برن: لا تتوقف موجة الهروب الجماعي من سندات الخزينة الايطالية، ومن اللافت أن موجة النزوح هذه، نحو موانيء أخرى، أئمن، طالت المستثمرين السويسريين! ما يمثل صدمة بالنسبة للمصرف المركزي الايطالي، بروما. كما أن موجة الهروب لا تشمل التخلص من هذه السندات، عن طريق بيعها، فحسب انما تتوسع كي تطال استثمارات كان من المقرر تنفيذها منذ بداية الخريف.

بالنسبة لمجموع ما باعه المستثمرون الدوليون، ومن ضمنهم السويسريون، من سندات خزينة ايطالية quot;بي تي بيquot;، في الشهر الماضي، فانه يقدر بحوالي 4.8 بليون يورو. عموماً، فان المستثمرين تخلصوا مما مجموعه 7 بليون يورو تقريباً، كانت متمركزة بايطاليا.

من جانبهم، يفيدنا الخبراء أن ما يجري في ايطاليا، منذ مطلع العام، ليس بالكارثة فقط انما هو نزيف استثماري بكل معنى الكلمة. فمجموع الاستثمارات، المباشرة وغير، تراجع 21 بليون يورو، منذ شهر فبراير(شباط) الفائت. أما المستثمرين فانهم باعوا ما مجموعه 48 بليون يورو من سندات الخزينة الايطالية حتى قبل الكشف عن تعثر ايطاليا المالي، مؤخراً.

يكفي تتبع منصة quot;ام تي اسquot; (MTS) التي يتم من خلالها شراء وبيع سندات الخزينة الايطالية كي نستنتج أن وضع هذه السندات، في الشهور القادمة، سوداوي اللون بغض النظر عن الفائدة التي تقدمها! الى الآن، لا يوجد خطر مباشر في فشل عروض بيع السندات الايطالية، كما حصل مع تلك الألمانية. لكنه ينبغي، وفق رأي المحللين، تخفيف الضغوط عنها وعدم المبالغة في عروض بيعها. والا فان الشكوك ستحوم حولها وحول أدائها المستقبلي.

في هذا الصدد، يشير الخبير كريستوف غوبسر لصحيفة quot;ايلافquot; الى أن عرض سندات أوروبية للبيع، تستحق بعد 30 عاماً، بفائدة ترسو على 5 في المئة، سنوياً، من شأنه انعاش سوق سندات الخزائن الأوروبية. فتوسيع الفترة الزمنية، للاستحقاقات، قد تستقطب المستثمرين في منطقة أوروبا الجنوبية.

علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير بأن المصرف المركزي السويسري لم يلعب، بعد، ورقة سندات الخزينة السويسرية، في رهاناته القادمة. فالموازنات العامة، هنا، ما زالت مقبولة ماعدا مشكلتي الصادرات وقوة الفرنك السويسري التي يُعتقد أن حلولها أرجأت، مؤقتاً، لتتبع آخر المستجدات في منطقة اليورو على مدى قصير.