* هناك خلط واضح في بعض الحقائق التاريخية في كتاب الرصيص عن الفن التشكيلي.
* الكل جزء والجزء كل والمسافات لاوجود لها الا فى الظاهر فقط.
* لا أحاكم تجاربي الا في مرحلتها لاننى عشقتها كما هى فى حينها.
* الشعر لحظة انفعالية كثيفة والتشكيل حياة شعورية متكاملة وكلاهما يكمل الآخر.

عبدالله السمطي من الرياض: هي واحدة من رائدات الفن التشكيلي السعودي، سلكت أناملها طريقا بين الريشة والقلم، فاختطت لنفسها ذاكرة جمالية بين اللوحة التشكيلية والقصيدة، وهناك في فضاء اللون والكلمة اكتشفت ذاتها، التي أثمرت عبر أكثر من ربع قرن عن جملة من الأإبداعات التشكيلية والشعرية المتنوعة، صاحبتها رؤية بحثية في عالم التراث وإعادة اكتشافه، ورحلة موازية في الإذاعة والإعلام.
اعتدال عطيوي.. تسعى هنا لإضاءة هذه التجربة بقليل من الكثافة، وقليل من الكلام، الذي لم تحده الرؤيا كي يصل لمبتغاه.. حيث تحدثت لإيلاف عن تجربتها التشكيلية والشعرية، وعن مشروعها الهادف إلى جمع الأمثلة الشعبية في مكة وجدة والمدينة، فهي على حد تعبيرها: عاشقة أبدية للتراث حيث تقول:
quot; أنا عاشقة ابدية لتراثنا الثري ومؤهلة علميا لهذا العمل الذي بدأته منذ فترة طويلة لاننى لااطيق ان يندثر بحكم التغيرات الحضارية اللاهثة، واراه واجبا يمليه الانتماء العميق الذي بدا مع الإذاعة فى أعداد برامج استمرت لفترات طويلة (برنامج مأثورات شعبية ndash; برنامج صوت الأمكنة)وهو مشروع عمري الذى أتابعه وآمل اننى استطيع إنهاؤهquot; اعتدال عطيوي تحيا في وهج تجربتها، وهي تنأى عن التصنيف، وترى أن تجربتها التجريدية خاصة، وتشير في هذا الصدد إلى تطور مراحلها الفنية من الزرقاء إلى الأبيض والأسود، ومن جانب آخر ترى أن النقد لا يعنيها، وأن كتاب محمد الرصيص عن تاريخ الفن التشكيلي السعودي يتضمن خلطا واضحا لبعض الحقائق التاريخية. اعتدال عطيوي تمد حواسها لتصف ملامح من تجربتها، وهذا ما يتضمنه نص الحوار:

bull; تتنقل إبداعاتك بين التشكيل والشعر والإعلام كيف تواءمين بين هذه المجالات، وفي اتجاه أي فني تنضوي النشاطات الأخرى؟ أعني كيف تستثمرين الأنشطة المتنوعة في خدمة إبداعك؟
الإبداع اذا وقع فى فخ التقصد أتى باهتا بلا روح وان اتكئ على الأهداف البحتة سقط حينم يمسك بي ابداعى ارحل معه متماهية الى أقصى مداه سواء كان شعرا او فنا فيتعتقنى اقحوانة فى مداره شرسة حينا ومرهفة أخرى، وهذا التداخل وجدته متسلقا روحى بندية مطلقة أحاول ان أوائم بينها، ولى أن أعترف أن بعضها يطغى على بعض لاننى لاأملك زمنا غير الزمن وأهرب دائما من منصة التصنيف فلا تعنيني بقدر ماتعنى الآخرين

bull; مضى نحو ربع قرن على إقامة معرضك الشخصي الفني الأول.. كيف ترين الصورة الآن، وما أبرز التحولات الفنية التشكيلية لديك؟
bull; عصفت به التغيرات والتجارب المستمرة وكل تجربة تتعملق من رحم أخري، كنت ومازلت أبحث وألتقط وأمازج وأرحل فى ذاكرة الوجع فياتى لونا واحدا سيطر على بعض مراحلي ثم خاتلنى الى مرافئ أخري لينتقل الى مفارقات الأسود والأبيض ثم الوسائط المختلفة


bull; في لوحاتك قدر من توظيف الكائن، الذهاب إلى الصغير والمتناهي في الصغر.. كيف تقرأين ضجة العالم بهذه اللوحات؟
حاليا أصبحت أري ان الفن لايقتصر على اللون بل على البعض من كل شئ، فكل مايحفل به الكون حتى العاديات فى الحياة تحمل روحه، فظهرت أعمال الكولاج والمنمنمات وتموضعت الاعمال عندي بين الفكرة الراحلة فى مساحة لامتناهية واخري تكتفي بأصغر المساحات ولااحاكم تجاربي الا في مرحلتها لاننى عشقتها كما هى فى حينها.

bull; ثمة مزج لوني بسيط، وإشارات رمزية في لوحاتك، خطوط صغيرة، أو ظلال متعانقة.. ما الرسالة التي تودين إيصالها عبر هذه الرؤية التشكيلية؟
bull; مهما صغرت الرموز او تداخلت فهى تعبير عن احتداد اللحظة والحياة وتمازجها فنحن فى النهاية ندور فى فلك وتقارب متجانس قبلنا ذلك ام تجاهلناه نفضى الى بعضنا فالكل جزء والجزء كل والمسافات لاوجود لها الا فى الظاهر فقط.

bull; وصفك د. محمد الرصيص في كتابه عن تاريخ الفن التشكيلي بأنك تنضوين تحت الاتجاه السوريالي؟ كيف ترين هذا الوصف؟ وهل لك تعليق على هذا الكتاب؟
لااميل للتصنيف فهى مهمة النقاد ربما يكون كذلك اما الكتاب فهو جيد لو لم يتخذ من اعمال الفنانين مدخلا للتاريخ الفني ولا يتفق ذلك مع الحقيقة أطلاقا خاصة عند التأريخ الذى يتطلب دقة اكثر فهناك خلط واضح في بعض الحقائق التاريخية وهذا لايمكن قبوله من باحث أكاديمي وان كان جهدا طيبا واعتقد ان كتاب عبدالرحمن السليمان اكثر دقة تاريخيا فى هذا المجال

bull; كيف حولت الثراء الثقافي والتراثي لمدينة جدة إلى عالم تجريدي؟
bull; الإبداع تراكم فكري وشعوري اما قولبته فتختلف وفقا للقدرة والرغبة ومدينتي بثرائها تملكني بقوة ظهرت فى كل اعمالى خاصة فى المراحل الأولى حين سيطر البحر عليها بلا منازع (المرحلة الزرقاء) التى اخرج منها لأعود اليها بطريقة مختلفة
والتجريد ليس عالما شخصيا بقدر ماهو تشاركي يملك القدرة على تفجير الأسئلة ويبيح تعدد القراءات واختلافاتها للمتلقي ايا كان وهذا ماحدث مع اعمالى عندما عرضت فى الخارج.

bull; في ديوانك الشعري:quot; تقاسيم التوجسquot; قدر من التساؤل الإنساني، وتكثيف اللحظة الإنسانية إلى أي مدى أثرت تجربتك التشكيلية في نصك الشعري؟ أو بالأحرى أيهما أثر في الآخر؟
bull; الشعر لحظة انفعالية كثيفة تأتى وترحل بسرعة البرق قد تقبض عليها او تغادرك بسرعة قدومها اما التشكيل فهو حياة شعورية متكاملة فى نمذجة خاصة وكلاهما امتداد للآخر بطريقة ما لا يمكن حدها او التعرف عليها الا على حد مشرط الناقد وليس المبدع.

bull; صدر لك مؤخرا كتاب جمعت فيه الأمثلة الشعبية في جدة ومكة والمدينة؟ ما دلالة صدور هذا الكتاب من لدن فنانة تشكيلية؟
bull; انا عاشقة ابدية لتراثنا الثري ومؤهلة علميا لهذا العمل الذي بدأته منذ فترة طويلة لاننى لااطيق ان يندثر بحكم التغيرات الحضارية اللاهثة، واراه واجبا يمليه الانتماء العميق الذي بدا مع الإذاعة فى أعداد برامج استمرت لفترات طويلة (برنامج مأثورات شعبية ndash; برنامج صوت الأمكنة)وهو مشروع عمري الذى أتابعه وآمل اننى استطيع إنهاؤه وهذه أول أطروحاته وهو عمل منهجي منظم يستغرق بحثا وجهدا ويتطلب تضحيات كبيرة.

bull; طالبت في بحث لك عام 2004 بتطوير التنمية الثقافية النسائية.. هل حدث هذا التطوير؟ ولماذا نجد أن النشاط النسوي ndash; رغم وهجه أحيانا- يأتي دائما في ظل الآخر؟
bull; لااميل لتصنيف الفكر والنشاط إطلاقا الا اننا يجب ان نعترف وكلنا يدرك ذلك ان إبداع النساء يصطدم دائما بالعوائق الاجتماعية والأطر الاقصائية الجامدة فى المؤسسات الفكرية التى تحد من انطلاقه الى حد كبير ولكن المرأة كانت ومازالت تحاول تخطيها رغم وعورتها وآتيان ذلك على حساب حياتها الشخصية
وان بدا ان هذا الجمود أخذا بالتحلل ببط شديد لايواكب المرحلة التنويرية ولم يعد مقبولا فيها الى الان لم تقتحم النساء مجال العمل الثقافي المؤسساتي بشكل جاد ولم تتسنم فيه دور المخططة وبعيدة عن دوائر القرار فيه كليا.

bull; تجربتك طويلة وثرية مع أنماط متعددة من الفنون.. كيف تقرأ اعتدال عطيوي ذاتها اليوم؟
bull; لست معنية كثيرا بقراءة ذاتي بقدر الإبداع فاجدنى مازلت نهمة تجاهه وهذا جل اهتمامى ومدار حياتي.