في أمسية نقدية بأدبي الرياض
عبدالله السمطي من الرياض: وقع الحضور من الأدباء والشعراء والكتاب في النادي الأدبي بالرياض أن يتحدث الناقد أحمد الواصل عن جماليات قصيدة النثر، تبعا لموضوع ورقته التي قدمها في الأمسية النقدية التي عقدت مساء الاثنين الماضي وأدارها الشاعر عبدالمحسن الحقيل والشاعرة هدى الدغفق، والتي حملت عنوان:quot; جماليات قصيدة النثرquot; وشاركه في الأمسية الشعراء:
بيد ان الواصل خيب آمال الحضور وتركهم في عراء الأسئلة حيث إنه لم يتحدث مطلقا عن جماليات قصيدة النثر بل استعرض بشكل تاريخي بدايات هذه القصيدة في المشهد الشعري السعودي
لكن حضور الشعراء وإلقائهم بعض قصائدهم الشعرية خفف من حدة هذه الخيبة.
في البداية تحدث الواصل عن إرهاصات قصيدة النثر العربية حيث ظهور الشعر المنثور ndash; كما يرى- مع جبران خليل جبران، ومن قبله المحاولات التي جرت لترجمة الكتاب المقدس في نهايات القرن التاسع عشر عن طريق الإرساليات الأجنبية.
وتطرق الواصل إلى بعض الأسماء السعودية التي كتبت الشعر المنثور مثل: احمد السباعي وعزيز ضياء، وقسم مراحل كتابة الشعر المنثور وقصيدة النثر في السعودية إلى خمسة مراحل ndash; على حد اجتهاده ورأيه- بدأت من الثلاثينيات والأربعينيات في القرن العشرين الميلادي وختمت ببدايات القرن الحادي والعشرين، مرورا بالعام 1963 حين كتب محمد العامر الرميح وسارة أبو حيمد بعض القصائد المنثورة، التي نشرت في الصحف ولم تجمع في كتب، ثم صدور كتاب:quot; جدران الصمتquot; للرميح الذي تطرق فيه إلى إشكاليات القصيدة الحديثة، ثم ظهور المرحلة الثالثة على يد فوزية أبو خالد بإصدارها ديوانها:quot; إلى متى يختطفونك ليلة عرسquot; في العام 1973، ثم ظهور نصوص لبديعة كشغري، ومحمد عبيد الحربي، وفي مرحلة تسعينيات القرن العشرين ظهرت أصوات: أحمد الملا، وغسان الخنيزي، ومحمد الحرز، وحمد الفقيه، وهدى الدغفق، وغيرهم، ثم تجلت المرحلة الخامسة بعد العام 2000 وجرت نصوص القصيدة النثرية التي كتبها عبدالله ثابت، وشريف بقنة الشهراني، ونوير العتيبي في فضاء البحث عن الهوية، ويتسم شعراء هذه المرحلة بالكتابة في مختلف الفنون في الشعر والسرد وفي الفن التشكيلي وهذا أعطاهم المجال ndash; فيما يشير الواصل- المجال لتطوير لغتهم ورؤيتهم الشعرية.
وقد ظهرت دواوين بارزة في تلك المرحلة لكل من سعود السويداء:ط التخلص من الجثةquot; وشريف بقنة quot; مدن العزلةquot; وميادة زعزوع: quot; وأتوه في رجل شرقيquot; ومحمد الماجد :quot; مسند الرملquot; الذي يقول فيه:quot; أنا في حرم الأألوان وإيوان الرمز، أعي الموازين بالقسطquot; . كما ظهر ديوان عماد الدرويش:quot;سلام من قلب ماquot; كما دخل في هذه المرحلة أدباء من خارج مجالها، وها هو علي الفرج الذي عرف بأنه شاعر المناسبات الدينية يكتب قصيدة نثر، ومنها:quot; كنت أكنس المجرات. كنت أفرك هذا الليلquot; وكتبت صبا الحرز ndash; وهو اسم مستعار- :quot; الصابون باعتباره قذارةquot; وتتسم كتابات هذا الجيل بتعدد أنماط الكتابة، والتصوير الفوتوغرافي والسينمائي، ومواصلة النشر الالكتروني وتداخل النصوص، وظهور ما يسمى بquot; قصيدة النثر الالكترونيةquot; وتجاوز الرقابة.
نصوص جارحة:
وقد ألقى الشعراء المشاركون في الندوة وهم: عبدالله العثمان، ونويّر العتيب، ومحمد الحميد بعض النصوص ، وقد اتسمت باستثمار البنية القصيرة، والمشهدية، والمفارقة، واستخدام أجواء البوب آرت في الفن التشكيلي. يقول عبدالله العثمان:quot; لم يعد يخيفني أن اضع لساني على التابوت، وحولي علبة بيبسي، ولي أحمر سقط من عمال النظافةquot; وألقت نوير العتيبي نصوصا من ديوانها:quot; وهيأتها للموتquot; كما ألقى محمد الحميد نصوصا من ديوانه:quot; بحجة الكوميدياquot; ومنها:quot; أراهم ملونين بصورهم، واصواتهم ليست لها نكهة، غامضون في جلدهم ما برحوا أماكنهم التي اصطفوا فيها ذلك العصرquot; .
وتنوعت مداخلات الحضور بالأسئلة التي تتناول قضايا قصيدة النثر، حيث رفضت د. ميساء الخواجة التقسيم المرحلي الذي طرحه الواصل، فيما أكدت الشاعرة هدى الدغفق على هوية قصيدة النثر وحضورها في حماسة ملفتة، داعية إلى الاهتمام بقضايا قصيدة النثر الفنية عند المرأة الشاعرة. وركزت المداخلات على إشكاليات القصيدة والمنبرية، والتسمية الاصطلاحية، وغياب الأكاديمية عن متابعتها نقديا، ومعايير قصيدة النثر الفنية.
التعليقات