جاء النشاط السوقي خلال الأسبوع الماضي مدفوعاً في المقام الأول بموسم الأرباح الأميركي وانتظار محصلة اختبار تحمل البنوك الأوروبية.

دبي - إيلاف: أشار تقرير لساكسو بنك إلى أن الشركات الأميركية حققت عموماً نتائج عن الربع الثاني تساوي أو تفوق التوقعات السوقية، مما أدى بدوره إلى دعم أسواق الأسهم. أما على الجانب المقابل، فقد قال رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي برنانكي إن التوقعات الاقتصادية ما زالت غير مؤكدة بشكل غير مألوف، ولكنه أعلن أنه مستعد للتدخل. ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، فإن استمرار الأرقام الضعيفة الأميركية يمكنه أن يسفر عن إجراء إضافي بخصوص السياسات.

ورأى التقرير أن إطلاق اختبار تحمل البنوك الأوروبية الذي طال انتظاره جاء ليبقي على الأسواق في حالة تخمين بشأن محصلة هذا الاختبار. وقد برز التشكك في جدوى التقرير حيث إن الأسئلة المهمة ربما لا يتم طرحها. وهذه الأسئلة من قبيل: كيف سيكون أداء الأسواق في حالة اضطرار الأمة الضعيفة إلى إعادة ترتيب ديونها، وماذا سيحدث إذا اشتد الركود عمقاً. ويجب أن يتمخض هذا الاختبار في نتيجته عن إخفاق عدد مدعاة للثقة من أصل 91 بنكاً يجري اختبارها، وإلا فإن الإجراء بكامله سوف يعاني خطر تحقيق نتائج عكسية، مما يؤدي إلى تجدد النفور من المخاطر.

وأشار إلى أن السلع على وجه العموم شهدت أسبوعاً هادئاً، فيما حقق مؤشر رويترز جيفريز سي آر بي مكسبا بنسبة 1 %، وقد جاء هذا بالدرجة الأولى على خلفية الانتعاش القوي في أسعار النحاس والنفط الخام والسكر. أما البيع المكثف الذي شهده الكاكاو والبن والذرة فقد حدّ من تحقيق مكاسب ارتفاعية. وقد ارتفع المؤشر حتى الآن بنسبة 8 %، ليصل إلى 267 نقطة من أدنى مستوياته في مايو/أيار، ولكنه سيجد مقاومة في اتجاه مستوى 270 نقطة.

وذكرت وكالة الطاقة الدولية، التي تعمل كمستشار للطاقة لمعظم اقتصادات العالم الكبرى، أن الصين تقدمت على الولايات المتحدة الأميركية باعتبارها أكبر مستهلك للطاقة في العالم. وقد استخدمت الوكالة في الحسابات التي أجرتها كل أشكال الطاقة مثل النفط الخام والطاقة النووية والفحم والغاز الطبيعي والمصادر المتجددة. ومنذ 10 سنوات فحسب، لم يكن إجمالي استهلاك الصين من الطاقة إلا نصف إجمالي استهلاك الولايات المتحدة، ويلقي هذا الضوء على السرعة الاستثنائية للتقدم الاقتصادي الذي تشهده الصين، وعلى مدى أهمية الصين كعامل في تحديد تكاليف مختلف مصادر الطاقة.

في ما يتعلق بالطلب على النفط الخام، فما زالت الولايات المتحدة في المقدمة؛ بحسب ساكسو، إذْ إنها تستهلك في المتوسط 19 مليون برميل يومياً مقارنة بعدد 9.2 مليون برميل للصين يومياً. ويعتمد إنتاج الطاقة في الصين بدرجة كبيرة على الفحم الذي يمثل 80 % من إنتاجها. ومع ذلك فإن الطلب الصيني على النفط ارتفع إلى مستوى قياسي جديد في شهر يونيو/حزيران الماضي، وهو الآن أعلى بنسبة 10 % عن مستواه في مثل هذا الوقت من العام الماضي.

وقد دخل النفط الخام في تعاملات الصيف الهادئة ضمن نطاق ضيق نسبياً، متخذاً اتجاهه بالدرجة الأولى من الأسواق الخارجية مثل سوقي الدولار والأسهم، كما كان للقصة الصينية سالفة الذكر بعض الأثر الإيجابي.

وأضاف التقرير أن مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفع فجأة الأسبوع الماضي، مما زاد الشكوك حول حدوث تعافٍ في الاستهلاك. فقد ارتفع المخزون في مدينة كوشينج، التي تمثل مركز تسليم بورصة نيويورك التجارية quot;نايمكسquot;، إلى مستوى 37.1 مليون برميل، أي أقل بعدد 1 مليون برميل عن الرقم القياسي المسجل سابقاً في مايو، والبالغ 37.9 مليون برميل. كما ارتفع مجدداً الطلب على ناقلات النفط الخام الكبيرة جداً، بعدما أدى الفائض الذي حدث أخيراً في السعة الطنية إلى وضع أسعار الإيجار تحت الضغوط. وما زالت الشركات المشغلة للناقلات العملاقة تشكو من تحقيق ربح ضئيل أو عدم تحقيق ربح على الإطلاق في ظل الأسعار الحالية المنخفضة.

ولفت التقرير إلى أن الذهب يواصل تعاملاته بالقرب من مستوى 1200 دولار أميركي للأوقية، بعدما شهد بعض جني الأرباح خلال الأسبوع الماضي، وهو ما دفع الأسعار في مرحلة ما إلى الانخفاض إلى مستوى 1175 دولاراً أميركياً للأوقية، وهو ما يمثل دعم خط الاتجاه من القاع الذي بلغه المعدن الأصفر في عام 2008. ويواصل مركز المضاربة الطويل انخفاضه بالتوافق مع التحركات السعرية الضعيفة، وقد شهد هذا الأسبوع أول انخفاض ضئيل منذ أشهر عدة في كمية الذهب المستثمرة في صناديق الذهب المتداولة في البورصة.

كذلك شهد النحاس أفضل أسبوع له منذ 5 أشهر على خلفية التقارير الخاصة بالمشتريات الصينية والمخزون المتضائل بسبب انخفاض الإنتاج في أكبر دول في العالم في تعدين النحاس. ويوصي ساكسو المستثمرين بترقب الدعم عند مستوى 307 دولار أميركي لعقد النحاس عالي الجودة تسليم شهر سبتمبر/أيلول، والمقاومة عند مستوى 320 دولاراً أميركياً، ومستوى 325 دولاراً أميركياً.

ويشير إلى أن سعر القمح ارتفع بنسبة 26 % خلال الشهر الماضي على خلفية أسوأ موجة جفاف تشهدها روسيا، ثالث أكبر مصدّر للقمح في العالم، منذ قرن من الزمان. وقد تم تخفيض تقديرات الإنتاج بمقدار 5 ملايين طن، ومن المتوقع إجراء تخفيضات أخرى، مما يعرض الصادرات للخطر، وبالتالي يدعم الأسعار في بورصة شيكاغو. وفوق مستوى 6 دولار أميركي للبوشل لعقد بورصة مجلس شيكاغو للتجارة تسليم شهر سبتمبر، يوصي ساكسو بترقب المقاومة عند مستوى 6.10، يليه مستوى 6.40 دولار أميركي للبوشل.

ويرى أنه من الممكن أن يكون سعر الأرز على حافة التعافي بعد أكبر بيع تصفية بلا هوادة شهدناه حتى الآن في عام 2010. وقد تم إيقاف المتعاملين خارج المراكز الطويلة وهم الآن محايدون وفقاً للتقرير الأسبوعي الصادر من لجنة المتاجرة في عقود السلع الآجلة الأميركية. وسوف تؤدي السيول وتفشي الحشرات في الصين إلى تقليص الناتج، في حين أن الأمطار الموسمية في الهند تأخرت في سهل الغانج الذي يزرع 30 % من محصول الأرز الهندي. والتحرك فوق مستوى 10.20 دولار أميركي للهندردويت هذا الأسبوع فتح الباب أمام تحرك أولي إلى مستوى 10.46 دولار أميركي للهندردويت، يليه مستوى 11.13 دولار أميركي للهندردويت.