يتحدثان عن النهر
هي، بعطشها القديم
وهو، بضفافه القاحلة..
يتلعثمان
في قراءة حروف الماء
عجمة في اللسانين
لسان مضى يتجسس على وجع النهر
وسط هجير البلاد
ولسان قضى..صامتا
دون أن ينبس ببنت قبلة..
قبلة.. لصفصافة الروح
لسعفة يابسة
معلّقة في مهابة النخل
لعمر أجرد
ملفوف بعباءة من الخزف
يتحدثان عن النهر
عما أمحل من جروف السماوات
وعما اسلم رياحه لمطر المواسم
يبكيان
بعيون
تقطر رملا
تقول له :
أيها المنديل العتيق
ويقول لها :
ياصرة الماء
فيعرف النهر أنهما موغلان بماء سرى في خيوط النار
فيغسل منتشيا
ما يذّران على رصيف التمني
من رماد العناق...