يبدو أن ايطاليا تراهن على السباحة في حوض أوروبي كبير، هدفه انتاج وتبادل الطاقة بين الدول الأوروبية.في المقام الاول، يتركز اهتمام خبراء دول الاتحاد الأوروبي على الكهرباء والغاز. وبفضل مجموعة من المستثمرين، في القطاع الخاص، سيجري ربط ايطاليا بالنمسا، كهربائياً، بقوة 132 كيلوفولت. وعلى غرار ما حصل، في السابق، من عمليات ربط كهربائي، بين ايطاليا وسويسرا، عن طريق خطين اثنين، سيكون لهؤلاء المستثمرين صلاحيات استثنائية تحميهم من اللوبي الأوروبية، المحتكرة للطاقة.

برن (سويسرا):ستعتمد المناورة الجديدة، ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لايطاليا والنمسا، على ربط محطة quot;أرنولدشتاينquot; الكهربائية النمساوية، بمحطة quot;ترافيزيوquot; الايطالية. يذكر أن حوالي 80 في المئة من عمليات الربط الكهربائي، من الخارج الى ايطاليا، تتم عبر فرنسا وسويسرا. أما ما يتبقى فتحاول ايطاليا تعزيزه عن طريق محورين اثنين، هما المحور الجنوبي، مع تونس، والمحور الأوروبي الشرقي مع ألبانيا ومونتينيغرو. في ما يتعلق بعملية الربط الجديدة، مع النمسا، فان شركة quot;اينيكو فالكاناليquot; ستديرها، وستصل تكلفة انشاء هذا الخط الى 28 مليون يورو.

من جانبهم، يرصد الخبراء تهافتاً أوروبياً على تعزيز حركة التداولات في بورصات الكهرباء التي شهدت انتعاشاً غير متوقع لها، منذ شهر مايو(أيار) الماضي. في حين، تتعاقب الاجتماعات لتطوير البنية التحتية لبورصات الغاز. نظراً لعدم استقلالية أوروبا، لناحية أصول الغاز، فانه من المتوقع أن تشهد بورصات الغاز بأوروبا، في الشهور القادمة، مضاربات قصيرة المدى تسعى الى تقليد ما يجري، بين الفينة والفينة، في بورصات النفط والموارد الأولية. في سياق متصل، يشير خبير الطاقة بيار بونوم الى أن صادرات الغاز، من أوروبا الشمالية، المتدفقة الى دول أوروبية أخرى عن طريق خط أنابيب الغاز السويسري quot;ترانزيتغازquot;، الذي يضخ يومياً 50 مليون متر مكعب من الغاز، ستتوقف مؤقتاً لغاية نهاية العام. ما سيحفز أنشطة الخزن وتراخيص التوزيع لبعض المشغلين لمواجهة حالة الطواريء هذه. مع ذلك، ينوه هذا الخبير بأن التوقف الزمني المؤقت لهذه الصادرات لن ينتج عنه مشاكل أمنية انما بعض التوترات في الأسعار. في مطلق الأحوال، فان العديد من المصارف المركزية الأوروبية سترفع السيولة في البورصات لكبح جماح ارتفاع أسعار الغاز، المتوقعة قريباً.