عبد الجبار العتابي من بغداد: يستعد المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل لتصوير فيلم روائي طويل يحمل عنوان (المسرات والاوجاع) عن رواية للروائي العراقي الراحل فؤاد التكرلي، وهذه العودة للمخرج بعد غياب طويل عن الكاميرا السينمائية التي توقفت منذ اخر فيلم له (الملك غازي) عام 1990، بعد ان تعطلت عجلتها.

وقال محمد شكري جميل في حديث مقتضب: سوف يكون لنا حديث اخر عندما تكتمل تفاصيل العمل وسنلتقي فيما بعد للحديث عنه، لكنني اوجز لك ما تريد بالقول ان الفيلم الذي هو عن رواية للراحل فؤاد التكرلي كتب السيناريو له الدكتور ثامر مهدي، وسوف ينتج لمناسبة الاحتفال ببغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013 بتوجيه من وزير الثقافة، وقد حصلت مؤخرا على الموافقات من وزارة الثقافة، ولديّ بعض الوقت للتهيؤ والتحضير للعمل فأمامي سنة قبل بدء الاحتفالات ببغداد كعاصمة ثقافية، وسأحاول خلال المدة المقبلة من ترتيب ما يخص العمل، لان هذه مسؤوليتي انا في الاستعداد واختيار متطلبات العمل، وسأبدأ بالتصوير بعد انتهي من الاجراءات الادارية، وسوف أصور الفيلم في بغداد حصرا لانني لا احمل كاميرتي الى خارج العراق لانني عراقي.
والرواية التي صدرت عام 1999 كما يقول الناقد ناطق خلوصي تنطوي على محاور كثيرة وكبيرة مثل إدانة الحرب وتعرية الفساد الإداري والسياسي، والكشف عن مواطن الخلل المادي والاجتماعي والأخلاقي في الواقع العراقي في الحقب التاريخية التي دارت فيها الأحداث. لقد حفلت بالصراعات المعلنة والخفية ن منظورا ً إليها برؤية التكرلي الفلسفية.
ومحمد شكرى جميل من مواليد بغداد 1937 درس السينما في المعهد العالي للسينما في المملكة المتحدة بدأ تجربته سنة 1953 بإنتاج أفلام وثائقية لوحدة الإنتاج السينمائي في شركة نفط العراق مصوراً ومونتيراً. وعمل في الافلام السينمائية العالمية (اصطياد الفأر) لبول روثا، وفيلم (عين الثعلب في الصحراء)، وعمل في فيلم الرعب (التعويذة) والذي صور في مدينة الموصل شمال العراق. وعاد إلى العراق وشارك في الاخراج مع المخرج جرجيس يوسف حمد في اخراج فيلم (أبو هيلة) عام 1963. وعمل في المونتاج في الفيلم التاريخي (نبوخذ نصر) الذي اخرجه كامل العزاوي، والذي يعد أول فيلم عراقي ملون. ثم أخرج فيلم (شايف خير) عام 1968، وأخرج فيلم (الظامئون) عام 1973 والمأخوذ عن رواية الكاتب العراقي عبد الرزاق المطلبي، والذي قصة الظمأ والعطش والتخلف التي كانت تسيطر على العراق انذاك، ثم اخرج فيلمه الكبير (الأسوار) عام 1979، والذي عن المرحلة النضالية للشعب العراقي ووقوفه إلى جانب الشعب المصري في مواجهة العدوان الثلاثي بعد تأميم قناة السويس عام 1956، واندلاع انتفاضة 1956م بالعراق. اخرج بعد ذلك في عام 1982 فيلم (المسألة الكبرى) والذي شارك بجانب الفنانين العراقيين ممثلين اجانب من ضمنهم الممثل العالمي اوليفر ريد وquot;المسألة الكبرىquot; الذي يعتبر من أضخم إنتاجات السينما العراقية، وفي عام 1982 أخرج فيلم (المهمة مستمرة) وهو أول فيلم روائي عن الحرب مع إيران يمزج بين التسجيلي والروائي متناولاً حادثة حقيقية وقعت لطيار عراقي تصاب طائرته فوق اراضي العدو أثناء تنفيذه لأحد واجباته مما يضطره للهبوط في الأرض الحرام ومن ثم يبدأ رحلته في البحث عن طريق الخلاص بالعودة الي أرض الوطن. واخرج بعد ذلك أفلام: (الفارس والجبل) و(عرس عراقي) و(اللعبة) و(الملك غازي).
كما اخرج عداا من المسلسلات التلفزيونية مثل (حكايات المدن الثلاث) ومسلسل (يا حب.. يا أيها الوجه الغريب)، ومسلسل (السرداب).