كرم اليوم الثاني من مهرجان مراكش الدولي للفيلم السينما الفرنسية، وشهد حفل التكريم حضور أسماء صنعت السينما الفرنسية وفي مقدمتها الممثلة القديرة كاترين دونوف، وقدم أفلاما واقعية في مسابقته الرسمية.
الفنانة يسرى |
مراكش: كرم اليوم الثاني من مهرجان مراكش الدولي للفيلم (من ثالث إلى 11 ديسمبر كانون الأول 2010) السينما الفرنسية، وقد نظم حفل كبير بأكبر قاعات قصر المؤتمرات بمراكش ليلة السبت، وشهد حفل التكريم حضور أسماء صنعت السينما الفرنسية وفي مقدمتها الممثلة القديرة كاترين دونوف، كما عدد كبير من سينمائي الجيل الجديد ككيوم كاني وماريون كوتيار. وقد تسلمت دونوف نجمة مراكش الذهبية المخصصة للمكرمين.
ليلة فرنسية في مهرجان مراكش
نجح المهرجان، منذ بدء تكريم دولة كل دورة، في جلب أكبر عدد من النجوم. رغم أن الليلة في يوم مهرجان مراكش الثاني كانت فرنسية، إلا أن مفاجأة الليلة كانت أمريكية، فقد استطاع المخرج الأميركي الشهير مارتن سكورسيز أن يخطف الأضواء وحضي باستقبال كبير في مهرجان سبق أن زاره أكثر من مرة.
بهذا التكريم استطاع المهرجان أن يخلق لحظة سينمائية كبيرة، ويحق لنور الدين الصايل نائب رئيس مؤسسة مهرجان مراكش للفيلم، الجهة المنظمة، أن يصرح أن مهرجان مراكش quot;أضحى مهرجانا حقيقيا واحترافيا نعمل من خلاله على المزج بين أن يكون له بعد سينمائي وفي نفس الوقت احتفالي أي توازن بين الإهتمام السينمائي والإحتفالquot;.
انتقد الصايل ما سماه مهرجانات سينمائية سياحية، جاء ذلك في حديثه عن ضرورة توفر المغرب على مهرجان دولي للفيلم مثل مهرجان مراكش لتسويق الصناعة السينمائية المغربية، مؤكدا أن المغرب quot;بلد يبدع وينتج ويفرخ أجيالا من المبدعين، وهذا هو الفارق بيننا وبين آخرين يقيمون مهرجانات سينمائية سياحية، لأنه لا يوجد عندها صناعة سينما ولا تتنتج حتى فيلما قصيراquot;.
وذهب الصايل في حوار أجرته معه يومية الأهرامquot; المصرية أن الفيلم المغربي الآن له الصدارة الجماهيرية. هذه الجماهيرية صفة أصبحت لصيقة مع مهرجان مراكش الدولي للفيلم، فعروضه تعرف متابعة مهمة غالبية هؤلاء من الشباب. هؤلاء تابعوا أولى أفلام المسابقة الرسمية التي عرضت يومه السبت رابع ديسمبر كانون الأول بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش. القاسم المشترك بين الفيلمين الأولين الإيطالي والفيليبيني اهتمامهما بالنوازع الإنسانية العميقة.صوفي مارسو
نوازع إنسانية مبسوطة على الشاشة
ركز الفيلم الإيطالي quot;حياة هادئةquot;، أول أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، لمخرجه كلاوديو كوبيليني على تداخل المشاعر الإنسانية العميقة. وقد بنى هذا التداخل من خلال قصة ابن وأبيه. الأب روزاريو روسو هرب إلى ألمانيا ليبدأ حياة جديدة رفقة زوجته الألمانية quot;ريناتاquot; وابنه الصغير ماتياس، لكن مهمة جديدة لابنه دييغو رفقة شاب إيطالي آخر بنفس القرية ضواخي فرانكفورت، ستغير حياة الأب الهادئة. الابن سيكتشف أباه الذي تركه منذ سنوات. لقاء الابن بأبيه سيعيد ولادة الماضي بعقده.
شخصية الفيلم الرئيسية غامضة مثيرة تحاول استحضار الماضي وتخشى على تغير الحاضر وتسعى جاهدة كي لا تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما يخبؤه المستقبل.
فيلم يختلط فيه حنان الأب بحنين عضو المافيا التائب الهارب من ماضيه. مخرج الفيلم أوضح في لقاء صحافي بعد عرضه أنه عاد من خلال رواية قصة روزاريو إلى المنطقة التي ينحدر منها في ايطاليا المتميزة بحماماتها الطبيعية الساخنة، والتي وصفها بالمدينة المثالية للاغتسال من الخطايا والشروع في بداية جديدة. هذه البداية ليست سهلة دائما، ويظهر ذلك في فيلم اجتماعي آخر يتعلق الأمر بquot;المانحةquot; للفيليبيني مارك ميلي.كاترين دينوف
فمن خلال قصة شخصية الفيلم المحورية quot;ليزيتquot; القاطنة في أحد أفقر شوارع مانيلا، يركز المخرج عن رغبة الشخصية في تجاوز الوضعية الصعبة (بيع الأقراص المدمجة المقرصنة) والحصول على وظيفة قارة. بعد الفشل ستبيع إحدى كليتيها لأجنبي ثم تسافر إلى دبي. هذه التجارة رائجة في هذا البلد الآسيوي. المخرج الفيليبيني من الجيل الجديد للسينما الفيليبينية الصاعدة التي تلجأ إلى سينما واقعية تتقاطع مع الأفلام الوثائقية، بها صدق الفيلم الوثائقي بتوليفة سينمائية جميلة.
التعليقات