سرع الكورون قوة الكورون التشيكي منذ بداية هذا العام بحيث أصبح من أكثر العملات في العالم تعزيزا لقوته ولذلك اعتبرت هذه الفترة بالنسبة له واحدة من الأكثر نجاحا في تاريخه مع أن التوقعات كانت تتحدث عن الاتجاه إلى انخفاض قيمته في مثل هذه الفترة من العام .


براغ : عاد الكورون التشيكي إلى تعزيز قوته بشكل ملموس منذ بداية هذا العام منافسا بشكل قوي العملة التشيلية البيسو وعملة جنوب أفريقيا الراند واليورو والدولار التي تعتبر من أقوى عملات العالم وأكثرها تعزيزا لقوتها .وكانت العملة التشيكية قد عززت قوتها عدة مرات في السابق ولاسيما بين عامي 2000 ــ 2010 غير أن الوضع الحالي حسب المحلليين الماليين يتصف بالخصوصية لأنه كان في السابق يتم تقديم مبررات مرضية عن سبب تعزيز الكورون قوته مثل نمو الاقتصاد أو تنامي اهتمام المستثمرين الأجانب أما الآن فان مثل هذه الأسباب المقنعة غير موجودة .

ويلاحظ بان قيمة الكورون وصلت يوم الخميس الماضي إلى 24,27 مقابل اليورو الأمر الذي اعتبر أدنى مستوى لليورو منذ عام 2008 مما يعني أن الكورون عزز قوته تجاه اليورو منذ بداية العام بنسبة 2,5% فيما حقق كسبا أكبر تجاه الدولار .وكانت قيمة الكورون في شباط فبراير من عام 2009 نحو 30 كورونا لليورو أعقب ذلك احتفاظ الكورون بقوته لفترة طويلة نسبيا في حين تراجعت قوته نهاية أيلول سبتمبر الماضي وقد كانت النزعة السلبية لتطور قيمة الكورون في أعلى مستوى لها قبل أعياد الميلاد حيث بلغت قيمة الكورون 25,30 مقابل اليورو أما خلال الثلاثة أسابيع الماضية فلم يقم الكورون بمحي التراجع الذي سجله خلال الأشهر الثلاثة الماضية بل يقوم بزيادة ربحه مقابل كل العملات العالمية الأخرى .

المحللون الماليون يشيرون إلى أن العملة التشيكية ليست الوحيدة التي تعزز قوتها وإنما يتم ذلك لدى عملات الدول الأخرى في وسط وشرق أوروبا فالروبل الروسي والزلوتي البولوني يتخلفا عن الكورون في الأداء بنسبة تقل عن واحد بالمئة في حين أن وضع الفورينت المجري أسوأ بسبب تجاهل المستثمرين له بالنظر للتطورات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها المجر .ويرى المحللون بان سبب تقوية الكورون قوته يتواجد خارج حدود تشيكيا أكثر منها داخلها ولذلك فان التطورات الداخلية في تشيكيا تعتبر شانا ثانويا بالنسبة له وحسب هؤلاء فان الكورون يتواجد في ظل العلاقة القائمة بين اليورو والدولار فعندما يضعف الدولار مقابل اليورو فان الكورون يعزز قوته ليس فقط تجاه الدولار وإنما تجاه اليورو والعكس صحيح .

ولا يزال ساريا من وجهة النظر الطويلة الأمد القول بان وضع الاقتصاد التشيكي على الرغم من الأزمة وتداعياتها عليه لا يزال ناجحا نسبيا .صحيح أن الإنتاج القومي الإجمالي انخفض بشكل ملموس ، غير أن استقرار القطاع المصرفي وانخفاض مستوى المديونية للدولة وللسكان خفض بشكل بارز المخاطر ولذلك يعود المستثمرون إلى تشيكيا وهذا الأمر يبرر العودة إلى الكورون إلى المستوى الذي كان عليه قبل اندلاع الأزمة ورغم ذلك لا تزال أسباب القفزات التي يحققها الكورون في الأسابيع الأخيرة ضبابية . المحللون يؤكدون أن التطورات الاقتصادية العالمية في هذا العام ستكون مفصلية بالنسبة لأداء الكورون هذا العام ففي حال نجاح منطقة اليورو في حل مشكلة الديون المتراكمة في بعض دولها ومعالجة الولايات المتحدة لموضوع البطالة المرتفعة فمن المحتمل أن يكون وضع الكورون بعد عام أفضل مما عليه هذا العام .