رؤوس الأموال تبحث عن الملاذ الآمن
الأزمة العالمية تضرب أعماق اقتصاديات العالم
خالد الزومان من الرياض، وكالات
تفاعلت الأسواق العالمية مع الأزمة المالية العالمية التي توالت القمم والأحداث على إثرها في محاولة لوقف بركانها المتأجج في دهاليز التجارة الدولية، وانتقلت بصفة quot;الوباءquot; إلى جميع أنحاء العالم لتتغلغل في أوساط رؤوس أموالها، ولتهب رياح الكساد الجديد بأسرع ممكا توقعه أكثر المحللين تشاؤماً، ولتضرب في أعماق اقتصاد الشرق الأوسط والخليج بعنف ابتداء من أسواقها المالية.
واعتبر رئيس مركز دار الخليج للبحوث الدراسات الاقتصادية الدكتور توفيق السويلم في حديثه لـquot;إيــلافquot; أن العالم دخل مرحلة كساد وشيك، اتضحت آثاره في الولايات المتحدة واوروبا وانتقلت إلى العالم بقوة، مشيراً أنه ينبغي على الدول النامية متابعة الاحداث والسير وفق المنهجية التي تحقق لها أقل الخسائر الممكنة.
من جانبه يقول خبير الأسواق الدولية أيمن سيف لـquot;إيــلافquot; أن الأحداث سبقت التوقعات وهي تنبئ بدخول العالم فترة كساد قد لا تتضح آثارها في بعض الدول قبل أشهر لكن انعكاسها سيكون ذو قوة أكبر على تلك الاقتصاديات، مشيراً إلى أن انتقال الازمة من امريكا الى اوروبا بات وشيكا رغم عدم وضوح الرؤيا للحلول الممكن ان تتخذها الدول الاوروبية، و يؤكد نائب رئيس مجلس ادارة بنك ميريل لينش أن الازمة المالية العالمية ستستمر خلال ما بين 18 شهرا وعامين بما يتزامن مع استمرار تباطؤ سوق المساكن الأمريكية لفترة مماثلة.
لون الدم يطغى على بورصات الخليج
وفي هذه الأثناء خيّم لون الدم الأحمر على جلسات أسواق الأسهم الخليجية لليوم الثاني على التوالي، على خلفية التخوف من تداعيات الأزمة المالية العالمية وانعكاسها على المنطقة، رغم إقرار خطة لإنقاذ النظام المالي في الولايات المتحدة، عقب معاودتها نشاطها أمس بعد توقف دام أسبوعا بمناسبة عيد الفطر.
سجل مؤشر سوق الأسهم السعودية مستويات دنيا سحيقة غير مسبوقة، خاسراً 733 نقطة وملامساً الحد الأدنى المسموح بالتداول به في السوق عند 10 في المئة، بعد تراجع أسعار جميع الشركات الـ124، حتى منتصف جلسة تداول اليوم الأول له بعد إجازة عيد الفطر، متزامناً مع السقوط المريع للأسهم الخليجية التي تأثر بعضها بخروج السيولة الأجنبية، المصاحبة لتهديد أزمة المال العالمية.
وعاد السوق إلى مستويات التصحيح الأولى إذ لم يسجل أي طلبات تذكر، كما فقدت جميع القطاعات أكثر من 9.5 في المئة، ويقول محلل الأوراق المالية ثامر السعيد لـquot;إيــلافquot; إن المؤشرات المالية والفنية تعجز عن قراءة حركة المسار، مشيراً إلى عدم وجود تبرير مقنع لهبوط السوق كونه بعيد كل البعد عن الأزمة العالمية، مستدلاً بالأرباح البنكية التي صدرت اليوم وحققت نتائج تفوق المتوقع ولم تكن سلبيه إلى تلك الدرجة التي تجعل السوق يصل إلى هذه المستويات، متوقعاً وجود خبر سلبي لا يعرفه الكثيرين ويحتاج إلى خروج هيئة السوق المالية وساما لتبريره.
من جهته أعتبر عضو جمعية الاقتصاد السعودية تركي فدعق في تعليقه لـquot;إيــلافquot; أن السوق الخليجي سار مسار الأسواق العالمية، وأن الامور تعتبر طبيعية، مشيراً إلى أن السوق السعودي الذي فقد منذ بداية العام 39 في المئة تأثر بهلع الأفراد الذين يشكلون 90 في المئة من اجمالي المتداولين رغم عدم وجود مستثمرين اجانب قد يسحبون سيولتهم من الأسواق، مبيناً أنه لا يمكن التكهن بحركة السوق الخليجي خلال الايام المقبلة كون صناع السوق والمحافظ الكبرى هي من تحدد ذلك المسار.
وتراجع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 7.6 في المئة عند 3551 نقطة بعد ضح حوالي مليار درهم، وقاد ذلك المسار شركات التطوير العقاري وعلى رأسها شركة إعمار العقارية التي كسر سهمها حاجز الـ 6 دراهم هبوطا، مسجلا بذلك أدنى قيمة له منذ 2005، فيما أغلق مؤشر سوق أبوظبي على إنخفاض بنسبة 5.6 في المئة عند 3558 نقطة وبتداولات زادت عن الـ 729 مليون درهم، حيث تصدر القطاع العقاري أيضاً قائمة الأسهم المنخفضة وفي مقدمتها شركة الدار العقارية التي أغلق سهمها على 6.52 درهم متراجعا بذلك بنسبة 9.94 في المئة.
وأقفل مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) على تراجع كبير قدره 427 نقطة مع نهاية تداولات اليوم ليستقر عند مستوى 11951 نقطة، وبلغت كمية الاسهم المتداولة نحو 183 مليون سهم بقيمة 92.9 مليون دينار كويتي موزعة على 5215 صفقة نقدية، وواصل مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية ndash; أسوة ببقية أسواق المنطقة- هبوطه لليوم الثاني على التوالي ، وارتفعت وتيرة خسائره لتبلغ بنهاية جلسة الأحد حوالي 553 نقطة ليغلق عند مستوى 7,703 نقطة تعادل مانسبته 6.7 في المئة وهو أدنى مستوى له خلال هذا العام ومنذ أواسط أكتوبر 2007 ، وشهدت قيم التداولات ارتفاعا عن تلك القيم المتدنية في الجلسة الماضية مسجلة حوالي 6.1 مليون ريال عماني، وفي الدوحة قلص المؤشر خسائره من إلى 1000 نقطة إلى 160 نقطة، مغلقاً عند 8276 نقطة، مع تحسن التداولات بشكل بسيط والتي بلغت قيمتها الإجمالية 648 مليون ريال.
الأسواق تسقط والأموال تتجه للذهب كملاذ آمن
وعلى صعيد أسواق النفط الدولية انخفضت أسعار النفط دون 90 دولارا للبرميل ليسجل أقل مستوى في ثمانية أشهر متأثرا بتوقعات بأن أزمة الائتمان العالمية ستؤدي لانخفاض حاد في الطلب على النفط، وانخفضت الاسهم الأمريكية أكثر من 2.5 في المئة في بداية التعاملات، اذ أدى اتساع نطاق تداعيات الازمة الائتمانية الى تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد وتوقعات الارباح، وسلطت سلسلة من عمليات انقاذ البنوك في أوروبا الضوء على المخاوف بشأن استقرار المؤسسات المالية العالمية، و ارتفع سعر الذهب أكثر من أربعة في المئة يوم الاثنين مع اقبال المستثمرين عليه كملاذ آمن لاستثماراتهم مع هبوط أسواق الاسهم بصفة عامة، وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية الى 874.50 دولار للاوقية (الاونصة) مسجلا أعلى مستويات اليوم، وواصل اليورو الأوروبي انخفاضه يوم الاثنين أمام العملات الرئيسية مع تزايد المخاوف بشأن سلامة القطاع المصرفي الأوروبي في غياب مؤشرات على تبني سياسة منسقة لمواجهة الازمة. وارتفع الين مع تزايد عزوف المتعاملين عن المخاطرة.
وساءت المعنويات تجاه اليورو بعدما أحجم قادة أكبر أربع قوى اقتصادية في أوروبا عن اقرار خطة انقاذ بالتنسيق فيما بينها في قمة عقدت في مطلع الاسبوع.
وأضيرت البنوك الاوروبية بشدة جراء الازمة التي بدأت في الولايات المتحدة نتيجة انهيار سوق الاسكان وتضاعف ديون الرهن العقاري المتعثرة.
وقادت أسهم البنوك البورصات الأوروبية للهبوط 5 في المئة فيما أضحت السويد أحدث دولة تتحرك لمواجهة الازمة المتنامية حيث أعلنت الحكومة التوسع في ضمانات الودائع المصرفية ورفع البنك المركزي قيمة القروض المقدمة للبنوك.
ويأتي ذلك عقب تعهد المانيا بضمان حسابات الودائع الخاصة مما قاد لتحرك مماثل في النمسا والدنمرك. وكانت ايرلندا أول من اعلن عن مثل هذه الضمانات في الاسبوع الماضي مما قاد لانتقادات بشأن تشرذم رد الفعل الاوروبي.
وتراجعت الأسهم الأميركية عند الفتح حيث هبط مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الامريكية الكبرى 261.96 نقطة أي ما يعادل 2.54 في المئة ليصل الى 10063.42 نقطة.
وانخفض مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 29.78 نقطة أي بنسبة 2.71 في المئة مسجلا 1069.45 نقطة.
وتراجع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 52.79 نقطة أي 2.71 في المئة الى 1894.60 نقطة
وانخفض اليورو 1.3 في المئة أمام العملة الأميركية إلى 1.3583 دولار بعدما نزل إلى 1.3542 دولار في المعاملات الأوروبية المبكرة ليسجل أدنى مستوى منذ أغسطس اب عام 2007. ومقابل الين انخفض اليورو أكثر من 3.5 في المئة الى 139.82 ين ليسجل أقل مستوى منذ عامين ونصف العام ، وانخفض الدولار اثنين بالمئة الى 103.10 ين.
التعليقات