اعتقد كثيرون أن مسرحية (روميو وجوليت في بغداد)، التي عرضت على خشبة المسرح الوطني في بغداد، حملت أفكارا سطحية كما أنها كانت بمثابة دعوة لتكريس الطائفية العراق.


اثارت مسرحية (روميو وجوليت في بغداد)، التي عرضت على خشبة المسرح الوطني في بغداد، جدلا واسعا ونقاشات حادة كان يميزها على الاغلب السخط الواضح على الافكار التي حملتها المسرحية التي عدها الكثيرون سطحية وعلى المعالجات التي اعتبرها الكثيرون ساذجة، وعلى بعض الفنانين الذين قبلوا المشاركة فيه لأسباب (السفر) فقط،بل ان السخط طال دائرة السينما والمسرح التي قبلت ان يعرض العمل على المسرح الوطني، بل ان الامر وصل الى مناشدة الدولة ان لا تسمح لها بالعرض خارج العراق !!، خاصة انها تستعد للمشاركة في مهرجان مسرحي عالمي في لندن.

واشار اغلب الذين شاهدوا العمل الى ان المسرحية هي (تكريس للطائفية) بامتياز، لأنها نكأت الجراح وتناولت تفاصيل ما زالت تثير الناس، ولا بد من الاشارة الى أن اغلب الفنانين والمعنيين بالمسرح رفضوا إبداء آرائهم وتحفظوا على العمل لأسباب مختلفة منها التوترات بينهم وبين المخرج ومنها احترامللفنان الكبير سامي عبد الحميد وتاريخه الفني الذي لا يريدونه ان يزعل منهم، فضلا عن إشارتهم الى ان (الموضوع خطر يدعو الى طائفية حقيرة، والنتيجة لا يمكن حل الأمور الا عن طريق الدين وهذا خطير جدا)، وهو ما جعل البعض يسخر من المعالجة التي جاءت بها المسرحية التي أنهت كل الصراعات والدم بـ (قدر طعام) !!.

ادى ادوار المسرحية، التي هي من اعداد واخراج مناضل داود، كل من الفنانين: سامي عبد الحميد، فوزية عارف، ميمون الخالدي، حيدر منعثر، زهرة بدن، حسين سلمان، احمد مونيكا، سروة مالك، علاوي حسين، محب الدين حيدر، فكرت سالم، اسعد عامر، حسنين سلام، قيس القرلوسي وأمير البصري، وان تباين الاداء بين هؤلاء الممثلين الكبار الى الشباب، فيمكن الثناء بالدرجة الاولى على الفنانة الكبيرة (زهرة بدن) التي منحت العمل انعاشا بأدائها المميز وتنوعه الذي لفت الانتباه وجعل القاعة تضج بالتصفيق لها وحدها.

المسرحية تحكي قصة أسرتين عراقيتين من طائفتين مختلفتين تسببت الاحداث بعد عام 2003 بمعارضة اسرة الفتاة (جوليت) تزويجها من حبيبها (روميو)، حيث يرغب ابو الفتاة تزويجها لابن أحد (المجاهدين) العرب الذين دخلوا للقتال في العراق، فترفض ويتسببان بمقتل اثنين، كل واحد من اسرة، فيما يصل الصراع الى ذروته وكل يدعي انه الأحق بـ (القيادة) التي رمز اليها بالسفينة، ثم يقرر الحبيبان الزواج سرا في كنيسة (سيدة النجاة) التي تتعرض للتفجير وتموت الفتاة الا ان الشاب يدعو ربه الذي سبق ان حدثه بالقول (ليش ما نكسر خاطرك) !!، وحين يجد ان الفتاة حية يقول لها (شفتي الله شكد حباب!!)، لكن (المجاهد العربي) يدخل اليهما وهو متمنطق بحزام ناسف فيفجره عليهما !!، والاغرب في هذا كله ان الصراع الدموي والخلافات العميقة تنتهي وتتلاشى حين تذكر والدة (روميو) والد (جوليت) بالاكل الطيب الذي كانت تطبخه ويأكل منه !!!.

المخرج المسرحي والممثل فلاح ابراهيم، قال رأيه بصراحة وعفوية: بعيدا عن كل شتم، وبعيدا عن كل النوايا الحسنة وغير الحسنة، انا سأطرح مفهوما فنيا خالصا، واعتقد ان الفنانين الكبار في هذا العمل سيتفقون معي، لدي سؤالان هما: مامعنى ان نقدم عملا مسرحيا جريئا؟ وماذا نريد ان نحقق؟، فليس من العدل ان يقال ان من شاهد عملي وبكى هو الشريف في المسرح العراقي، ومن شاهد عملي وضحك او غضب فإنه (بعثي) ومندس وحاقد!!، المسرح مقترح للفرجة ويقبل كل الاراء، انا شاهدت مسرحية (روميو وجوليت في بغداد) رغم كل الملاحظات التي اقترحت علي عدم مشاهدتها، وانا مع حبي لكل العاملين وبالذات الشباب في هذه المسرحية، صدمت في هذا العمل الساذج والمباشر والخطر، وانا اعتقد اننا لسنا بحاجة الى أعمال مسرحية تدعو للطائفية او تبشر بها، وانا امام حيرة من وعي سامي عبد الحميد وميمون الخالدي وحيدر منعثر وهم عقول كبيرة، كيف لم يساهموا في اعادة بناء هذا العرض؟، والغريب اننا نشكك في بعضنا، انا للاسف لم اشاهد في هذا العرض الا (زهرة بدن) ممثلة كبيرة وايضا احمد صلاح مونيكا وفكرت سالم والصبي الذي مثل شخصية (ميسي)، واعتب على سامي عبد الحميد وفوزية عارف وميمون الخالدي وطبعا الفنان الكبير حيدر منعثر الذي اعرف انا اكثر من غيري حسن نواياه في المسرح العراقي، واخيرا ارجوكم اتركوا الشتم وتحدثوا بعلمية عن فنكم، أرجوكم راجعوا العرض قبل عرضه مرة اخرى.

اما الناقد والفنان الكبير الذي طلب عدم ذكر اسمه (....) فقال: ما هي أسباب التعصب ؟ هكذا يطرح (جون لوك) السؤال.. ان التعصب هو وليد التناقض بين الوضع القائم والوضع القادم، وهذا لايعني انفصالا بينهما، اذا هما متلازمان،اي (دوكما) هي مطلق عيني يمكن ان يكون اساسا للمجتمع، وبهذا المعنى فإنأي معنى او نظام اجتماعي يرقى الى مستوى المطلق فانه يتعصب ضد أي اتجاه ينشد تغير الوضع القادم بدعوى ان (الدوكما) تكون في ازمة في لحظة نقدها،هل فهم المخرج المؤلف لمسرحية روميو وجوليت الدكتور مناضل داود هذا الأمر وهو يعلن عن حله لازمة من خلال تقديم إنجازه المسرحي روميو وجوليت ؟ ثمة محاولات للتغلب على التعصب الـ (بلا حدود) وذلك بنقده بمستوى الوعي، ببيان نظام (دوكما) مغلق وخاطئ، بيد ان هذه المحاولات محكوم عليها في اغلب الاحوال بالفشل لانها لاتكشف عن الخلفية الحقيقة للقوى اللامعقولة الخفية واعني بها التابو او الممنوع غير القابل للنقد والمتجذر في اللاوعي الجمعي..، اين التسامح اذن؟ انه يقع في الفترة الانتقالية من مطلق الى اخر..، كان صعبا على المخرج المؤلف للمسرحية ادراك المأزق الذي حشر انجازه فيه،هذا الجدل العصي والمعقد قدمه لنا داود بطبق من حلاوة ذباب.

واضاف: لو كان لقدر الطعام القدرة على اسكات صوت الرصاص والاحقاد لأقمنا احتفالا كبيرا في كل العراق بقدور طعام الضحايا الذين سلبت أرواحهم بصلف منذ عام 2003 والى الان ولم يستطع المخرج المؤلف الهيمنة عليه للاسف الشديد.... حوار بين الفنانة الكبيرة (فوزية عارف) والفنان المهرج دوما (حيدر منعثر) الذي حاول الاخذ بدفة العمل الى التهريج والضحك وهو كما اظن محق فالعمل جماهيري، يصلح، بعد اضافة بعض التوابل ان يكون عملا ( شعبيا بسيطا )، لقد اوقع المخرج المؤلف نفسه في ورطة حل الازمة عن طريق الدين، وبذا دخل في مأزق كبير لم يدركه ابدا حتى مجيء اللحظة الاخيرة حينما فجر الارهابي نفسه في جسد جوليت انتقاما منه لانها لم تمنح نفسها له ( مضحك كثيرا هذا التفسير ) وانهى الامر لحساب هيمنة الدين وتابع: الضعف الواضح عند ثقافة المخرج جعلته تحت رحمة التوسل بوسائط بسيطة وبائسة ومباشرة.. (السنة والشيعة) وتوتراتهم واللجوء الى كنيسة (سيدة النجاة) واخيرا العساكر وملابسهم ( المرقطة ) في اشارة لوجود (الاكراد) في العملية السياسية، (اطياف الشعب العراقي)..، لا اظن الدم يمكن ايقافه بهذه السذاجة والسطحية، لو كان البنتاغون يعرف ان هناك عقلية تنجز ( سبوتات ) كما ظهر العمل به لقدموا جائزة كبرى للمؤلف المخرج لهذه المشاهد من الاعلانات ( يدا بيد لاسلاح باليد )،على مستوى السينوغرافيا لم يكن هناك شيء يذكر، انها مجرد أضوية وزعت ببعض الاهتمام حتى بدت وكأنها وسائل ايضاح وشرح للمشاهد او (السبوتات) التي قدمت... التمثيل.. اذا ما استثنينا الفنانة (زهرة بدن) فان الجميع وقع تحت سطوة الجاهز والبسيط والاداء ( الشبلي ) نسبة الى الراحل حقي الشبلي..، لقد تفوقت زهرة بدن بأدائها على الجميع، في الصف الاخير يقف الكبير سامي عبدالحميد، كان عليه ان لايقبل العمل ويترك لنا تاريخا نحبه ونقدره.. لكن ماذا نفعل ازاء المغريات ؟ فالعمل يتجه الى انكلترا بدعم من الشيكسبيريين وزيارة البلد الذي هزه (ضاري) اهم عند البعض من الانجاز، اكاد اجزم لولا سفارة انكلترا لما قبل الكثير الدخول في هذا العمل، هذا الكلام كنت اسمعه يوميا في اروقة المسرح الوطني!!، وبعد انتهاء التمارين..استوقفني احد المشاهد كثيرا لانه اثار عندي ضحكا متواصلا وهو ان (روميو) حينما يشعر بحرارة حبه وقلبه لجوليت يقف تحت الشاور ( الدوش ) كي يبرد.. الم اقل ان فهم المخرج مسطح ؟ اللعبة مثيرة حقا لكن تسطيح المخرج لها جعل منها عملا هزيلا يدفع الى الكثير من الاحقاد والتوترات التي زعم بسذاجة انها حلول..، سيصفق الانكليز كثيرا لهذا العمل لانهم لايعرفون خيوط لعبة الموت عندنا.. انها اضافة اخرى الى الكثير من الخدع التي استطعنا ان نمررها عليهم فهم ليسوا اهل مكة.

فيما قال الكاتب والناقد المسرحي الدكتور محمد حسين حبيب: مجموعة اسماء مهمة لها تاريخها في المسرح العراقي كممثلين واصحاب خبرة في الدراما المسرحية العراقية ولكن أسفي الكبير اننا لم نشاهد مع كل هذه الاسماء شيئا يستحق الامتنان له على الصعيد الفني او الابداعي، لانني اعتقد عندما نتعامل مع نص لاسم عالمي كبير مثل (شكسبير) ونحاول دراميا ان نمسرح شكسبير و(نعرق) او (نشعبن)، اي نجعل من الخطاب الشكسبيري خطابا محليا باللهجة الشعبية العراقية، فإما ان نرتقي فعلا بالخطاب الشكسبيري الذي يستحق كل التقدير والاحترام وكل ما يرتقي بالمسرحي بكافة جنسياته العالمية، او لا نقترب من النص الشكسبيري ونسيء له او نعدّ نصا او نقتبس لكي نقول ما نريد قوله، وفي الحقيقة هناك ربكة، بتقديري النقدي والشخصي، ربكة في المفاهيم، ربكة في مفهوم الاعداد، فلا يوجد للعمل اعداد حسب (فولدر) العرض، هناك تسطيح للاشياء، تسطيح في اداء الممثل، ما جعل العرض في عدد كبير من مشاهده يتحول الى سخرية من المتلقي، لا ان يضحك على ما يقدم من كوميديا مع الاسف، نحن ندين هذه الحالات وربما هناك الكثير من المشاهد اقتربت كثيرا من المسرح المدرسي مع الاسف، هناك الكثير من المواقف الدرامخية التي لا ينبغي ان نجدها في هكذا عمل يضم اسماء عراقية كبيرة، مع الاسف خرجنا بفراغ وانا فوجئت ان يظهر هذا العمل بهذا المستوى الذي لم اكن اتمنى ان يكون عليه.

واضاف: بطريقة بسيطة ومسطحة ساذجة مع الاسف اشار الى الالوان بالطائفية واعتقد ان الكثير من المسرحيات قد مرت عليها مرورا فنيا ابداعيا مختلفا، لا بهذه المباشرة السطحية واللون الاخضر والابيض، اعتقد اننا الان في مرحلة انتهينا من هذا الموضوع وان بقي شيء قليل في الشارع ولكن على الصعيد العام وعلى صعيد الظاهرة السياسية والاجتماعية والدينية اعتقد ان هذه الظاهرة قد انتهت، فمن المؤسف ان نأتي بعرض مسرحي على المسرح الوطني ونفعّل مسألة الطائفية، اعتقد ان فيها اشكالية، ولا اعتقد ان المخرج اراد ان يقول شيئا من خلال العرض وعلينا ان نبحث عنه، كل شيء واضح، ولكن الوضوح احيانا بسطحية ليس الوضح بالبساطة، لان البساطة بالفن هي ابداع، ولكننا لم نجد البساطة ووجدنا التسطيح والتهميش للكثير من الاشياء التي كنا نتوقع ان يرتقي بها هذا العرض خاصة انه يحاكي واقعا مسرحيا عراقيا مشكلة.

اما المخرج جبار محيبس فقال: هذه المسرحية تمتلك اشكاليات عديدة، اولها ان مسرحية موجهة للناس وللنخبة وللخارج في الوقت نفسه، وانها مسرحية استطيع ان اسميها مسرحية الانعطاف، فبالامكان تقديم مسرح عراقي خالص يتناول القضايا والهموم الانسانية العراقية التي لا تنتفي عنها العالمية بطريقة مسرحية مؤثرة، وقد سمعت عددا من اراء الجمهور مغايرة لرأيي، فأنا اميل الى المسرح الجماهيري الذي يتناول قضايا انسانية ويرتقي بذائقة الجمهور الى الاعلى، فمخرج العمل استطاع ان يحقق مساحات مضيئة في عالم الاخراج، هنا نتساءل: ماذا نريد من المسرح؟ المسرح قضية قبل كل شيء ووسيلة لايصالها، وحسنا اختار المخرج مجموعة شباب منهم من طلبتي.

واضاف: في المسرحية وجدت داخل العرض المسرحي تكريسا للطائفية، ولكن هذا التكريس قد انتفى في نهاية المسرحية عندما صارت مصالحة، ولكن العرض عمّق الجرح وعمق الطائفية، كان ينبغي الا نعمق الطائفية، وان كان العمل ليس طائفيا وأدان الطائفية، ولكنه في الوقت نفسه رسم ملامحها بشكل بارز، نحن لا نريد عروضا تتناول المسميات الصغيرة بل نريد عروضا تقدم لونا عراقيا واحدا ووحدة عراقية واحدة، العرض المسرحي حقق نجاحا كونه اقترب من الجرح العراقي وأدان الطائفية ودعا للوحدة ودعا للجمال وآلف بين الطوائف من خلال الاشارة الى كنيسة النجاة، كما قدم لنا البيئة البصرية وذكرنا باعمال الفنان حميد صابر واقترب من خلال استخدامه للموسيقى الى طقوس الفلكلور العراقي المؤثر، وقد احسسنا داخل العرض المسرحي أن هناك نوعا من (الكربلائية) ونوعا من التغريبية ونوعا من الملحمية والطقسية وهناك مسرحا.

وقال الفنان يحيى ابراهيم: اعتقد ان هذه المسرحية هي شكسبير من قراءة بغدادية، النص المسرحي فيه آيات قرآنية وفيه قول مأثور للامام علي بن ابي طالب (ع) من نهج البلاغة، وفيه توليف عراقي، المسرحية كانت منقادة نحو التوليف، توليف الحتوتة العراقية بمزجها بالنصوص الشكسبيرية، وكان هذا الجو سائدا في هذا النص، الا انني كعراقي وشاهدت (روميو وجوليت في بغداد) أطرح على نفسي اولا السؤال ومن ثم على من يقرأ هذا الكلام: هل كان هذا العمل هو تكريس للطائفية ام انه موضوع للمصالحة الوطنية ؟، انا شخصيا أثرت طائفيا، هذا العمل فيه استذكار لموضوع انا لا احب ان استذكره، فيه دم لاصدقائي ولعائلتي ولطبقتي ومن ابناء شعبي، نحن بحاجة الى طمر هذه الفجوة، الى القضاء عليها،عملية الاستذكار هذه تعيدنا الى ما تسمى (الحرب الطائفية) البغيضة التي عشناها، وقد ذهبت الى لا رجعة ان شاء الله.

واضاف: المهم في هذا العمل انه الى اين احالني، انا كمتلقٍ بسيط جالس في القاعة، لقد أحالني على تكريس للطائفية وانا اطلب من نجوم العرض المسرحي، وهم اسماء مهمة، الزيادة في موضوع حب روميو وجوليت، واريده حبا شفافا وليس حبا وتغزلا على شاكلة (كأنها القمر) بل اريده حبا كله حب وعشق، كما اريد شخصية (استاذ التاريخ) ان تكبر اكثر،اريد أن تكبر شخصية الخادمة ، واريد شخصيتي الفنانين ميمون الخالدي وحيدر منعثر أن تقللا الى اضعف درجة من الممكن ان يصل اليها المخرج من اجل ان يقول المخرج انه ضد الطائفية ومع القضاء على الطائفية.

فيما قالت الدكتورة ميار المختار: العمل.. كمسرح مجرد رائع جدا وممتع، ارى انه انبعاث جديد للمسرح العراقي، وان عمر المسرح العراقي ما كان في ركود ولكنه غيّب قليلا نتيجة للظروف التي مرّ بها البلد، فكرة العمل ربما طرقت كثيرا ولكن هذه المرة بمعالجة جديدة وهذا الذي فاجأني وقد صار خلط بين الفكر الشكسبيري وتجليات الحالة العراقية التي عانى منها الشعب العراقي، واعتقد ان المخرج حاول ان يخلط الاوراق قليلا من خلال استعارة الاسماء من شكسبير ولكن ما حدث هو حقيقة والتاريخ يعيد نفسه في كل زمان وفعلا حدث ما حدث لدينا مثلما كان عند شكسبير.

واضافت: لا احب ان اقول ان العمل تكريس للطائفية، وان كان قد كرس مسألة القطب الواحد طائفيا ولم يتخذ الطائفية بكل اشكالها والوانها ومسمياتها، فاتخذ العرض قطابا واحدا وهذا يؤخذ على العمل، ولكن العمل جميل واستمتعنا به ومن الممكن ان ينعش المسرح العراقي.

اما الناقد والفنان سعد عبد الصاحب عزيز فقال: انه عرض الهب ذاكرتي بالوقائع والتواريخ المرة التي عاشها العراق خلال الفترات السابقة، عرض.. يمتلك من الوهج والدفق العراقي ما قد يضعني امام عتبة جديدة مع هؤلاء الفنانين الذين يعرفون ما يفعلون بوجهة نظر ترتبط بالفكر لا بالعاطفة، ترتبط بالقدرة على اكتشاف المسكوت عنه ومعرفة من هو العدو ومن هو الذي يتربص بالبلاد والعباد في هذا البلد ومعرفة مكان العراقي كإنسان وحقيقة واقعة في ظل هذه الظروف وهذه الفتن التي عاشها، عرض.. يمتلك من القيم الفكرية والجمالية ما قد يعجز عنه صناع السياسة وما يعجز عنه صناع الدبلوماسية، اجد ان هذا العرض يمثلنا خير تمثيل في لندن او اي بقعة من العالم.
واضاف: العرض يؤكد المصالحة الوطنية ويؤكد ايضا عملية فهمنا للتاريخ وكيف صار، وفهمنا ايضا لصيرورة هذا التاريخ وما هو المطلوب من العراقي في هذه المرحلة وهل كنا نحن مطلوبين في تلك الفترة من جهات خارجية، يعني.. هل الانسان العراقي مستهدف ؟ اعتقد ان العرض كان واضحا في اشتغاله على هذه المنطقة.