مروة كريدية من دبي:
أكد مدير مهرجان الخليج السينمائي المخرج مسعود أمر الله آل علي أن السينما ليست مكانًا للسياسية وان كانت تحمل في بعدها مغزى سياسيًّا؛ لأن الفنّ إبداع جماليّ خالص يكتنز ابعادا متنوعة، مشيرا من جهة أخرى الى انّ كثرة المهرجانات السينمائية في الامارات لا تنقص من أهميتها بل تضفي تنوعَا وثراء للمشهد الثقافي في الدولة.

غابت الأحداث السياسية الاقليمية والدولية عن اعمال الدورة الرابعة لمهرجان الخليج السينمائي المنعقد حاليًّا بدبي حيث لم ترد اية دلالة الى أحداث الثورات المتتالية في الدول العربية فيما حضر فيلم الافتتاح quot;طفل العراقquot; للمخرج الشاب علاء محسن العراقي الدنماركي كشهادة شخصية سردية لسيرة حياة الناس في عراق اليوم حيث انعدام الامن والتناحر الطائفي الذي يدفع بالشباب نحو الهجرة، فهو حكاية طفل هاجر مع ذويه الى الدنمارك التي احتضنت العائلة وساعدتها على الاستقرار.
وللاطلاع على المجريات ايلاف التقت مدير المهرجان مسعود أمر الله آل علي الذي اكد ان المهرجان ليس ميدان لعرض الثورات. وان صناعة السينما ليست مكانا للسياسية.نافيًا ان تكون منتجا ثقافيا مشيرا الى ان:quot; الفن سواء كان أدبًا أم موسيقى ليس ميدان لها. فالسينما تحمل في بعدها مغزى سياسيًّا ولا تدخل في لعبة السياسي quot; مضيفًا:quot; ما يعني الفن بالنسبة لي هو الحالة الانسانية وكفانا سياسية والمطلوب ان تحفزنا الحالة الانسانية فقطquot; لافتا الى ضرورة الا تكون السينما أداة لاستخدام السياسية واغراضها، بل هدفها يتجلى بأن تحكي بكل أناقة حالة هذا الانسان لأن الفن يحمل في طياته أبعادًا وليس أدوارًا كونه يطرح نفسه ويترك للآخرين حرية الفهم.
وردًّا على سؤالنا حول انتقادات البعض كثرة المهرجانات السينمائية حيث تستضيف الامارات وحدها اربعة مهرجانات سنويا علاوة على المهرجانات العربية الاخرى مما يوحي بالتكرار والمشابهة قال :quot; أن من يقول هذا الكلام يحجر على العقل لان المهرجانات هي بلورة لجهد ثقافي وغير مرتبطة بالجغرافية quot; مشيرا الى انها مسألة ثقافية بحتة وان كون الامارات ليس لها تاريخا سينمائيا ليس عيبًا ولكن الوقوف هو العيب والخلل. مؤكدا ان quot;كثرة المهرجات تضفي ثراءًا كبيرا وتمنح الفرص للشباب للاطلاع على الكثير من الاعمال لا سيما وان المؤشرات تؤكد ان التذاكر كلها بيعت.ووصف المسعود المهرجان بالمكتبة التي تمتع الناس بكثرة تنوعها وهو يمنح الجمهور فرصة الاختيار.
وحول اختيار ادارة المهرجان لفيلم الافتتاح لمخرج شاب لم يتجاوز 21 عاما وهو علاء محسن قال:quot; انه مخرج شاب طموح وغير مؤدلج وليس من الضروري ان يكون فيلم الافتتاح روائيا quot; مشيرا الى انه بغض النظر عن المحتوى إن كان قصيرا أو وثائقيا أو طويلا المهم ان يشد الانتباه ويسحر وهو يستحق الاختيار. والتجربة الوثائقية يجب أن تشاهد بعين آخر لأن الأغلب يهتم بالسينما الروائية.
وكان المهرجان قد انطلق مساء الخميس الفائت بمشاركة 153 فيلما بينما غابت عن سجادته خطوات نجوم السينما العالمية في ظل حضور عربي وخليجي لمخرجين وسينمائيين وكتاب مخضرمين وشباب وهو ما اكده رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة الذي اشارالى ان الهدف دعم المواهب الصغيرة الشابة الخليجية التي تريد أن تُسمع وتُحَاور.
يُذكر أن المهرجان يستمر حتى مساء الأربعاء القادم المقبل ويشتمل على ثلاث مسابقات رئيسية؛ تشارك في المسابقة الخليجية 64 فيلماً لمخرجين من الخليج أو أعمال تدور عن واقع الحياة في المنطقة، منها 38 فيلماً قصيراً و20 وثائقياً و6 أفلام روائية، إضافة إلى 30 فيلماً تشارك في المسابقة الخليجية لأفلام الطلبة. أما مسابقة الأفلام القصيرة الدولية فتشتمل على 14 فيلماً من 8 دول. وستتنافس هذه الأعمال على جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من نصف مليون درهم إماراتي.
وعن أعضاء لجنة التحكيم يترأس المخرج المصري مجدي علي لجنة تحكيم quot;المسابقة الخليجيةquot;، التي تضم في عضويتها كلاً من الشاعر والكاتب الإماراتي أحمد راشد ثاني، والمخرج العراقي قيس الزبيدي.بينما تتشكل لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام القصيرة من مونتسيرات كويو فالس، رئيس اللجنة والمدير التنفيذي لمهرجان هويسكا السينمائي الإسباني، مع كل من المخرج البحريني بسام الذوادي، والناقد السينمائي اللبناني هوفيك حبشيان.