لاوقت في معصمي
كي أزف إليك الصحو
ممتثلا لعصافير تنقر اوراق القلب
أنام حين ينوء بظهري كرسيّ عجوز
يتولّى انتظار الصباح معي
وأصحو
حين يهز جسدي السعال
ثمة ساعة تتربّص بنهاراتي
ورصيف تعود أن يلقي السلام عليّ
ويخبر حاجب الخليفة
إن كنت قد مددت بساط النوم على عينيّ
اخرج من البيت عندما اشعر أن المسافة بيني وبينك
مقدار رقة الشمس
بين ثقوب الستائر
وآكل عندما أجد طعاما في خرابة الفقير
واشرب ما يقطر من منقار حمامة مريضة
وأدخن ما يتيسّر لي
من لهاث الخليقة
....
لاوقت في ساعتي
انظر إلى العقارب
رافعة أذنابها
وابحث عن زورق الوقت
في الميناء البلوّري
وافرك بأكمام قميصي
زجاجها الذي علاه الضباب
فأدرك لماذا ألفيت معصمي خفيفا
ولم اكترث لعتمة المدن التي هاجرت من جبهتي
وتثاقل دمي في الشرايين
إنها ساعتي..إذن
معطلة...!!!
ذلك تبرير للآخرين
لكي يلقوا ظلال أوقاتهم على جسدي
ومحنة في تحديد ساعات الصفر
- ساعة لفك طلاسم الوطن
- ساعة لمعرفة أين اختفى الجرح الذي خلفته العصافير في شفتي
- ساعة لترديد النشيد الوطني لخمسين قرية وهبتني شتاءاتها
- ساعة لمراقبة سفارات عزرائيل في الأرض
- ساعة لانتهاز قيلولة الخليفة..
- ساعة.......!!!
هي يدي إذن تحتفل بموت الدقائق
واخضرار العفن على جدران الساعة القتيلة
هل علي أن أتذكر سلفادور دالي
واسخر من عفونة الوقت في ساعتي..؟
هل علي أن أقودك الى حيث نغمض اعيننا
ونشطب النهار من ساعة على الجدار..؟
هل علي أن امحو عاما كاملا
بنهاراته ولياليه
لأستعيد بكارة بغداد...؟
واكتب من جديد تاريخ ميلاد الجسر
هل علي أن أصدق أن رايات سودا
ستخرج من مؤخراتنا..؟
الساعة بوصلة الحالم
والمشرق صار غربا
لكتائب تنام على قبور آبائنا
المشرق الذي لم يصلّ مع عليّ
ولم يحضر مادبة معاوية
المشرق الذي يقف على الجبل
يرقب رماد الذهب
في مواقد الحكائين
...........
هل علي أيضا..
أن أمضي بالبزة العسكرية الى حيث تنتظرين..؟
وأقلد جيفارا
واسلم رئتي للسل..؟
اقترحي انت ساعة لا تموت
وأياما بلا عقارب
اقترحي رجالا
ونساء
وعصافير
لا يلوون معاصمهم،
ثم يحثون الخطى صوب ساعاتهم القتيلة
اقترحي
فلم يبق من الوقت
سوى اربعين ذراعا
بين موت الرحى
واخضرار الحجر...