هيَ لَمْ تقُلْ
إنّ الْخَريفَ تُحبُّه،وتُحبُّ وَعْدَ زُهورِه
إنْ ماجَ فيهَا الْمَاءُ، واصْطَفَق الْحَصى
مَعَ ذَلكَ اتُّهِمتْ مِنَ الْبَجَعاتِ في إطْراقِهَا

هيَ لَمْ تَقُلْ
إيحَاءُ الْأَصَابعِ فَاترٌ في الْكَأْس
والسّاعات ُ ظل ُّ الْقَلْبِ
إنْ أَلْقَتْ عَصاها في الصَّحارَى
تَكْنُسُ الْأَشْواقَ لَيْلاً كَاملاً
مَعَ ذَلكَ احْتَطَبتْ نُدُوبَ الرِّ يح
كَيْ تَخْتالَ في أَشْواقِهَا

هيَ لمْ تقُلْ
ما قَالَ طَيْفُ الْكَرْم في أَرْدانهَا
وَالْأَبْجَديَّةُ في مَجَاز رَمَادهَا
إنْ أَسْنَدَتْ دَمَهَا عَلى النَّجْمات تَنْشُجُ
كُلَّما أَخْلى لَها إرْثُ الْفَرَاش طَريقَهُ
مَعَ ذَلكَ افْتَرّتْ وذَاعَ الطّيبُ في الرَّدْهَات
بيْنَ وِِصَالِها وفِرَاقِهَا

هيَ لمْ تَقُلْ
إنْ شَفَّتِ النايَاتُ عنْ إيرَاقهَا
أَنَا لَسْتُ مِنْ مِيقَاتهَا
مَهْمَا يَفُتُّ النّجْمُ في قَلْبٍ،
ومَهْما الْقَلْبُ يبْلي الثّوْبَ في نَهْرٍ،
ومهْمَا الْوَاصفَاتُ النّهْر أَصْدَقُ منْ مَلَالَتهِ.
لَعَلّ الْأُرْجوَانَ
يَخفُّ منْهَا
عَابراً في لَفْظهَا.
مَعَ ذَلكَ ارْتَقَت الظّلَالَ
وشَفّتِ النّاياتُ عَنْ إيرَاقِهَا

هيَ لَمْ تَقُلْ
في غَفْلَتي أَرْعى ثُرَيّات،
وَتَجْري بي ميَاهٌ مثْلَ تَاجٍ مُزْمنٍ
لَمّا يُريقُ الْغَيْمَ في مَرْضَاتهَا وَقْتُ الْوُرُود
ويَخْمشُ الإيحاءُ مَعْناهَا الْمُفَضَّضَ في حَريرٍ مُوحشٍ
مَعَ ذَلكَ اقْتَرَفَتْ أَيَادي النَّوْل
والْتَفَّتْ ،هُنا، سَاقُ الْمُحب ّ بِسَاقِهَا

هيَ لَمْ تقُلْ
للْهَائمينَ إلى مَنَاكبهَا: اسْتَظلُّوا بي
للْغُربَاء: في بِئْري قفُواْ
أَلْهَائمُونَ إذَا أَضَاعُواْ اللّيْلَ،
والْغُرَبَاءُ إنْ عَثَرواْ بأَنْقَاض الْغِناء
عَلَى طَريق في مَتَاع الْحَظّ
مَاذَا في خَيَال الْحُبّ منْ مَاضٍ
ليَصْنَع مَا يَشَاءُ الْحُبُّ بالْأَقْدَامِ
لَوْ لمْ تَخْتَصرْ؟
مَعَ ذَلكَ انْفرطَتْ
وعُوفِيَ في الْكتَابِ الشِّعْرُ منْ ترْيَاقِهَا
........
........
لَيْتَ الْجَميلَةُ إنْ أَتَتْ
تلْقى هَواها عابِراً في زَفْرة
وهَوى الطُّيُور، على يديْها، لا يَسُرُّ لحَالها
والنَّايُ في الْآثَار يلْقُمها دَمَ الْأَسْماء
ليْتَ دَم الْجَميلةِ في الْجِراب:
هُنا، وَقَفْتُ
هُنا، غَريباً في الرّيَاح
أفُتُّ قافِيتي
وأرْعى الشّكَّ
في إطْلَاقِهَـا!
**