في آخر كل ليل
يبقى قمر وحيد يفزعه عويل أحلام لا يجيد لمسها
زجاجية مدماة؛
لسيدة، ربما
أو لطفل محتمل لعاشقين بقيا قيد الشغف والحرمان
كانا شجرة برتقال
وكانا نايا فضيا كسرته أغاني الرعاة.
..
قمر وحيد لا يجيد لمس أفراح من عبروه قبل ليلة
كما لا يجيد الحزن
كان يقول: عندما يعود العشاق للسهر تحت ضوئي سأحدثهم عن القبلات الأولى
عن الهدايا الممسوسة بأوجاع الجميلات وآهات قراصنة البحار البعيدة
من حوله كل حديقة جميلة تعني الغياب
كل وطن احتمال لصدر يكسوه العشب فتلعنه الطير
كل وضوء هو هناء أيامه المقبلة؛
وأي حكاية بكاء.
..
في آخر كل ليل
تدنو مدينة مذبوحة من وتر غجري
تتعلم الرقص حتى يتوقف النزيف
تصبح قصائدها حمراء
وأمانيها دفء
تصبح ما أنا عليه الآن
منتصَفٌ وملعون
جادّة يركل حجارتها العابرون
ملاكٌ بقليل من سأم لا مُبَرّر
وقصيدةٌ تشكو عَتمة اللغة.
...
في آخر كل ليل
أمد يدي نحو صدرك
أتحسس قطّة مخلوعة القلب
تقعي على باب دكان الزهور في انتظار عصافير بفساتين ملونة.
النوافذُ والعشّاق ولأناشيد
هي كل أشيائي في آخر كل ليل
لأتحول إلى نجمة ترتعش
في عالم يغلق الباب خلفه ويدخل إلى العَدَم.