مع ضعف خطط الأمانة
quot;امتياز ارامكوquot; يخلق أزمة سكن في شرق السعودية

مشعل الحميدي من الخبر
تعد المنطقة الشرقية من أكبر مناطق المملكة وتمثل 36 بالمئة من مساحتها ولكن ورغم هذه المساحة الكبيرة والمكانة التي تحتلها إلا أن المنطقة تتجه نحو أزمة سكنية غير مسبوقة وذلك بعدم توفر الأراضي لقيام المخططات عليها بحسب ماذكره عدد من العقارين الذين رفضوا ذكر أسمائهم متسائلين عن سبب صمت أمانة المنطقة عن ذلك.

وقال أحد أعضاء اللجنة العقارية بالشرقية أن المنطقة تعيش ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار الأراضي وذلك بسبب وجود أراضي قليلة بالإضافة إلى أن تلك الأراضي توجد في مناطق معروفة بارتفاع أسعار الأراضي منوها ً إلى أن هناك عوامل كثيرة أدت إلى تلك الارتفاعات وندرة الأراضي ومن أهمها هو صعوبة الحصول على تراخيص بيع المساهمات حيث يشترط موافقة ارامكو السعودية على التراخيص للمساهمة بناء على قرار مجلس الوزراء والذي يقضي بحق أرامكو في تملك الأراضي بالمنطقة وذلك من أجل التنقيب والبحث عن البترول، وهذا يعد شرط أساسي ومهم لقيام أي مساهمة عقارية بالمنطقة وهذا سبب أزمة غير مسبوقة لان ارامكو تستحوذ على الأراضي الفضاء الموجودة بالمنطقة بما يتجاوز 63 بالمئة وتلك الأراضي هي الملجئ الوحيد لقيام المخططات السكنية عليها مما سيصبح عائقاً أمام استثمارات تقدر بملياري ريال وهجرة عقاريين للاستثمار خارج المنطقة منوها ً أن مناطق المملكة الأخرى يوجد فيها بترول فلماذا التخصيص على المنطقة الشرقية ، مما شكل برأيه عبئاً على سوق العقار أدى إلى وصول الأسعار إلى مستويات مرتفعة عن المستوى الحقيقي .

وأضاف أن تلك العوامل أوقع الأمانة في موقف لا تحسد عليه بين مطالبات المواطنين بمنح الأراضي انتظروها عشرات السنين وبين أرامكو واستحواذها على الأراضي حيث ذكر أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله بن عايش العتيبي لـ quot;إيلافquot;، أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة تحول دون توفير العدد الكافي من قطع الأراضي من أجل استخدامها في برامج المنح للمواطنين ذاكرا ً أن عدد الطلبات المقدمة لمنح الأراضي قد تجاوز 180 ألفا طلب ينتظر أصحابها صدور قرارات منحهم أراضي في مدن الشرقية، وبخاصة الدمام والخبر والظهران ومحافظة القطيف وقراها، بعد أن تقلصت المنح منذ نحو عشر سنوات حيث عزى سبب توقف المنح إلى عدم وجود أراضٍ مخصصة لها في المنطقة، على رغم وجود الكثير من الأراضي الخالية، مشيرا ً إلى أن غالبية تلك الأراضي في حوزة شركة laquo;أرامكو السعوديةraquo;، التي قد تبادر في أي وقت تراه إلى التنقيب عن النفط فيها ، مما دفع أصحاب طلبات المنح إلى تحويل الطلبات إلى مدن أخرى في المنطقة، تتوافر فيها أراضٍ شاغرة، مثل بقيق والنعيرية والخفجي وحفر الباطن.

وطالب من أمانة المنطقة الشرقية بالنظر في زيادة مساحة النطاق العمراني للمنطقة لتتسنى الفرصة بالسماح للمواطنين الذي يملكون أراضي خارج النطاق العمراني بالبناء بالإضافة إلى أن ذلك يعطي الفرصة للأمانة بتوفير،إعداد كبيرة من قطع الأراضي للأمانات والبلديات لمنحها للمواطنين الذين ينتظرون منذ سنوات دورهم للحصول على منح أراض ، مما سيكون له الأثر الكبير على أسعار الأراضي في الوقت الحالي .

وأضاف العتيبي أن ارامكو لديها مسؤولية وصلاحية للتنقيب عن البترول والبحث عنه وفي نفس الوقت لديها مناطق كثيرة في الشمال والجنوب والشرق والغرب وامتياز بالمنطقة كلها بينما نحن لدينا شح في الأراضي ، مشيرا ً إلى أن الأمانة حاولت مع العديد من الإدارات الحكومية مثل وزارة الزراعة ولم تحظى بأي تنازل من أية إدارة عن أراضيها.

وفي الواقع أن أراضي المنح محدودة والطلبات التي نتلقاها كثيرة ، و نحن دائما نضغط على ارامكو لكن لانستطيع أن نجبرها على التنازل فمسؤولياتها كبيرة واحتياجاتها أكثر من احتياجاتنا ، وألان أصبحت الأمانة laquo;تشحتraquo; بدلا من أن تعطي.. فنحن نحتاج مناطق لمواقف سيارات ومواقع لمعالجة مخلفات الصرف الصحي ثلاثيا.. لكن كما ترون انقلبت المعادلة وأصبحنا نحن الذين نطلب.

وعن مطالبات العقارين بإعطائهم أراضي للاستثمار فيها وبيعها للمواطنين بأسعار رمزية قال العتيبي إن فكرة إعطاء المستثمرين العقاريين أراضي من اجل تطويرها وتوصيل الخدمات لها في المنطقة ومن ثم توزيعها على المواطنين بأسعار رمزية غير مجزٍ، مرجعا ذلك لأن المنطقة لا توجد بها مساحات كبيرة يمكن الاستفادة منها بشكل جيد نتيجة لطبيعة المنطقة التي تختلف عن غيرها ـ حسب وصفه.