حسين، صاحب اللسان الطويل!
quot; قطعتم لسان النُّعمانيَّة*.. قطعتم لسان النُّعمانيةquot;، هكذا كان يصرخ بوجه الجندي الأمريكي الذي كان يلحس المثَّلجات قبالة مستشفى الحاج جلال، دون أن يكترث لبكائه. فعاد أدراجه والليل يشيُّعه إلى نفايات الحرب، حيث تُخلِّف المواد المُشعَّة: أبشع عاهة على أجمل صورة
في اليوم التالي عاد أبو حسين للمستشفى بوجه غاضب. وقد جهزَّ بعض الكلمات الإنجليزية التي تصلح لإفهامه بالعراقي
quot; وفوكاها راح أنعل والد والدينك quot;!!
لكنه تفاجأ بعدم وجود الجندي في مكانه. فقد أخبره الحارس بأنه غرق البارحة في ضحك طويل حتى شرق وابتلع لسانه فجاءت مدرعة ونقلته!
ترى كم كان يُكيل المولود الجديد من الدعوات الخفيضة وهو بلا لسان؟!
.............

نبوءة خضراء!
هي تعشق سيتا هاكوبيان، وقصة الفجر الباردة. لذا حين مدت كفَّها للقدر. ابتسم كطفل يتوسط والديه الجميلين، فانهمر المطر وأرسل عتبها للنهر النائي، فما لبثت الغيمة حتى أنبأتها بالعراق، عابرة قوارير المسافة.

رغيف دمي!
من يطهو هذا الضجيج، قادر على إخماده.
لذا لم يكن صعبا النَّيل منه!
فتحت القصيدة، قرأتها، وقرأت في عينيه حريقا يصلح لضجيج أخر!

*إشارة إلى قضاء النعمانية شمال مدينة الكوت العراقية

شاعرة وقاصة من السعودية