كامل الشيــرازي الجزائر: لأنّ السينما الأمازيغية المغاربية لم تبلغ مرحلة النضج بعد، باعتراف ناشطيها، يخطط هؤلاء لإنشاء فيدرالية تبلور جهودهم، كما يتحدثون لــإيلاف عن حزمة إجراءات للارتفاع بلون سينمائي يعرف اتساعا مع خروجه من نطاق المناطق القبلية الكبرى إلى مدن وبلدات بعيدة.
يرى المتخصص quot;أسعد سي الهاشميquot; أنّ ترقية السينما الأمازيغية مرهون بإنشاء وتوطيد علاقات التعاون بين بلدان المغرب العربي، منوّها بكون مشروع إنشاء فيدرالية للسينما الأمازيغية خطوة أولى في رحلة الألف ميل لكن ذلك أساسي بمنظوره للخروج من مرحلة المخاض، فيما يقدّر quot;محمد بن صالحquot; المدير الفني لمهرجان السينما الأمازيغية بالجزائر، بضرورة إنشاء صندوق مشترك لتمويل المشاريع السينمائية في البلدان المغاربية، وذلك انطلاقا من مبدأ quot;الأموال هي عصب الحربquot;.
عن السبيل لدفع السينما الأمازيغية في دول المنطقة المغاربية، أشار المخرج الليبي quot;صالح قيدرquot; إلى كون ذلك مرتبط بتفعيل تعاون اقليمي، بينما ركّز الناشط السينمائي التونسي quot;أنيس لسودquot; على حتمية وضع دائرة مغاربية لتوزيع الفيلم الأمازيغي عبر بلدان شمال إفريقيا، خصوصا مع الصعوبات التي يواجهها منتجو الأفلام الأمازيغية والأعباء الباهظة التي ظلت تحجّم الاشتغال على محور السينما الأمازيغية، حيث تزيد الكلفة إجمالا عن الثمانية ملايين يورو.
من جانبه، اعتبر quot;عبد المجيد باليquot; أنّ دبلجة الأفلام بإمكانها أن تكون quot;بديلاquot; في ظل نقص الإنتاج السينمائي الأمازيغي، ودعا بالي إلى وجوب استغلال الدبلجة والاقتباس السينماتوغرافي نحو الأمازيغية لتخطي العقبات المادية، بما سيسمح باستدراك التأخر المسجّل في مجال السينما الأمازيغية.
بدوره، أكّد المخرج quot;أحمد زيرquot; على ضرورة انتصار ناشطي السينما الأمازيغية لعنصر النوعية لتجنب السقوط في الرداءة، منتقدا قيام البعض باستخدام ما سماه quot;خليط لغوي مشوّهquot;، في وقت نادى مواطنه المخرج quot;سمير آيت بلقاسمquot; باستعمال لغة مشتركة مفهومة لضمان المتعة والرواج.
في سياق متصل، أكّد الناقد السينمائي quot;مولود ميمونquot; على أنّ إنعاش السينما المغاربية لن يكتمل إلا بتكاثف سلطات الدول المعنية من خلال وضع استراتيجية ترتكز أساسا على التكوين وإعادة فتح قاعات السينما وإنشاء هيئات تعنى بالإنتاج والنشر.
وأوضح ميمون الذي يدير مهرجان باريس للسينما المغاربية أنّ التراجعات بدأت خلال تسعينيات القرن الماضي مع استعار الأزمة الأمنية التي خنقت الجزائر وسببت لها ركودًا تسارعت حلقاته مع حلّ جميع هيئات السينما الجزائرية سنة 1998.
ويرى هذا الناقد السينمائي أنّ إنعاش السينما الجزائرية مرتبط بسن الدولة لقوانين مؤسسة لترقية الفن السابع quot;والتي من شأنها توفير إمكانية الإنتاج و النشرquot;، كما سيسمح بإعادة فتح قاعات السينما للجمهور بالاعتياد على مشاهدة الأفلام في القاعات.
وأورد ميمون أنّ بلوغ سينما ذات نوعية، يمرّ عبر إنشاء مدارس تكوينية لمهن السينما، وتلقين تقنياتها ورموزها، معربا عن أمله في تكفل مهرجان الفيلم الأمازيغي عبر إتاحة عرابيه الفرصة لمهنيي القطاع حتى ينشّطوا ورش سيناريو وتوثيق وتركيب طويلة المدى بما يكفل إنتاج نسق أكثر قيمة، سيما مع ما تتيحه التكنولوجيات الجديدة.
تعبيرية ميزابية واعدة ..
إلى ذلك، شكّلت الطبعة الثانية عشر لمهرجان السينما الأمازيغية quot;ايسني أورغquot; (أمازيغ المغرب) مناسبة لتباحث أفق السينما الأمازيغية المغاربية وتسليط الضوء على ظواهر جديدة، على منوال السينما التعبيرية الميزابية المنتشرة بمدينة غرداية (650 كلم جنوبي الجزائر)، وأولى إنتاجات هذه السينما هي الفيلم الوثائقي quot;تازدايتquot; ndash; النخلة ndash; للمخرج quot;قاسم بن زكريquot;.
وتعرّض هذا العمل السينمائي (13 دقيقة) إلى مكانة النخلة المدّرة للتمور في منطقة وادي ميزاب الشهيرة، واشتغل صاحب العمل على بانورامية خاطفة نقلت ما يحدث في ضاحية quot;بني يزقنquot; (مسقط رأس الشاعر الراحل مفدي زكرياء)، واسترسل في صور حميمية أبرزت التصاق أهل ميزاب بأصالتهم وعراقتهم.
- آخر تحديث :
التعليقات