عبدالجبار العتابي من بغداد: اعلن في بغداد عن رحيل الكاتب والناقد المسرحي علي مزاحم عباس عن عمر يناهز السبعين عاما بعد معاناة طويلة من المرض الذي منعه في الاسابيع الاخيرة من الذهاب الى دائرة السينما والمسرح بعد مواظبته على ذلك وكان اعتلال صحته واضحا عليه.

والراحل هو علي مزاحم عباس السلطاني من مواليد مدينة الخالص في محافظة ديالى عام 1940، انهى بكالوريوس لغة عربية عام 1969 وعلوم دينية، ثم انه خريج معهد الفنون الجميلة عام 1975 وكان الاول على دفعته، ناقد كبير له مؤلفات عديدة اشهرها: سلاما ايها المسرحيون، ازمة النص المسرحي، فلنفتح الستارة، وفن التمثيل الصامت العراقية البانتو مايم في العراق للسنوات 1919 ـ 1998، و (الفرقة القومية للتمثيل ارقام ودلالات) و(تجربة منتدى المسرح في العراق) و(تجربة الفرقة القومية للتمثيل في مسرح الطفل)، كما كتب العديد من المسرحيات للصغار والكبار منها (القنديل الصغير) التي قدمتها فرقة كربلاء ومسرحية (عيد سعيد) التي اقتبسها عن احدى مسرحيات ناظم حكمت، واخرج له سعدون العبيدي مسرحية (رائحة المسك) عام 1984، بتكليف من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية، واختارته اللجنة الدائمة للمسرح العربي للمنظمة محكما لجائزة المسرح العربي المخصصة للتأليف.

يقول الكاتب عقيل ابراهيم العطية: للراحل اياد بيضاء على المسرح العراقي، وهو واحد من الذين تصدوا لمهمة النقد العسيرة وكانت كتاباته موضوعية، وانا عاشرته لمدة عشر سنوات.

وأضاف: يعز عليّ انا شخصيا ان ارثي استاذي، واقول استاذي باعتزاز كبير فقد زاملت الراحل ابان تعييني اولا في دائرة السينما والمسرح في قسم الابحاث والدراسات حيث كان يدير هذا القسم بكل مهنية وكل محبة وقد تعلمت الكثير منه، كان رجلا يبحث عن الكمال، والكمال لله وحده، لا يكتب مقالة ان لم يكن متأكدا، من الاشياء التي اتذكرها باعتزاز انه مرة كتب عن مسرحية (مقامات الحريري) اتذكر انه استعان بثمانية وعشرين كتابا، اقسم 28 كتابا قرأها من الغلاف الى الغلاف من اجل ان يكتب مقالة واحدة، فلاحظ دقة هذا الرجل الموضوعي، يكتب بكل علمية ولا يجامل احدا، وكان الجميع يستقبل كتاباته بمحبة بعد ان ادرك هؤلاء الفنانون انهم ازاء انسان موضوعي، من الاشياء التي اتذكرها، انه مرة دخل في خصومة بسيطة مع احد المخرجين المسرحيين المعروفين، وزعل المخرج، لكن علي مزاحم عباس حين شاهد مسرحية لهذا المخرج كتب عنها باعجاب كبير حتى ان هذا المخرج استغرب، وهذا دليل عن موضوعية الراحل.

واضاف: الحديث كبير عن ابي نصر وابي زاهد وحقيقة لا استطيع ان استحضر كل المواقف معه والتي تستحق الاشادة.
اما الناقد والكاتب صباح المندلاوي فقال: نشعر بالحزن المرير والاسى والاسف لرحيل هذا الناقد المسرحي الكبير الذي كتب الكثير في ميادين المسرح وكانت ابحاثه تتسم بالرصانة والمتانة وكانت تعالج الكثير من الاشكاليات التي يعج بها مسرحنا العراقي في ما مضى، فرحيله خسارة كبيرة للمسرحيين والفنانين والمبدعين.
واضاف: كان الناقد يتابع كل العروض المسرحية وينشر مقالاته التي تنشر في الصحف اليومية وحتى مجلة السينما والمسرح التي تصدرها الدائرة وكنت اتابع كتاباته التي كانت جديرة بالقراءة والاعتزاز.