أثرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية البريطانية على سعر الجنيه الاسترليني وسجل هبوطا حادا في تداولات اليوم.
سجل سعر الجنيه الاسترليني هبوطا حادا مقابل الدولار بعدما اشارت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية الى ان البرلمان القادم سيكون برلمانا معلقا لا يتمتع فيه اي حزب بأغلبية.
كان هبوط الجنيه الاسترليني اول مؤشر الى قلق الاسواق من التداعيات المترتبة على نتيجة غير حاسمة يخشى المستثمرون انها ستؤخر التحرك لخفض عجز الميزانية البريطانية القياسي في وقت مبكر.
ولكن الجنيه الاسترليني استعاد بعض ما خسره بحسب متعاملين في لندن سهروا على مكاتبهم يتابعون تطورات الدراما الانتخابية على التلفزيون.
هبط الجنيه الاسترليني من 1.4869 الى 1.4736 دولار وهو أدنى مستوى له منذ عام بعدما اشارت استطلاعات آراء الناخبين على ابوابامراكز الاقتراع الى ان حزب المحافظين المعارض سيكون أكبر الأحزاب ولكنه يحتاج الى 19 مقعدا ليشكل اغلبية مطلقة بـ 326 مقعدا. ورغم استعادة بعض خسائره فان محللين حذروا من حدوث مزيد من انعدام الاستقرار في اسواق العملات والسندات في غمرة الغموض الذي يكتنف تركيبة البرلمان المقبل.
ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن غاري جينكنز رئيس قسم ابحاث الدخل الثابت في مؤسسة ايفوليوشن المالية ان النتائج الأولية تشير الى برلمان معلق دون ان يكون لدى اي حزب تفويض قوي. وإذا اتضح ان هذا التقدير صائب quot;فان هذه ليست انباء سارة للأسواقquot;.
وقال غاري هايز كبير الاقتصاديين البريطانيين في مصرف باركليز كابتال الاستثماري ان ظهور حكومة اقلية سيلقي بظلال من الابهام على آفاق السياسة الاقتصادية. واضاف ان النتيجة ستؤدي على الأرجح الى قدر من التقلبات في اسعار السوق.
وأسهم القلق من الصعوبة التي ستلاقيها بريطانيا في خفض عجز الميزانية بقسطه في هبوط سعر الجنيه الاسترليني بنسبة 8.3 في المئة مقابل الدولار منذ بداية العام.
ولكن الجنيه الاسترليني ارتفع مقابل اليورو نتيجة اقتناع غالبية المتعاملين بأن المخاوف من تداعيات أزمة الديون في منطقة اليورو تفوق اسباب القلق من غياب الحسم في الانتخابات البريطانية. وارتفع الجنيه الاسترليني الى 0.8512 يورو من 0.8560 يورو.
افتتحت سوق السندات الحكومية في لندن لأول مرة في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بعدما اشارت استطلاعات الرأي الى اقرب السباقات الانتخابية منذ عام 1992 حين فاجأ جون ميجر المحللين بقيادة المحافظين الى الفوز بأغلبية.
ويعود فتح السواق بعد ثلاث ساعات على غلق مراكز الاقتراع الى ارتفاع الطلب من متعاملي لندن القلقين من تكبدهم خسائر كبيرة إذا تحركت الأسعار ضدهم في منتصف الليل.
وإزاء النتائج التي تشير الى برلمان معلق وارتفاع عدد المستثمرين الدوليين الذين يحملون سندات الخزانة البريطانية عن عددهم في الانتخابات السابقة ، كان من المهم ان تبقى اسواق لندن مفتوحة للتعاملات.
كانت آخر مرة اسفرت الانتخابات البريطانية عن برلمان معلق في عام 1974 عندما أُجبر هارولد ولسن على تشكيل حكومة اقلية عمالية. وتعين عليه الذهاب الى الناخبين مرة أخرى بعد اشهر قليلة. وقال متعاملون ان تطور الأحداث بهذا الاتجاه يُعد quot;سيناريو كابوسياquot; لسندات الخزانة.
ورغم ان المتعامل يستطيع نظريا ان يبيع ويشتري سندات الخزانة ليلا فقد يكون من الصعب ايجاد طرف آخر للتعامل معه في السوق الخاصة.
التعليقات