في حال ترجمة استطلاعات الراي ليوم الاثنين الى مقاعد البرلمان، سيصبح لبريطانيا برلمان معلّق.

لندن: تشير استطلاعات الرأي الاثنين، قبل أسبوع ونيف من موعد إجراء الانتخابات البريطانية العامة، الى أن حزب المحافظين يتمتع بتأييد 34 في المائة من الناخبين، يليه الحزب الليبرالي الديمقراطي بواقع 30 نقطة مئوية، ثم العمال بـ28 نقطة. وفي حال ترجمة تلك النسب المئوية الى مقاعد لكل من الأحزاب الثلاثة الرئيسية، سيصبح لبريطانيا برلمان معلّق.

ما هو البرلمان المعلّق؟

يتأتي البرلمان المعلق عندما يعجز أي حزب من الحصول على أغلبية في المجلس تتيح له الحكم واتخاذ القرار منفردا. ونظريا فإن الأغلبية تعني وجوب حصول حزب واحد على أكثر من نصف عدد المقاعد في ما يسمى laquo;الأغلبية المطلقةraquo;. لكن هذا ليس ضروريا على أرض الواقع إذ تكفي أي نسبة فوق 40 في المائة لتشكليل حكومة الأغلبية. وأسباب هذا الوضع كثيرة ومتشعبة. لكن، على سبيل المثال، ثمة أعضاء في البرلمان لا يحق لهم التصويت أصلا مثل رئيس المجلس ونوابه، ومثل أعضاء حزب laquo;شين فينraquo; الآيرلندي الشمالي الذين فقدوا الحق بسبب رفضهم أداء قسم الولاء للملكة. ومنها ايضا أن العديد من مشاريع القوانين يكون مرضيا عنه من جانب عدد من أعضاء المعارضة.

وفي حال ترجمة استطلاع الاثنين الى مقاعد، يحق للمحافظين، إذا أرادوا، أن يشكلوا laquo;حكومة أقليةraquo; لا تشمل أيا من الآخرين معهم. لكن هذا الوضع يعني أنها ستصبح تحت رحمة اولئك الآخرين إذا أرادت المصادقة على أي من مشاريعها وقراراتها. بعبارة أخرى ستصبح حكومتهم مشلولة عندما يتعلق الأمر بإدارة شؤون البلاد، وهو ما ينفي سبب وجودها في المقام الأول.

ماذا سيحدث لغوردون براون؟

في حالة البرلمان المعلق، يظل غوردون براون هو رئيس الوزراء الى حين الفراغ من أمر تشكيل الحكومة بغض النظر عن عناصرها. وإذا وافق الليبراليون الديمقراطيون على الائتلاف معه، فسيمنح هو الفرصة الأولى لتشكيل الحكومة بموجب الدستور حتى إذا كان حزبه صاحب العدد الأقل من الأصوات. لذا فقد أعلن زعيم الليبراليين أنه حتى في حال تشكيله ائتلافا مع العمال فسيرفض براون شخصيا. فإما أن يقدم الحزب زعيما بديلا أو لا ائتلاف.

هل ستصبح هذه سابقة؟

لا، فقد شهدت بريطانيا برلمانا معلقا مرتين في تاريخها الحديث، الأولى في العام 1929، ومجددا في العام 1974.