واشنطن: رأى اقتصاديون أميركيون أن الاضطراب الحاصل في الشرق الأوسط الذي تسبب بارتفاع اسعار النفط عالمياً خلال الأيام الأخيرة يشكل تهديداً جديداً لاقتصاد بلادهم، متخوفين من ان ثبات أسعار النفط المرتفعة على النحو الحالي سيبطئ معدل النمو في البلاد.ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الامريكية عن برنارد بوموهل، مدير مجموعة اكونوميك غروب، قوله 'المفارقة هي اننا بالكاد نهضنا للتو من الأزمة المالية المدمرة.. وقد بدأ التعافي منذ اقل من سنتين ولم نشهد بعد عودة لائقة للوظائف. والآن اصبنا بهذه الضربة الجديدة المشؤومة جداً، وبالتالي لا توقيت أسوأ من ذلك'.


وارتفعت أسعار النفط في الأيام الأخيرة، نتيجة للاضطرابات الحاصلة في ليبيا والتي أدت إلى وقف إنتاج النفط هناك، وهي ترتفع أيضا نتيجة للمخاوف من امتداد الاضطرابات إلى بلدان أخرى منتجة للنفط.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال تواصل الارتفاع الأخير في أسعار النفط، فإنه سيبطئ معدل نمو الاقتصاد الامريكي أكثر من البطء الذي هو عليه والذي يؤثر على خلق الوظائف في البلاد.وذكرت أنه حتى وإن لم ترتفع تكاليف الطاقة بشكل أكبر، فإن حالة الشك المتواصلة بشأن الاستقرار في الشرق الاوسط قد تتسبب ببطء النمو أكثر ليس فقط في الولايات المتحدة بل حول العالم.


وقال رئيس مؤسسة كامبريدج الدولية لبحوث الطاقة خبير الطاقة العالمي، دانيال يرغين، 'ذهبنا إلى أبعد من مسألة الرد على الأزمة في ليبيا.. هنالك أيضاً شيء مخيف أكثر مما سيحصل بعد، وما بعد بعد ذلك'.
ويتخوف الاقتصاديون من انتشار الثورات في دول منتجة أخرى للنفط، وقال كريس لافاكاس، المحلل الاقتصادي في مؤسسة موديز اناليتيكس التي تركز على أمور النفط، إنه يصعب التنبؤ بالثورات، معتبراً أن وقف إمدادات النفط من السعودية وإيران خصوصاً، 'سيكون كارثياً على الأسعار. فالسعودية وحدها قد تتسبب بارتفاع بين 20 إلى 25' في أسعار النفط في ليلة واحدة'.