كامل الشيرازي من الجزائر: تفاعلت ثورة المسرحيين الجزائريين الأحرار على الوضع القائم في بلادهم، فبعد الحراك الأولي الذي أشارت إليه quot;إيلافquot; في حينه، وجّه quot;ثوارquot; المسرح رسالة إلى وزيرة الثقافة الجزائرية يطالبونها فيها بالتدخل، ويهدد هؤلاء بمخاطبة الرئيس الجزائري مع احتمال تنظيمهم اعتصاما أمام مقرّ المسرح القومي.

وعشية الاحتفالات باليوم العالمي للمسرح، آثر ممارسو الفن الرابع أن يكون احتفالهم خاصًا عبر تصعيد لهجتهم لتحويل السواكن إلى متحركات بمناسبة حلول هذا الحدث.

وفي رسالة تلقت quot;إيلافquot; نسخة منها، أهابت مجموعة سمّت نفسها quot;المسرحيون الجزائريون الأحرارquot;، بوزيرة الثقافة خليدة تومي وضع حد لما يحدث داخل بناية المسرح القومي، وذكر هؤلاء أنّ المسرح في بلادهم يعاني بشكل خاص سوء التسيير.

وجاء في البيان إنّ الطريقة التي تسيّر بها المسارح الجزائرية شبيهة بتسيير قاعات الحفلات، حيث يلجأ ndash; يضيف أصحاب الرسالة - من هم quot;غير أكفاءquot; في غالب الأحيان إلى أساليب ملتوية في تسيير مدعوم بالارتجالية، المناسباتية والمحسوبية.

ويُبرز المسرحيون الأحرار ضعف المستوى الفني، وتدني مردودية العروض، فقد أصبح الخطاب المسرحي ndash; بحسبهم - ساذجًا فارغًا مفتقدًا للفعل الجمالي، ما جعل الكوميديات شأنها في ذلك التراجيديات تتحول إلى مزيج لفظي من الكلام المعسول بلغة الخشب.

ويعيب أصحاب البيان وهم لفيف من المخرجين والممثلين والنقاد والسينوغرافيين والكوريغرافيين، تهميش أوصياء الخشبة المحلية لقدرات مواطنيهم، وتكريسهم الرداءة، إلى جانب فرضهم حصارا جرى بموجبه استبعاد عديد الفنانين واستبدالهم بمن نعتوهم بـquot;المتطفلينquot;.

وتحفظ الغاضبون حيال احتكار بعض الوجوه للمشاركات الدولية وquot;إساءتهاquot; إلى وجه الجزائر في المحافل الدولية، من خلال اقتصار التمثيل على شخص امحمد بن قطاف مدير المسرح القومي، كما تطرّق المسرحيون في رسالتهم إلى محذور ضعف التكوين وغياب التأطير الكفء الذي اقترن بحسبهم، باستغلال الشباب ومتخرجي معهد فنون العرض، بغرض الترويج لديماغوجية مفضوحة، واستغلال المسؤولية للتربٌح من المسرح وتبديد المال العام، على حد ما ورد في الرسالة.

وكوصفة لإخراج المسرح الجزائري العتيد من quot;النفق المظلمquot;، اقترحت الرسالة ثمان خطوات، تتصدرها إصلاحات واسعة، تمس جميع المدراء المتورطين في الفساد، المحسوبية وتبديد الأموال، وذاك مرهون بإيفاد لجان تحقيق إلى المسارح قصد كشف التجاوزات.

ونادى المسرحيون الأحرار أيضًا بفرض دفتر شروط وبرنامج متكامل على مدراء المسارح، يأخذ بعين الاعتبار الوظائف الفنية، الاجتماعية والاقتصادية لهذا المسرح أو ذاك، فضلاً عن تفعيل أدوار لجان القراءة لتأطير مرور النصوص المسرحية وتكون محكومة بالمعايير الفنية المعمول بها دوليًا.

في سياق متصل، دعا عرّابو الرسالة إلى العمل على رفع المستوى من خلال الرسكلة المستمرة لكل متعاملي المسرح، مع فتح الأبواب للقدرات الفنية المهمٌشة وتغليب مبدأ تساوي الفرص، وإعطاء الأولوية لأكاديميي الفن عبر إدماج نخبة النقاد المسرحيين الذين جرى تكوينهم منذ سنة 1995 وظلوا مُهملين، فضلاً عن إلزام المخرجين الذين يتعاملون مع المسارح بتوفير المواصفات الكاملة لمشاريعهم، وتقديمها مكتوبة قبل تجسيدها على الخشبة.

ويرى المسرحيون الأحرار بحتمية وضع قوانين تمنع وصول المتطفلين والمسترزقين، وتحمي المهنة من الدخلاء، وتشكيل لجان مختصة تسهر على اختيار أحسن الأعمال للمشاركة في المهرجانات الدولية، على درب إعادة الوجه المشرق للمسرح الجزائري وترميم سمعته الحالية.

وتضمنت الرسالة دعوة إلى الاهتمام بحل مشاكل معهد فنون العرض بضاحية الجزائر الشرقية، وترقية أدائه من خلال وضع التأطير الكفء والمناهج الأكاديمية المتعارف عليها، ناهيك عن فتح المسارح للشباب وعلى المستويات كافة، والوثوق في قدراتهم الابداعية.

وانتهى أصحاب المبادرة إلى إبداء تطلعهم في أن يكون اليوم العالمي للمسرح (27 آذار/مارس الجاري) منطلقًا جديدًا لبناء صرح مسرحي جزائري متألق.

وفي تصريح خاص بـquot;إيلافquot;، أكّد الكاتب والمخرج الجزائري البارز quot;محمد شرشالquot;، أنّه في حال عدم تعاطي وزارة الثقافة بالإيجاب مع الرسالة، فستتم مخاطبة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وإذا ما ظلّ الوضع على ما هو عليه بعده، سيجري تنظيم اعتصام مفتوح إلى حين الوفاء بأرضية المطالب.