بعد إلغاء 3 ملايين مشترك وهمي
quot;أوراسكومquot; الرابح الأكبر في حرب الشرائح المجهولة في الجزائر

كامل الشيرازي من الجزائر
يرى مراقبون لسوق الاتصالات في الجزائر، أنّ حرب الشرائح المجهولة التي استمرت 90 يوما (انقضت في 31 مايو/آيار)، كان الرابح الأكبر فيها مجموعة quot;أوراسكومquot; المصرية وعلامتها التجارية quot;جازيquot;، على حساب quot;الوطنيةquot; الكويتية وquot;الجزائريةquot; للاتصالات، حيث دعم إلغاء نحو ثلاثة ملايين شريحة مجهولة الهوية أو ما يصطلح عليهم محليا بـquot;المشتركين الوهميينquot;، من ريادة أوراسكوم لسوق الهاتف المحمول في الجزائر، بينما تفاقمت متاعب منافسيها.

وحدّد الإجراء ملامح مرحلة ما بعد إلغاء الشرائح، بما سيمكّن من إبراز حقيقة سوق الاتصالات في الجزائر، بعدما ظلت المسألة رهينة حرب كلامية بين إدارات أوراسكوم والوطنية والجزائرية للاتصالات، وتشكيك إدارات كل واحدة منها في عدد مشتركي كل منها، قبل أن تأتي عملية غربلة الشرائح التي لم تحدد هويات مستعمليها، بموجب خطة جديدة لإعادة تنظيم قطاع الهاتف الخلوي في الجزائر، لتحسم في الأمر، ويقول quot;محمد بلفوضيلquot; مسؤول مجلس سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية في هذا الصدد، إنّ وضع حد لفوضى الشرائح التي تجهل هويات أصحابها، ساعد على إزالة نقاط ظل كثيرة وما أورثته من تباينات، وأكّد في تصريح خاص بـquot;إيلافquot;حرص بلاده على quot;تطهير القطاعquot;، معلّقا:quot;لم نلجأ من قبل إلى استعمال الخشونة بسبب مقتضيات اقتصاديةquot;.

وقبيل إعلان سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، باعتبارها الجهة المشرفة على القطاع، عن وعاء المتعاملين الثلاثة على وجه دقيق، ذهبت مراجع محلية إلى أنّ استبعاد quot;المشتركين الوهميينquot; الذين ظلوا يمثلون 20 بالمئة من مجموع مشتركي قطاع الهاتف الخلوي في الجزائر، جعل quot;جازيquot; (العلامة التجارية لأوراسكوم تيليكوم) تحافظ على المقدمة بـ14 مليون مشترك، متبوعة بـمؤسسة quot;موبيليسquot; التابعة quot;للجزائرية للاتصالاتquot;، التي صارت تمتلك حوالى سبعة ملايين مشترك، إذا ما تأكد تجريدها من مليوني شريحة مجهولة، فيما تبدو نجمة (العلامة التجارية للوطنية الكويتية) مرشحة إلى مزيد من الهبوط، فبعدما كانت تتحدث عن مليوني مشترك فقط، قد تخصم الغربلة الأخيرة مليونا كاملا من مشتركيها السابقين، ما يعزز تأخرها عما حققته quot;أورسكومquot; وquot;موبيليسquot;، بعد ست سنوات على فتح الجزائر لسوق الهاتف الخلوي أمام المنافسة الأجنبية.

واعترف quot;لونيس بلحراثquot; الرئيس المدير العام لشركة quot;موبيلسquot;، أنّ 1.4 مليون مشترك في مجموعته لا يملكون عقودا، ولم تتمكن الشركة من تسوية أوضاع هؤلاء بالكامل لاعتبارات متداخلة ومعقدة، والوضع ذاته ينسحب على الوطنية الكويتية، ما دفع إدارتهما أن تطالب الجهة الوصية بتمديد الآجال، بيد أنّ سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية أصرّت على موقفها لإنهاء وضع موصوف بـquot;الفوضويquot;، وتسبب الشرائح المجهولة في قلاقل أمنية بالجملة، حيث استخدم ما يسمى (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) شرائح غير مسجلة في تفجيرات مدوية شهدتها الجزائر في العام الأخير، كما قالت الشرطة إنّها عثرت على مخبأ فيه أكثر من 300 شريحة تسجيل هوية لا تحمل بيانات أي مشترك فيدهم لأحد معاقل القاعدة في منطقة القبائل الجزائرية.

ووفق بيانات نُشرت قبل ثلاثة أشهر، فإنّ إجمالي عدد مشتركي الهاتف الخلوي في الجزائر كان بحدود 28 مليونا، وإذا ما تأكّد إلغاء ثلاثة ملايين مشترك وهمي، فإنّ ذلك معناه تحديد الحجم الحقيقي للمشتركين بـ25 مليونا، علما أنّه كان لا يتعدّى 86 ألف مشترك قبل ثماني سنوات، ما جعل الجزائر الثانية عربيا بعد مصر، في وقت ارتفع رقم أعمال سوق الإتصالات الجزائرية إلى مستوى 5 مليارات دولار وهو ما مثل 4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام للجزائر، وتشغّل أوراسكوم لوحدها نحو 35 ألف موظف، وتتوفر على أكبر محول مكالمات بمسافة 23 ألف كيلومتر إضافة إلى 6500 هوائي استقبال، كما يتّم تسجيل 150 ألف مكالمة يوميا، إضافة إلى 21 مليونا كعملية تعبئة شهريا، مع الإشارة إلى أنّ رقم أعمال المجموعة المصرية صار بنحو 1.8 مليار دولار.

وكانت وزارة البريد وتكنولوجيات الإتصال الجزائرية، أعلنت قبل شهر، إنّ معدل الكثافة الهاتفية في الجزائر بلغ 73 بالمائة، ما يرشح الجزائر لاستباق الأفارقة في ميدان الاتصالات الهاتفية، علما أنّها تتواجد بين ثلاثة بلدان إفريقية في صدارة القارة السمراء رغم شساعة مساحتها الجغرافية، علما أنّ عدد المشتركين في الهاتف في الجزائر، صار بحدود 27.53 مليون مشترك، بنسبة تغطية بلغت 81.5 بالمئة، وهو ما يعد معطىمهما مقارنة مع دول الجوار.

وقالت بيانات رسمية حديثة، إنّ الاستثمارات المباشرة الأجنبية في ميدان الاتصالات بلغت أكثـر من خمسة مليارات دولار، ما يضع الجزائر ضمن الدول التي اكتسبت دراية وإمكانات كفيلة بفتح السوق بصورة أكبر على المنافسة، وقد توقعت مجموعة المرشدين العرب توقعت مؤخرا، أن تتجاوز عوائد الاتصالات الخلوية والثابتة في الجزائر تتجاوز 4.7 بلايين دولار في 2011، مقارنة بحوالى 4.1 بلايين دولار العام الماضي، واعتبرت أنّ خصخصة شركة اتصالات الجزائر الحكومية المتوقع في 2008 سيساهم في زيادة الاستثمار والعوائد في واحدة من أكبر أسواق الاتصالات العربية.