محمد الصالح الغريسي: شاعر من تونس

تعريب محمد الصالح الغرليسي: هيكتوردي سان دينيس غارنو Hector de Saint Denys Garneau ولد سنة 1912 في quot; مونريالquot; بكندا لعائلة ميسورة. ترعرع في وسط مثقّف، وهو الحفيد الأصغر لفرانسوا خافييرغارنو Franccedil;ois-Xavier Garneau.قضّى قسما من طفولته في حضن عائلته بـquot;سانت كاترين دي لا جاك كارتيي Sainte-Catherine-de-la-Jacques-Cartier رفقة ابنة خالته quot;آن هيبير quot; Anne Heacute;bert..
استقرّ في مونت ريال مع والديه سنة 1923.في نفس السّنة واصل دراساته الكلاسيكيّة في مؤسّسات تعليميّة مختلفة بمدينة مونت ريال كـ quot; كوليجسانت ماري وكوليج لويولا (Collegrave;ge Sainte-Marie, Collegrave;geLoyola و quot; كوليج جان ديبريبيف quot; Collegrave;ge Jean-de-Breacute;beuf) بالتّوازي مع دروس الرّسم في معهد الفنون الجميلة، ثمّ لم يلبث أن انقطع عن الدراسة لأسباب صحيّة سنة 1934.
في سنّ السّادسة عشرة من عمره، أصيب بحمّى روماتيسميّة fiegrave;vre rhumatismale كان لها مضاعفات على فلبه. بعد سنوات قليلة، اكتشف الأطبّاء تعرّض قلبه لمرض خطير. وقد أثّر مرضه ذاك على نظرته إلى الحياة الّتي تغيّرت بصورة مفاجئة في حين أنّه يدرك هشاشة حياته. وقد تخلّى مجبرا ونهائيّا عن دراسته للفلسفة. وهكذا غرق الرّجل الشّاب في تياّر من اليأس. أسّس سنة 1934 مجلّة quot; لا ريلاف quot; quot;La Relegrave;vequot; بمعيّة روبرت شاربونو Robert Charbonneau, وروبرت إيلي Robert Eacute;lie و بول بوليو Paul Beaulieu.
لم ينشر سوى مجموعته الشّعريّة نظرات و ألعاب في الفضاء Regards et jeux dans l'espace, سنة 1937، الّتي شكّلت منعرجا في تاريخ الأدب الفرنسي في إقليم quot; كيبك quot; queacute;beacute;c، الّذي كان يسير على خطى الأدب الفرنسيّ في فرنسا. لم تلق هذه المجموعة الشّعريّة ما تستحقّه من احتفاء، الأمر الّذي كان له انعكاس سلبيّ على نفسيّة الشّاعر إلى أن توفّي سنة 1943 في سنّ الواحدة والثّلاثين. في منطقة quot; سانت كاترين دي كارتيي لاجاكquot; Sainte-Catherine -de-la-Jacques-Cartier. غير أنّ أشعاره لقيت حظوة كبيرة بعد وفاته لتجعل منه رائد الأدب المعاصر في كيبك quot; queacute;beacute;c.

سآمة

لم أعد من أولئك الّذين يعطون
ولكن من هؤلاء الّذين يحتاجون إلى الشّفاء.
من ذا الّذي سيأتي إلى البؤس الّذي أنا فيه؟
من ذا الّذي يجدالشّجاعة ليلج حياة كهذه، نصفها ميّت؟
من ذا الّذي سيراني تحت كلّ هذا الرّماد،
فينفخ فيه، ويحيي الشّرارة ؟
ثمّ يأخذني منّي إلي البعيد.. آه.. إلى البعيد البعيد!
من ذا الّذي سيسمعني.. أنا من لا صوت لي الآن
في هذا الانتظار؟
أيّ يد لامرأة ستضع على جبيني
تلك النّعومة الّتي تأخذنا إلى النّوم؟

أيّ عينين لامرأة في عمق عينيّ..
في عمق عينيّ المعتّمتين،
تريدان أن تمضيا، فخورتين .. عميقتين،
يمكنهما أن تمضيا دون أن تتلوّثا،
أيّ عينين خيّرتين لامرأة
تريدان النّزول إلى هذا الحضيض
فتجنيا، وتــُحْيــِيَا هذه الشّرارة
وتمسكاها من جديد، وتحتفظا بها
وهي الّتي تكاد تنطفئ هنا؟

من لي بصوت يمكن أن يدوّي .
من لي بصوت رحيم، صاف، في شفافية الكريستال
و دفء الحنان
ليوقظ فيّ الحبّ..ليعيد إليّ الخير..
ليفتح بصيرتي على وجود اللّه في الكون؟
من لي بصوت، يمكن أن يتسرّب إليّ بكلّ هدوء
دون أن يكسرني و أنا في صميم صمتي؟


LASSITUDE

Je ne suis plus de ceux qui donnent
Mais de ceux-lagrave; qu'il faut gueacute;rir.
Et qui viendra dans ma misegrave;re?
Qui aura le courage d'entrer dans cette vie
agrave; moitieacute; morte?
Qui me verra sous tant de cendres,
Et soufflera, et ranimera l'eacute;tincelle?
Et m'emportera de moi-mecirc;me,
Jusqu'au loin, ah! au loin, loin!
Qui m'entendra, qui suis sans voix
Maintenant dans cette attente?
Quelle main de femme posera sur mon front
Cette douceur qui nous endort?

Quels yeux de femme au fond des miens,
au fond de mes yeux obscurcis,
Voudront aller, fiers et profonds,
Pourront passer sans se souiller,
Quels yeux de femme et de bonteacute;
Voudront descendre en ce reacute;duit
Et recueillir, et ranimer
et ressaisir et retenir
Cette eacute;tincelle agrave; peine lagrave;?


Quelle voix pourra retentir,
quelle voix de miseacute;ricorde
voix claire, avec la transparence du cristal
Et la chaleur de la tendresse
Pour me reacute;veiller agrave; l'amour, me rendre agrave; la bonteacute;,
m'eacute;veiller agrave; la preacute;sence de Dieu dans l'univers ?
Quelle voix pourra se glisser, tregrave;s doucement,
sans me briser, dans mon silence inteacute;rieur ?


Hector de Saint-Denys Garneau