يطرح الخبراء الكثير من التساؤلات حول مدى إستمرارية المشاكل الإقتصادية العالمية خلال العام 2011.


برن: تعاني إقتصاديات العالم، منذ عام 2008، من أزمات وفقاعات مالية لم تلق، بعد، حلاً جذرياً لها. ما يجعل الخبراء السويسريين يطرحون أكثر من سؤال، هذا العام، حول مدى استمرارية هذه المشاكل الاقتصادية والمضاربات عليها، التي حصدت العديد من الضحايا. ومقابل مجموعة من الدول الأوروبية، كما اسبانيا وايرلندا، التي ما زالت تعاني من الكساد الاقتصادي يُجمع المحللون الماليون، الأوروبيون والسويسريون، على أن ألمانيا وسويسرا والسويد أسست، منذ العام الماضي، مجموعة دول خرجت من هذا الكساد ودخلت، بدهشة، مرحلة النمو الاقتصادي، مجدداً.

من جانب آخر، لم تتوقف الصين عن النمو بسرعة اقتصادياً. أما البرازيل فهي تشهد نمواً في التضخم المالي ناهيك من اليابان أين تتدهور أسعار السلع بصورة مخيفة. ما يجعل الخبراء، هنا، في موقف لا يستبعد، أبداً، مرور أسواق الصرف العالمية، بدورها، بأزمة عاصفة لم تُرسم أبعادها بعد.

على صعيد الدولار الأميركي واليورو، فان الأول(الدولار) يمثل اليوم 62 في المئة من الاحتياطات المالية العالمية. أما الثاني(اليورو) فهو توقف عند 27 في المئة فقط. كما يرصد الخبراء السويسريون ابتعاد الصين عن الاحتياطات المالية بالدولار مختارة بالتالي، لو مؤقتاً، الين الياباني في الشهور الستة الأخيرة. بالنسبة للفرنك السويسري فان مستقبله، في عيون حكومة بكين، مؤهل ليضحي براقاً.

في سياق متصل، يشير البروفيسور رايموندو غاريللي، في جامعة لوغانو السويسرية، لصحيفة ايلاف الى أن عدم تأثر الاقتصاد السويسري بالأزمة المالية سيجعل من سويسرا العام، أوتوماتيكياً، بين الدول الخمس الكبرى التي تتميز بروح التنافسية الدولية بغض النظر عن تذبذبات الفرنك السويسري الذي أصبح أقوى من الدولار الأميركي. ما يعني، أيضاً، أن العديد من الدول النامية، وربما الصين، ستخصص، داخل احتياطاتها المالية، مجالاً لخزن كميات كبيرة من العملة الوطنية السويسرية.

في ما يتعلق بامكان وصول قيمة الفرنك السويسري الى ما بين 1.10 و1.20 مقابل اليورو يتوقف البروفيسور غاريللي للاشارة الى أن المصرف المركزي السويسري بحوزته حوالي 120 بليون يورو. مع ذلك، يشكك هذا البروفيسور بقدرة المصرف المركزي على التدخل بصورة فعالة في أسواق الصرف. مما لا شك فيه أن الصادرات السويسرية ستعاني، الى حد ابعد، اذا ما واصل الفرنك السويسري صعوده أمام اليورو. بيد أن هذه الصادرات لا تعتمد، وفق رأي البروفيسور غاريللي، على تسعيرها بالفرنك السويسري. فالنوعية لها دور أيضاً في دعم هكذا صادرات.