مع إستحكام الخبر المضاد على الأخبار الإيجابية
قرارات قمة جدة النفطية تصطدم بواقع توجيه صناع quot;الخبرquot; لأسعار النفط

خالد الزومان من الرياض
تنتظر عجلة الاقتصاد العالمي الإفاقة اليوم من سباتها في إجازتها الأسبوعية، على أنباء قرارات إستراتيجية توافقية بين منتجي النفط ومستهلكيه على الأرض التي تعاكس فلكها الزمني ولا تبيت في هذه الأيام في العاصمة التجارية للسعودية مدينة جدة. وفيما يتوقع أن يعاكس المضاربين مسار القرارات الصادرة عن القمة البترولية أو يسابقوا الزمن ضد أي قرارات تقف ضد مصالحهم، نشأت تحركات واسعة بين الأوساط الإعلامية لنشر الأخبار التي يتوقع أن تلهب الأسعار يوم الغد على جميع صعد المتغيرات السوقية في جانبي العرض والطلب والعوامل الجيو سياسية والعوامل الأخرى.

التغير الجديد في نشوء نظرة جديدة في السوق العالمية تعتبر أن صناع الخبر الإعلامي هم صناع السوق، بمعنى أن هناك من يساهم في تحريك الأخبار حسب مصالح معينة، مستشهدين باليوم الذي زادت به المملكة انتاجها 200 ألف برميل ولم يؤثر بالشكل المطلوب في السوق مع نشر أخبار تفجيرات في نيجيريا توقف على أثرها تصدير 150 ألف برميل يوميًا، والدفع بأخبار ضرب قريب متوقع ضد إيران خلال اليومين السابقة لقمة جدة، وهو ما يعكس وجود خبر وخبر مضاد خلال الفترة الماضية شكلت أساسًا للرقم الذي وصلت إليه الأسعار وكسرت توقعات المحللين بتراجع أسعار النفط.

ويقول الخبير النفطي أيمن سيف لـ quot;إيــلافquot; إن هناك جهات تعمل في مصلحة استقرار أسواق النفط لما فيه مصلحة المستهلكين والمنتجين على السواء، وجهات أخرى تعمل على هدم كل الجهود وتسخير كل ما في الكون لمصلحة المضاربة على الأسعار، مشيرًا إلى أن هناك شكوكًا واضحة حول توقيت إعلان الأخبار السيئة التي دائمًا ما تأتي مضادة لخبر ايجابي. وقال إن المشكلة ليست في الخبر أحيانًا ولكن في توقيته وطريقة صياغته، بحيث يترك أثرًا أن هناك مشكلة كبرى قادمة على الإمدادات، وهو ما يترجم فورًا الى ارتفاع في الأسعار، موضحًا أن المطلوب ان يترك خبرًا ولو موقتًا، وبعد ذلك لكل حادث حديث، مشددًا على أن هناك فعلاً من يتسبب في تحرك الخبر الإعلامي من الباطن.

وأضاف سيف أن طبيعة عمل المضاربين أنهم يهتمون بالمدى القصير والمتوسط، فيما تهتم الأسواق والمتعاملون الفعليون بالمدى المتوسط والطويل، مؤكدًا أن أي خبر سيئ، مهما كانت صحته وتأثيره الحقيقي لا بد ان يترك تأثيرات سلبية سريعة على حركة الأسعار وهو ما يطمح إليه المضاربون.

في هذه الأثناء قال مصدر رأى نسخة من مسودة البيان الذي سيصدر عن اجتماع طارئ للقوى النفطية العالمية يوم الاحد إن المسودة لا تحدد أي خطوات معينة تجاه كبح الاسعار الجامحة، مشيرًا إلى أن المسودة لم تتضمن أي إجراءات قوية لاتخاذها.

ودعت السعودية الدول المنتجة والمستهلكة اضافة الى كبار المسؤولين في شركات النفط للاجتماع بعد يوم تعامل غير مسبوق في السادس من يونيو الماضي حين ارتفعت أسعار النفط بمقدار 11 دولارًا للبرميل مسجلة ذروة جديدة في أكبر زيادة في يوم واحد على الاطلاق.

وارتفع سعر النفط الخام بأكثر من الضعف خلال عام ليقترب من 140 دولارًا للبرميل مما أثار احتجاجات في دول كثيرة على ارتفاع تكاليف الوقود الذي يهدد الاقتصاد العالمي.