وصلت حصة الفرد في أبوظبي العام الماضي إلى نسبة هي الأعلى عالميًا بلغت 88.5 ألف دولار، حيث حققت القيادة الإماراتية مكتسبات متميزة للمواطنين واتخذت السياسات والقرارات التي تمنح المواطنين أفضلية في الوظائف والنسبة الأعلى من الأجور.


دبي: عبّر المقيمون في الإمارات بالذكرى 39 لقيام الإتحاد على أهمية الإنجازات التي حققتها الدولة في مجال التنمية، فقد أكد المواطنون على دور القيادات في منحهم سبل الرفاهية والرخاء، حيث ارتفع متوسط دخل الفرد السنوي خلال العامين الأخيرين وهو ما يعرف بـquot;حصة الفرد من الناتج المحليquot;، إذ بلغ 325 ألف درهم العام الماضي، أي ما يقارب 88.5 ألف دولار، لتكون حصة الفرد في العاصمة أبوظبي الأعلى عالمياً، بينما أكد الوافدون منهم أن الإمارات أتاحت لهم فرصة تحسين أوضاعهم المعيشية التي لم ينعموا بها في بلادهم.

الإمارتيون يفتخرون بإنجازات الاتحاد
عفراء السويدي قالت إن القيادات حققت مكتسبات متميزة للمواطنين في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى السياسات والقرارات التي تمنح المواطنين أفضلية في الوظائف والنسبة الأعلى من الأجور، علاوة على ما تقدمه من مجانية التعليم والطبابة ومنح السكن والعلاج في الخارج وغيرها من الخدمات لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين وتحقيق رفاهيتهم بالدرجة الأولى.

عفراء قارنت بين الإمارات اليوم والأمس، لافتة إلى أن المواطن اليوم في نعيم مقارنة بما كان عليه قبل 30 عامًا، وأن مستقبل الوطن مرتبط بالقدرة على إدارة الثروات الوطنية، منوهة بحكمة القيادات وحرصهم على مصلحة الأجيال المقبلة من أبناء الوطن.
وأشارت إلى أهمية سياسات التوطين المعتمدة منذ عام 2008 قائلة إن quot;الهوية الوطنية تُوجه تفاعلنا مع محيطنا وتحدد الإتجاه الذي يحفظ لنا خصوصيتنا ومقومات شخصيتنا الإماراتيةquot;، منوهة بالمبادرات وتحديد الوسائل والآليات quot;التي اعتمدت قانونيًا والتي تساعد على تنمية مكونات هويتنا بالشكل الذي يحميها من العبث ويحصنها من التشويهquot;.

واعتبر راشد المهيري أن إنجازات الإتحاد خلال 39 عامًا باهرة بكل المعايير، وردًّا على سؤالنا حول أن النفط هو المحرك الأساسي في النمو قال quot;نعم قد يكون النفط والسيولة النقدية هي العامل الأبرز في غنى الدولة، مما يجعل دخل الفرد مرتفعًا، لكن الثروات الطبيعية وحدها لا تصنع الإنجازات، ما لم تواكبها إرادة حقيقية ومخلصة بالتنمية، كما نرى في البنى التحتية والمشاريع العمرانية وتطوير القيادات البشرية والحكمة في إدارة الثروات واستثمارها بما في ذلك التنمية المجتمعيةquot;، مشيرًا إلى أن دائرة الخدمات الإجتماعية والمباني التجارية تترجم مفهوماً فلسفياً عميقاً في توزيع الثروة على المواطنين في صور شتى ومجالات عديدة وزيادة دخولهم ورفع مستواهم الإقتصادي والإجتماعي، التي بلغ حجم استثماراتها أكثر من 35 مليار درهم.

من جهة أخرى أشار حمد الجلاف إلى إنجازات المجلس التنفيذي الذي أطلق مشاريع الآلاف من الوحدات السكنية التي تم تمليكها للمواطنين، والتي اشتملت على مدن عصرية حديثة متكاملة الخدمات، لافتًا إلى هيئة قروض الإسكان الخاصة للمواطنين والتي بلغ إجمالي قيمة القروض التي اعتمدتها أكثر من 15 مليار و660 مليون درهم واستفاد منها قرابة 15 ألف مواطن. الجلاف قال إن quot; المواطن يتملك الأرض مجانًا، كما أنه ينال المنحة من أجل بناء فيلاته على طريقته، كما يتمكن من تعليم أبنائه وعلاجهم والحصول على منح دراسية في كبرى جامعات العالمquot;.

الوافدون: أوضاعنا في الإمارات أفضل من بلادنا
في المقابل، فقد أجمع الوافدون من جنسيات متعددة على أن منجزات الإتحاد العمرانية ومشاريع البنى التحتية تنعكس راحة في حياتهم، وأن المرافق العامة يتنعم بها الجميع، مؤكدين أنه بالرغم من أنهم لا يستطيعون الإدخار بسبب غلاء المعيشة، غير أن عملهم في الدولة أتاح لهم أن يعيشوا بمستوى أفضل مما هو عليه في بلادهم بطبيعة الحال. أما الأوروبيون فهم يعملون من أجل الإدخار لكون بلادهم تنعم بالرخاء والأمن.

ديفيد توماس (بريطاني) يعمل كمدير في شركة بناء أشار إلى quot;أن الإمارات استطاعت أن تكون وجهة عمل للأوروبيين أيضًا، فالرواتب التي تمنحها الدولة للبريطانيين مغرية جدًاquot;، مشيرًا إلى أنها تقارب 25 ألف دولار شهريًا في بعض الأحيان، مشيدًا من جهة أخرى بجهود بريطانية ومساهمتها في قيام دولة الإتحاد ودور الخبرات الإنكليزية في التأسيس لدولة حديثة.

توماس رأى أنquot;دوافع الأوروبيين للعمل في الإمارات تختلف عن دوافع وافدي الدول الفقيرة، فنحن لا نأتي إلى الخليج من أجل البحث عن الرفاهية والأمن لأنها متوفرة في بلادنا، كما أننا ننعم بالديموقراطية والحقوق المدنية، وهو أمر مفقود في كل الدول العربية، معظم الأوروبيين يعملون هنا من أجل الحصول على مداخيل مرتفعة، يدخرون جزءًا كبيرًا منها، وعندما يجدون أنفسهم غير قادرين على الإدخار فإنهم يعودون إلى أوطانهمquot;.

ريم عبد النبي (لبنانية) قالت quot;أعيش مع عائلتي في الإمارات منذ عام 1989 وأشعر بأنها وطني الأصلي، ولا نرغب مطلقًا في العودة إلى لبنان. وعلى الرغم من أننا كنّا نحظى في السابق خلال الثمانينات بالطبابة المجانية والتعليم المجاني أسوة بالمواطنين، ولم يعد الوافد يحظى بالتسهيلات السابقة نفسها، إلا أن وضعنا في الإمارات أفضل من لبنان بكل المعايير، حيث الأمن المهزوز والكهرباء المقطوعة والفساد المنتشرquot;.

ريم أشارت إلى الإنجاز العمراني الهائل الذي حققته الدولة في وقت قصير، معتبرة أن هذه الإنجازات ينعم بها جميع المقيمين وهي فخر لكل العرب، وعن الإدخار قالت quot;منذ 21 عامًا إلى الآن من العمل المتواصل في الإمارات، لم نستطع إدخار شيء أو حتى شراء منزل صغير لنا في لبنان، فكل قرش ننفقه هنا للعيش، مشيرة إلى أن القسم الأكبر من الإنفاق يذهب على الضروريات كإيجار المنزل والطبابة وأقساط مدارس الأطفال والمواصلاتquot;.

أما سراج عبد الله (أردني) فيشرح quot;بداية لا يمكن للوافد أن يستمر بالإقامة في أي بلد غير بلده ما لم تكن شروط الحياة التي يعيشها أفضل من بلدهquot;، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يحقق في الأردن ما يمكن أن يحققه هنا، مشيرًا إلى سهولة الحياة وفرص الإستثمار والعمل.

ويعبّر جلال عبد الغفور (مصري) عن شغفه بدولة الإمارات أرضًا وشعبًا، فهو يشعر بالنعمة بالعيش في دبي، قائلا quot;إن الإنجازات لها أثر على كل سكان الإمارات، ومنها الإستقرار والنظام والنظافةquot;، مشيرًا إلى أنه لا يدخّر شيئًا، بل يعيش كما يحب، وهو أمر يفتقده في مصر بسبب تفشي الفقر والبطالة.

في حين يعمل شهاب محمد ( باكستاني) كسائق أجرة، ويلفت إلى أن العامل البسيط يستطيع أن يؤمّن ضروريات حياته التي يفتقدها في بلده الفقير، ويذكر quot; اضطررت لإرسال عائلتي إلى باكستان بسبب الغلاء في دبي، والأوضاع المعيشية القاسية في باكستان، والنكبات الطبيعية جراء الفياضات منعتني من العودة. أنا أعمل هنا كي أعيش، وليس من أجل الرفاهية، فبلادنا فقيرة وتغيب عنها الضرورياتquot;.