تضارب تصريحات البنوك وهيئات السوق وضعتهم في حيرة
quot;مليارات أميركاquot; تمنح متداولي الخليج quot;أكسيرquot; الصعود

ثامر السماري من الرياض, وكالات
كان منتصف الأسبوع الماضي للمعاملات المالية، تاريخيا للاقتصاد الأميركي، انهارت خلاله مؤسسات ظلت تعمل بنجاح لأعوام طويلة، واضطرت مؤسسات أخرى للاندماج خشية السقوط، وفي نهاية المطاف كان المخرج الوحيد للازمة هو تدخل الحكومة الأميركية بضخ مئات المليارات من الدولارات في الأسواق.

واتخذ المسؤولون عن الأسواق المالية يوم الجمعة قرارا بوقف المضاربات قصيرة الأجل مؤقتا، وهو نفس القرار الذي سبقت بورصة لندن إلى اتخاذه، وذلك بهدف الحد من الانخفاض في أسعار الأسهم. وفي نفس اليوم أعلنت الحكومة الأميركية خطة لإخراج الأسواق المالية من أزمتها الحالية، من ابرز معالمها إنشاء صندوق بقيمة 800 مليار دولار لشراء حصة من الديون العقارية المتعسرة. وكانت نتيجة هذه الإجراءات أن عادت مؤشرات الأسواق المالية إلى الارتفاع، وهو ما عزز عودة الأسهم الخليجية والعربية إلى منصة الصعود من جديد.

وجدد محلل الأوراق المالية ثامر السعيد في حديث لـ quot;إيــلافquot; التأكيد بأن الأسواق الخليجية والعربية مرتبطة بالأسواق الأسيوية والأميركية بشكل مباشر، مستدلاً بالارتفاعات التي شهدتها الأسواق العالمية يوم الجمعة والتي ستنعكس تأثيرها الإيجابي على الأسواق الخليجية بدء من السوق السعودي الذي كسب اليوم أكثر من 199 نقطة.

وتابع السعيد أن أكسير الصعود الذي انتظره معظم المتداولين في الأسواق العالمية جاء مفعلاً نظرا لخطط الدعم الصادرة من الحكومات الغربية لأسواقها، مستدركاً أنه ومع صدور تقارير دولية تشير بأن الدعم الحكومي الأميركي لا يكفي يثير سؤالاً حول كون الخطط الراهنة المعلنة أقنعت المتداولين، الأمر الذي يرى فيه السعيد بأن مازال للهبوط بقية نظرا لأن الصعود الحاصل في الأسواق العالمية من الممكن أن يكون مجرد ردة فعل سريعة تعقبه تراجعات كبرى في الأسواق العالمية يوم الاثنين المقبل.

وأوضح السعيد أن كبار المستثمرين المحليين اتجهوا إلى تسييل جزء من محافظهم المحلية لتغطية مراكزهم في الأسواق العالمية وبالأخص الأميركية وهذا ما أثر بشكل كبير على الأسواق الخليجية.

وعن مدى ارتباط الأسواق الخليجية بالأزمة الأميركية قال السعيد أن التصريحات المتضاربة من قبل مسؤولي البنوك المركزية الخليجية ورؤساء أسواقها المالية خلقت نوعاً من الحيرة أمام المتداولين، إذ رأى مسئولي البنوك انعدام التأثر بالأزمة الأميركية على الأسواق بينما تؤكد هيئات الأسواق الخليجية أن التراجعات ناجمة عن تأثر واضح للأزمة العالمية، مذكراً بعلاقة البنوك ببنك ليمان براذر .

وصعدت الأسهم السعودية أكثر من 199 نقطة تمثل نسبة قدرها 2.7 في المئة إلى مستوى 7586 نقطة، بعدما سجل تذبذبا بلغ في أقصاه أكثر من 325 نقطة بين أعلى مستوى وأدناه خلال تداولات اليوم، وبلغت الكمية الاجمالية للتداولات 208 مليون ومائة ألف سهم، جرى تداولها من خلال 191 ألف و 453 صفقة، واستثمر فيها خمسة مليارات و 907 مليون ريال.

وارتفعت البورصة الكويتية بـ 55 نقطة مع نهاية التداولات، ليستقر المؤشرعند مستوى 12658 نقطة تقريباً، في حين ارتفع المؤشر الوزني 5.56 نقطة، ليغلق عند 653 نقطة، وسط استمرار الدعم المقدم من صناديق رسمية لشراء الأسهم.

وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي خلال جلسة تداول الخميس الماضي بنسبة 2.64 في المئة، ليغلق على مستوى 4502 نقطة، وتراجعت القيمة السوقية حوالي 17.32 مليار درهم لتصل إلى 637.84 مليار درهم.

و منذ بداية العام بلغت نسبة التراجع في مؤشر سوق الإمارات المالي 25.17 في المئة، و بلغ إجمالي قيمة التداول 464.39 مليار درهم. و بلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاع سعري 54 من أصل 128 و عدد الشركات المتراجعة 62 شركة.

من جهتها، خسرت السوق القطرية نصف مكاسب الأربعاء تقريباً، فتراجعت إلى حاجز 8555 نقطة، بخسارة 324 نقطة تعادل 3.66 في المئة من قيمته، وسط ارتفاع التداولات إلى 1.4 مليار ريال، مقابل 29 مليون سهم تقريباً.

وخسر المؤشر البحريني 8.95 نقطة، ليغلق متراجعاً إلى مستوى 2510 نقاط، فاقداً 0.36 في المئة من قيمته، بينما بلغت خسائر مؤشر مسقط، الذي ارتفع الأربعاء للمرة الأولى منذ أسبوع، 41 نقطة تعادل 0.50 في المائة من قيمته، ليغلق عند 8188 نقطة.

وأغلقت أسواق الأسهم العالمية على ارتفاع كبير في نهاية تعاملات الأسبوع بعد الخسائر الهائلة التي منيت بها خلال الأسبوع الماضي، إذ صعد مؤشر داو جونز 368.75 نقطة وبنسبة 3.35 في المئة إلي 11388.44 نقطة في حين صعد مؤشر ستاندرد اند بورز 4.03 في المئة ليغلق على 1255.08 نقطة، وأغلق مؤشر ناسداك مرتفعا 3.40 في المئة إلى 2273.90 نقطة

وحققت بورصتا لندن وباريس مكاسب كبيرة قبل أن تغلقا اليوم حيث ارتفعت أسهمها بنسبة تسعة في المئة، كما شهدت أسواق الأسهم في كل من ألمانيا وايطاليا واسبانيا ارتفاعا كذلك بينما حقق مؤشر داو جونز في بورصة نيويورك ارتفاعا قدره ثلاثة في المئة.

واستجابت البورصات الآسيوية لهذا التطور ايجابيا، وارتفع مؤشر نيكاي الرئيسي في بورصة طوكيو بنحو 3,3 في المئة، متأثرا بالتحرك الايجابي للأسواق الأميركية قبله، والبالغ نحو 3,86 في المئة صعودا، كما ارتفعت بورصة الصين بمعدل 9,3 في المئة متأثرة بقرار الحكومة الصينية خفض الضرائب على مشتريات الأسهم، واستملاك أسهم البنوك المقرضة العائدة للدولة، وارتفعت بورصة هونج كونج بنحو 6,5 في المئة، كما ارتفعت أسعار الأسهم بحدة في البورصة الروسية، مما تسبب في إقفال تلقائي للتداول، بعد تراجعات قوية شهدتها البورصة الخميس وأدى إلى إقفالها أيضا.