محمد الحمامصي من القاهرة: أعلن د شاكر عبد الحميد. وزير الثقافة انه ليس ضد التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين وقال إن مجموعة منهم زارته، وإنه لا يصدر أحكاما بشأنهم، فلديهم افكارهم كما ان لدينا أفكارنا، وقال بيننا وبينهم الحوار، لا نخضع لشروطهم ولا يخضعون لشروطنا. وأكد أنه لا توجد قوانين يمكنها أن توقف مسيرة الفن والمسرح فالمسرح موجود وسيستمر، جاء ذلك في ندوة أقامتها جريدة مسرحنا بقصر ثقافة الجيزة، وأدارها يسرى حسان رئيس تحرير جريدة مسرحنا، بحضور سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وعدد من رموز العمل المسرحى.
أضاف الوزير: إن مصر التى نجحت فى القيام بثورة يناير لن تسمح لأحد بأن يعيدها إلى الوراء، مشيرا إلى أن الثورة بحكم طبيعتها تمرد على أوضاع خاطئة، من أجل تحقيق أوضاع أفضل
قال الوزير خلال المائدة المستديرة إن التفاؤل مطلوب، والأمل سيظل قائما، وقد علمنا المسرح ألا نيأس، وعلينا أن نواجه مشكلاتنا بشكل عام، ومشكلات المسرح خاصة بالخيال والابتكار، وكذلك باستدعاء روح الكوميديا، كما وصف اللقاء بالتاريخي، حيث طرحت فيه أفكار مهمة، استطاعت أن تضع يدها على الكثير من المشكلات التى تجسد أزمة المسرح، والتي لا يجب أبدا أن نتوقف أمامها بحسبانها معوقة لمسيرتنا، بل يجب النظر إليها كحافز لنا على التحدي وبذل الجهد وتحقيق النجاح، وليست كمقدمات للفشل.
أكد الوزير أن الشعب المصرى محب للحياة، مبدع، صنع ثورة 25 يناير على غير مثال، لذلك فلن يستطيع أحد أن يكبت حريته، وقال quot;لا داع للتخوف الشديد من البعض.. حيث يستطيع المزاج المصرى المعتدل أن يصمد وأن ينتصر على أى تطرف أو أنغلاقquot;.
كما أكد الوزير أيضا على تدين الشعب المصرى وإنه لايحتاج من يعلمه الدين بقدر حاجته لعلماء فى السياسة والاقتصاد.
اختارد.شاكر عبد الحميد مجموعة من الأفكار التى طرحت فى اللقاء مؤكدا أهمية التركيز عليها وإنه سيعمل على دراستها جيدا وتحقيق المفيد منها للمسرح بصفة خاصة، وللثقافة المصرية بصفة عامة. ومن هذه الأفكار أهمية الاهتمام بتقديم كم أكبر من العروض قليلة التكاليف، ولكن على أن تقدم قيمة على مستوى الكيف وأن تحمل وعيا، لتصنع التراكم.. مختلفا فى ذلك مع القول بأن الكم يؤدى بالضرورة إلى كيف.
وأكد الوزير أيضاً أنه لا يوجد ما يمنع من تقديم العروض الكبيرة التى يقدمها النجوم لأنها تجتذب الجمهور. وقال إنه متفق مع فكرة تفعيل المؤتمر العلمي للمسرح، وضرورة عقد مؤتمر موسع يناقش حال الثقافة ككل حاضرها ومستقبلها فى ظل متغيرات الواقع بعد ثورة يناير، كما أتفق على أهمية تشكيل مجالس أمناء ومكاتب فنية فى المحافظات، تشارك فى التخطيط للمسرح فى أقاليمها وتكون قناة اتصال بين الأقاليم والإدارة، أن هذه الفكرة من المفيد تطويرها من خلال المزيد من المناقشة .
ارجع د. شاكر عبد الحميد فشل مشروع التنوير، ليس فقط لارتباطه بالسلطة ولكن ايضا لافتقاده للخيال ولرؤى مستقبلية، وقال إن مشكلته الكبرى انه كان يرتبط بالماضى، وهو ما يدفعنا بالفعل للعمل على وضع استراتيجية، غير منفصلة عن واقع الناس، مع محاولة لتبسيط المفاهيم التى تقدم لهم والتى تتردد فى الشارع كالليبرالية والعلمانية والثقافة وغيرها من مصطلحات، بالإضافة إلى محاولة ترسيخ أفكار بسيطة مثل معنى الفن وضرورة الخيال والتعريف بالثقافة بمعناها الشامل، لا بالمعنى الضيق لها..
وقال د. شاكر عبد الحميد إنه يتفق مع القول بأن أزمة المسرح تكمن فى الإدارة، وقال أن الحل هو البحث عن إدارات تتمتع بكفاءة عالية، ولديها مشروعات طموحة وعملية، وقادرة على وضع استراتيجيات، وأشار إلى أن هذه المهمة تتكفل بها المؤتمرات التى سنعقدها، وأضاف إنه سيكون سعيدا جدا لو أضيئت المسارح طوال العام، كذلك رأى الوزير ضرورة مناقشة فكرة انتخاب مديرى المسرح التى يشكو منها كثير من المسرحيين ويتهمونها بأنها فكرة فاشلة، ووعد الوزير بمناقشة الفكرة أولا قبل اتخاذ أى قرار فيها ، حتى لا يتهم بأنه يعادى الديمقراطية.. كذلك رأى أهمية لوجود لجنة قراءة نصوص مركزية تتشكل من نقاد مشهود لهم بالكفاءة. وقال الوزير إنه يرحب باللجوء إلى المسارح المفتوحة لاتساع رقعة أماكن العرض ومواجهة نقص المتاح منها، ووعد بأنه سيتحدث وينسق مع وزارة الداخلية بشان تسهيل إجراءات الدفاع المدني، مع التأكيد على أهمية أن تكون المسارح جميعها مؤمنة بشكل جيد،. كذلك وافق الوزير على أهمية وجود إدارة تسويق متخصصة مكانها هو قطاع الإنتاج الثقافي.
وأضاف في لقائه بجريدة مسرحنا إن الفن لابد ان يكون مستقلا، على الرغم من تبعيته فى بعض المراحل، تلك التى تتعلق بالمنتج، ولكن عليه أن يحافظ على حريته مع ذلك. وأكد إن الدولة لم تقل للمثقفين اكتبوا أشياء لا يفهمها الناس واجعلوا خطابكم غير مفهوم.. ولا تقدموا خطابا مختلفا يقربكم من الناس..
وقال عبد الحميد : لابد من تحديد مفهوم الثقافة جيدا، وانا اعرفها بأنها تأثير المنتج الثقافي على سلوك الناس، هذا بشكل مبسط جدا لأني أعلم جيدا أن الثقافة ليست من المفاهيم التى يمكن تعريفها قاموسيا، فهى مثل الحب والفن والجمال نعرفها بصورة العائلة، كما يقال فى الفلسفة.. وبهذا المعنى فالثقافة ليس لها مفهوم تعريفى واحد.كما اتفق الوزير فى حواره مع المسرحيين على أهمية عقد بروتوكولات تعاون ثقافي مع وزارات كثيرة مثل التعليم والإعلام وحتى الداخلية، كما وافق على فكرة عقد جمعية تأسيسية لإعادة صياغة استراتيجيات للمسرح، وبالنسبة لأكاديمية الفنون فقد رحب بالتنسيق بينها وبين المؤسسات الثقافية الأخرى ومشاركة الفائزين والمتميزين بها فى المهرجانات المختلفة. وأشاد بمستوى الأداء فى مهرجان المخرج الأكاديمي الذى أقامته الأكاديمية مؤخرا، والذى جعله ير ى أن مستقبل الفن بخير فى مصر. ومع ذلك فقد أشار الوزير إلى أهمية تعديل المناهج التى تقدم للشباب فى الأكاديمية، وأن تكون هناك نظم متطورة للقبول بها.
وأكد على ضرورة إرسال البعثات التعليمية للخارج، واستعادة كرسى الأكاديمية فى إدارة البعثات، وضرورة أن تتحول الأكاديمية إلى جامعة للفنون، حيث إن العقليات التقليدية التى كانت تدير بدأت فى التفكك بعد ثورة يناير، وأن الأمل فى الشباب الذين يقدمون افكارهم الجديدة والطازجة،ووعد بمشاهدة العرض الذى تقدمه إدارة المسرح فى ميدان التحرير.