعاد المكان ويمنح العرض الاجواء المطلوبة لاحتواء الحالات والمواقف التي يزخر بها العرض ومن خلال مواد بسيطة بل تكاد تكون هامشية تقترب من المسرح الفقير فقد استخدم بضعة صناديق من الكارتون وإطارات حديدية استخدمت لإغراض شتى ووظفت في معظم المشاهد لتنتج دلالات متنوعة وما أسهم في ذلك هو الممثل الذي تم اختياره بدقة ويبدو ان المخرج بروك قد أخضعهما لتدريبات وتجارب عمدت الى توظيف الجسد وحركته بمهارة ومرونة عالية فقد نجح الممثلان في تشخيص مشاهد تعبيرية متقنة تجلت مقدرتهما من خلال إيصال المواقف النفسية والتعبيرات الفيزيولوجية بوسائل شتى كان محورها الجسد الذي وظف في نسيج العرض الدرامي وفق إيقاع منتظم توافق مع متغيرات الحدث زمكانيا وشعوريا.
لقد كان عرض موت بانزي درسا بليغا في عرض مشاكل الإنسان المعاصر وسط أزمات الاقتصاد ومشاكل العولمة وصور التمييز والاستغلال مما يجبر الإنسان إلى الانسحاق والتهميش، وسط عوالم لاتعترف إلا بالمصالح والإرباح على حساب الآخرين.
لقد توفر العرض على مقومات النجاح مضمونا وشكلا، ففي كل تجربة نجد إضافة متميزة للمبدع الكبير بيتر بروك صاحب الانجازات المتميزة في المسرح العالمي والذي منح الفضاء المسرحي نسغا من الحيوية والتجدد وأضفى عليه قيما جمالية مبتكرة عبر بحوثه وتجاربه اللافتة
أما الممثلين جيت وومبا فقد حرصا على التعامل مع تفاصيل الشخصيات العديدة اللذين قاما بأدائها
بدقة وذكاء مما جعل الجمهور يتفاعل معهما طيلة أحداث العرض الذي امتلك مقومات النجاح والتألق، ان حضور هكذا عروض في مهرجان اكادير يمنحه مزيدا من المتعة والتميز.
موت بانزي سيزوي، احد العروض المتميزة التي شاركت ضمن فعاليات المهرجان خارج المسابقة باعتباره عرضا محترفا لمخرج عالمي مشهور هو المبدع الكبير بيتر بروك، والتأليف للكاتبين اتهول فوجا رد مع جون ادوارد. أما الممثلين فقد وقع اختيار بروك على فنانين احدهما من مالي وهو جيت ويمبلي والأخر من الكونغو والمقيم في بلجيكا بيتهو ومبا، العرض قدم باللغة الفرنسية وهو ما يتناسب مع الجمهور المغربي.
أحداث العرض تتناول حالات إنسانية متنوعة عبر مشاهد صيغت بتتابع حول وضع الإنسان المعاصر تحت نير التمييز العنصري في جنوب إفريقيا خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي وكيفية استغلال طاقاته وجهوده من قبل الأقلية البيضاء التي احتلت أرضه وسلبت خيراته وصارت تتحكم بمقدرات الناس البسطاء من السكان الأصليين.
تكشف سينوغرافيا العرض عن بيئة فقيرة لرجل يعيش بمساحة منزوية شيد فيها مأوى من صناديق الكارتون الفارغة ليفترشها بعد كد اليوم وعند حلول الليل حيث يجاهد من اجل الحصول على قوت يومه لكنه رغم مثابرته لايحصل على فرصة للعمل لتدبير قوت عائلته، اذ انه يواجه مصاعب عدة وشروطا قاسية تقوده إلى تغيير هويته وانتحال صفة أخرى وادعاء موته كل هذه إحالات إلى واضحة الدلالة لحجم المعاناة التي يواجهها الإنسان في ظل غياب القوانين وضياع حقوق الإنسان.
استطاع مصمم السينوغرافيا ميشيل فلوري ان يرسم لنا أبعاد المكان ويمنح العرض الاجواء المطلوبة لاحتواء الحالات والمواقف التي يزخر بها العرض ومن خلال مواد بسيطة بل تكاد تكون هامشية تقترب من المسرح الفقير فقد استخدم بضعة صناديق من الكارتون وإطارات حديدية استخدمت لإغراض شتى ووظفت في معظم المشاهد لتنتج دلالات متنوعة وما أسهم في ذلك هو الممثل الذي تم اختياره بدقة ويبدو ان المخرج بروك قد أخضعهما لتدريبات وتجارب عمدت الى توظيف الجسد وحركته بمهارة ومرونة عالية فقد نجح الممثلان في تشخيص مشاهد تعبيرية متقنة تجلت مقدرتهما من خلال إيصال المواقف النفسية والتعبيرات الفيزيولوجية بوسائل شتى كان محورها الجسد الذي وظف في نسيج العرض الدرامي وفق إيقاع منتظم توافق مع متغيرات الحدث زمكانيا وشعوريا.
لقد كان عرض موت بانزي درسا بليغا في عرض مشاكل الإنسان المعاصر وسط أزمات الاقتصاد ومشاكل العولمة وصور التمييز والاستغلال مما يجبر الإنسان إلى الانسحاق والتهميش، وسط عوالم لاتعترف إلا بالمصالح والإرباح على حساب الآخرين.
لقد توفر العرض على مقومات النجاح مضمونا وشكلا، ففي كل تجربة نجد إضافة متميزة للمبدع الكبير بيتر بروك صاحب الانجازات المتميزة في المسرح العالمي والذي منح الفضاء المسرحي نسغا من الحيوية والتجدد وأضفى عليه قيما جمالية مبتكرة عبر بحوثه وتجاربه اللافتة
أما الممثلين جيت وومبا فقد حرصا على التعامل مع تفاصيل الشخصيات العديدة اللذين قاما بأدائها
بدقة وذكاء مما جعل الجمهور يتفاعل معهما طيلة أحداث العرض الذي امتلك مقومات النجاح والتألق، ان حضور هكذا عروض في مهرجان اكادير يمنحه مزيدا من المتعة والتميز.
النتائج وتوصيات المهرجان
لجنة تحكيم المهرجان التي ضمت في عضويتها مجموعة من الأساتذة والمختصين والنقاد هم د. عبد النبي ذاكر(المغرب) د. حسين الأنصاري (العراق) فتاح الدوري (ألمانيا) جيل فورمان (انكلترا) جورجينا كانتاليني(ايطاليا) حفناوي بعلي (الجزائر)
تابعت عروض المهرجان الذي تبارت فيه العديد من الفرق الجامعية المغربية المتمثلة بفرق من اكادير والدار البيضاء والقنيطرة ومراكش وسلا وطنجة وفاس ووجده، ومن خارج المملكة شاركت فرقة صوت الممثل من فرنسا، ومعهد الفن الدرامي التابع لمدرسة الفنون في بوبيلا بالمكسيك، وفرقة المركز الثقافي الجامعي بالمنستير التونسية ن وفرقة اونيكامب من البرازيل
وقد جاءت نتائج المهرجان كما يلي:
جوائز تشجيعية للمثلين كبيرة بردوز، عن دورها في مسرحية ndash;دوار الحطابة ndash;اكادير وراضية مدغري، عن دورها في مسرحية ndash; الغرق في البر- لفرقة مراكش وإبراهيم عمر خليل، عن دوره في مسرحية- كوكيل بلدي ndash; لاكاديرايضا
جائزة أحسن ممثلة حصلت عليها الممثلة برونيكا بريز عن دورها في مسرحية لوس انفسوريس من المكسيكLos Invasores
جائزة أحسن ممثل كانت من نصيب بسام الخليفي عن دور فرحات في عرض وهم للفرقة التونسية
تم حجب جائزة أفضل نص مسرحي.
جائزة أحسن سينوغرافيا فازت بها مسرحية ndash;قالوا لا ndash; لفرقة طبنجة.
جائزة أحسن عرض متكامل حصل عليها العرض التونسي وهم
جائزة لجنة التحكيم منحت للفرقة البرازيلية
أما جائزة المهرجان الكبرى فقد كانت من نصيب عرض أهلا بالحب للفرقة البرازيلية أيضا
وضمن توصيات المهرجان أقرت جائزة جديدة تتولاها الجمعية العربية لنقاد المسرح وستمنح اعتبارا من المهرجان المقبل.
وفي ختام المهرجان تم تكريم ثلاثة من مبدعي المسرح المغربي وهو فاطمة بن زيان وأنور الجندي و عبدا لله فركوس وهو تقليد اختطه هذا المهرجان اعترافا بعطاء المبدعين.
لجنة تحكيم المهرجان التي ضمت في عضويتها مجموعة من الأساتذة والمختصين والنقاد هم د. عبد النبي ذاكر(المغرب) د. حسين الأنصاري (العراق) فتاح الدوري (ألمانيا) جيل فورمان (انكلترا) جورجينا كانتاليني(ايطاليا) حفناوي بعلي (الجزائر)
تابعت عروض المهرجان الذي تبارت فيه العديد من الفرق الجامعية المغربية المتمثلة بفرق من اكادير والدار البيضاء والقنيطرة ومراكش وسلا وطنجة وفاس ووجده، ومن خارج المملكة شاركت فرقة صوت الممثل من فرنسا، ومعهد الفن الدرامي التابع لمدرسة الفنون في بوبيلا بالمكسيك، وفرقة المركز الثقافي الجامعي بالمنستير التونسية ن وفرقة اونيكامب من البرازيل
وقد جاءت نتائج المهرجان كما يلي:
جوائز تشجيعية للمثلين كبيرة بردوز، عن دورها في مسرحية ndash;دوار الحطابة ndash;اكادير وراضية مدغري، عن دورها في مسرحية ndash; الغرق في البر- لفرقة مراكش وإبراهيم عمر خليل، عن دوره في مسرحية- كوكيل بلدي ndash; لاكاديرايضا
جائزة أحسن ممثلة حصلت عليها الممثلة برونيكا بريز عن دورها في مسرحية لوس انفسوريس من المكسيكLos Invasores
جائزة أحسن ممثل كانت من نصيب بسام الخليفي عن دور فرحات في عرض وهم للفرقة التونسية
تم حجب جائزة أفضل نص مسرحي.
جائزة أحسن سينوغرافيا فازت بها مسرحية ndash;قالوا لا ndash; لفرقة طبنجة.
جائزة أحسن عرض متكامل حصل عليها العرض التونسي وهم
جائزة لجنة التحكيم منحت للفرقة البرازيلية
أما جائزة المهرجان الكبرى فقد كانت من نصيب عرض أهلا بالحب للفرقة البرازيلية أيضا
وضمن توصيات المهرجان أقرت جائزة جديدة تتولاها الجمعية العربية لنقاد المسرح وستمنح اعتبارا من المهرجان المقبل.
وفي ختام المهرجان تم تكريم ثلاثة من مبدعي المسرح المغربي وهو فاطمة بن زيان وأنور الجندي و عبدا لله فركوس وهو تقليد اختطه هذا المهرجان اعترافا بعطاء المبدعين.
التعليقات