إلتحقت شركة فورد بقطار استدعاء السيارات العالمي المتواصل، بعد اكتشافها خللاً في سيارات فيوجين وميركوري ميلان تتعلق بأنظمة المكابح. ووعدت الشركة عملاءها بالعمل على إصلاح العيوب من دون مقابل. وعلى الرغم من الضجة الإعلامية التي صاحبت الشركة لدى إعلانها هذا، إلا أن مبيعاتها لم تتأثر كما تأثرت تويوتا التي فتحت باب سحب السيارات على مصراعيه.

واشنطن: تلقت الصحف العالمية نبأ المشاكل التي اكتشفت في سيارات فورد طراز فيوجين وميركوري ميلان بمزيد من الإهتمام والتركيز، وذلك بعد اعتراف شركة فورد العملاقة بوجود خلل في مكابح بعض من سياراتها، من طراز (فورد فيوجين وميركيري ميلان)، إذ يشعر السائقون بفقدان السيطرة على السيارة أثناء القيادة.

وقد أتى ذلك متزامنًا مع إعلان شركة تويوتا اليابانية عن اكتشاف خلل في سياراتها، أدى إلى سحب عدد كبير منها من الأسواق العالمية، مكبّدًا الشركة بذلك خسائر مالية كبرى تقدر بملايين الدولارات. وقد أعطت فورد وعودًا لأصحاب تلك السيارات بإصلاح سياراتهم من دون مقابل، وذلك بعد أن يتوّجهوا إلى مقر الشركة، مصطحبين معهم سياراتهم، ويقومون بتسجيل أسمائهم.

وكانت شركة فورد قد أعلنت عن وجود خلل في مكابح السيارات من طراز فيوجن وميركيري ميلان نابع من خطأ في نظام البرمجة، عندما يقوم نظام تشغيل السيارة بالتحول من نظام المكابح الخاصة إلى النظام الهيدروليكي، فيؤدي إلى تعطل المكابح لفترة وجيزة، وفقدان السيطرة على السيارة أثناء قيادتها في تلك الفترة.

وعلى الرغم من الضجة الإعلامية، التي صاحبت ظهور هذه المشكلة، إلا أنها لم تلق أذانًا صاغية كثيرًا بين الناس، ولم تتأثّر نسبة مبيعات الشركة، كما تأثرت شركة تويوتا. ويعتقد محمد الجوهري بائع سيارات بالجملة في ولاية أوكلاهوما ومصدر سيارات مستعملة لدول الخليج العربي أن المسألة ضخمت كثيرًا من قبل الإعلام، وأن ما حدث لن يتم التباطؤ في علاجه لأنه يمثل سمعة شركة واقتصاد بلاد، وسيتم إصلاحه سريعًا، وخصوصًا أن شركة فورد كانت قد طلبت من جميع المشترين الذهاب لتسجيل أسمائهم لحل المشكلة سريعًا.

كما ويعتقد أن مشكلة سيارات تويوتا كان لها الصدى الأكبر في سوق السيارات، فقد تم جمع سيارات تويوتا كافة من السوق العالمية، التي من الطراز الذي وجد فيه الخلل، كما تأثّر حجم ونسبة المبيعات قليلاً لتلك السيارات في السوق المحلية على المستوى الأميركي والسوق العالمية، وأصبح لدى المستهلك خوف من شراء تلك السيارات، على الرغم من أن الخلل في سيارات فورد مشابه للخلل في سيارات تويوتا.

ولا يرى محمد أن سيارات فورد ستتأثر كثيرًا بما حدث، وستستطيع تخطي الأزمة سريعًا، خصوصًا إذا استطاعت حل المشكلة في أسرع وقت. فلفورد تاريخ مشرف في عالم السيارات، كما إنها من الشركات الثلاث التي تعثّرت جراء الأزمة الإقتصادية، وهي الشركة الوحيدة التي استطاعت اجتيازها من دون مساعدات من الحكومة، وهي مرغوبة في دول الخليج العربي، لما لها من امتيازات تجعلها مطلوبة لدى فئات في دول الخليج العربي وبعض الدول العربية.

ولا يتوقع الجوهري بأن تترك المشكلة لتصل إلى الحد الذي يمكنه أن ينعكس سلبًا على الإقتصاد الأميركي. خاصة وأن فورد لا تعتمد في صناعتها على السيارات الهجين فقط، بل لديها أنواع أخرى ومتعددة من نوعيات سيارات أخرى، لم يسبق وأن تم تقديم شكاوى عليها، وخلل في بعض السيارات لا يعني الخلل في السيارات كافة.

أما إريك فيرجسون، الذي يعمل في قسم المبيعات في شركة ميركوري للسيارات في ولاية أوكلاهوما الأميركية، فلا يرى أن أزمة سيارات فورد ستؤثّر على الإقتصاد الإميركي، الذي يقوم على أشياء عدة أخرى، وصناعة السيارات جزء منها، كما وإن هنالك شركات سيارات غير فورد، كجنرال موتورز وكرايسلر وتويوتا وغيرها من الشركات الأخرى، أضف على ذلك أن فورد لا تقوم صناعتها على صناعة السيارات الهجين فقط، بل إن لديها سيارات أخرى مرغوبة في السوق المحلي، وحتى العالمي، وذلك على حد تعبيره.

ويوضح أن quot;المشاكل التي ظهرت في سيارات فورد من طراز الهجين لم يتم الإلتفات إليها كثيرًا من قبل المستهلك الأميركي، الذي يثق في صناعة الشركة، ولم تتأثر مبيعات الشركة مطلقًا. فالعطل الموجود سهل تصليحه وتفاديه، ولكن الإعلام هو من ضخّم المشكلةquot;. وأشار فيرجسون إلى أن quot;مبيعات الشركة كانت قد تأثّرت بالركود الإقتصادي جراء الأزمة المالية العالمية والبطالة، وهذا طبيعي، ولم تكن فورد الشركة الوحيدة التى تأثّرت، وقد انعكس ذلك سلبًا على الإقتصاد الإميركي في ذلك الوقت، ولكن مما لا شك فيه أن شركة فورد هي الشركة الوحيدة التي صمدت من دون مساعدات، وحققت أرباحًا تعد جيدة، في ظل الظروف الحالية، وبعد عامين من الخسائر المتتالية منذ 2006 إلى 2008. وسيتم الخروج من المأزق سريعًاquot;، كما يعتقد.

والمعروف أن فورد هي ثاني أكبر شركة للسيارات في أميركا، ومقرها في ولاية ميشغان الأميركية، واستطاعت الصمود وحدها في السوق، والإعتماد على نفسها بدون مساعدة، وذلك بعدما خطت أكبر خطوة مهمة، عندما أبرمت عقودًا واتفاقات مع دائنيها، ساعدت على خفض ديونها بما يعادل 9.9 مليار دولار، وهو ما يقدر بأكثر من ثلث ديونها المستحقة، وعدم اللجوء للمساعدات والقروض الحكومية التى كانت الحكومة الأميركية قد قدمتها في ذلك الوقت لقطاع السيارات في أميركا لمساعدته، مخالفة بذلك نظيرتيها (كرايسلر وجنرال موتورز) اللتين حصلتا في ذلك الوقت على ذلك الدعم.

وقد أعلن حينها رئيس الشركة آلان مولالي أن شركة فورد لديها من السيولة ما يكفي لتمويل الشركة وإعادة هيكلتها، وأنها ستستمر في الإعتماد على نفسها في مواجهة الأزمة، على الرغم من انخفاض مبيعاتها.

وقد استطاعت شركة فورد في ذلك الوقت تحويل الخسارة إلى ربح بذكاء شديد وتفادي الإفلاس إثر الخسائر التي منيت بها جراء الأزمة المالية العالمية، وتحقيق أرباح هائلة في في نهاية العام 2009، ليصل إجمالي أرباحها إلى 2.7 مليار دولار، رغم انخفاض عائداتها بنسبة 20% مقارنة بالعام 2008.

وهو ما أدى بدوره إلى عودة إرتفاع سهمها في السوق بنسبة 1%، أي ما يعادل 11.66 دولار. وذلك من خلال خفض تكاليف الإنتاج والمبيعات والإعلانات بمقدار 5.1 مليار دولار عام 2009، وإنتاج سيارات شعبية، مثل فيوجن وإسكيب وإس يو في، وزيادة حصتها في أسواق أميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا، بعدما منيت بخسائر بلغت 30 مليار دولار في الفترة ما بين عامي 2006 إلى 2008، التي وصلت خسائرها وحدها إلى 14.7 مليار دولار.