ممثل شركة بدر التركية للسياحة فهد عواد

كشف ممثل شركة بدر للسياحـة التركية عن خطة أُعدّت منقبل وزارة السياحة التركية لرفع حصتها من السوق العربية بنسبة 25 %، مستفيدة بذلك من أحداث العالم العربي، وخاصة تونس، التي إعتبرها المنافس القوي لتركيا. من جانبه، قال مدير ديوان السياحـة التونسي في الجزائر إن quot;السوق التونسية خسرت نسبة 42% من السوق العالمية، في حين لم تتجاوز نسبة التراجع بالنسبة إلى السوق الجزائرية 32 %quot;.


الجزائر: في حديث مع quot;إيلافquot;، اعتبر فهد عواد ممثل شركة بدر للسياحة في تركيا أن quot;الإمكانيات الطبيعية والتاريخية التي تتمتع بها تركيا أهّلتها لأن تحتل مكانة مرموقة في سوق السياحة العالميةquot;.

وحسب عواد، فإن quot;قطاع السياحة التركي يشهد هذه الأيام أزهى عصوره، من خلال تسجيل ارتفاع كبير في نسبة استقطاب السياح الأجانب، مستفيدة بذلك من المشاكل والاضطرابات التي تحدث فيالعالم العربي، وخاصة في تونس ومصر، quot;التي اعتبرها منافسًا قويًا جدًا لتركيا، لامتلاكها مدنًا سياحية رائعة، مثل شرم الشيخ ومدينة الإسكندرية، وهي quot;مدن تنافس المدن التركيةquot;.

لكن quot;بعد الاضطرابات أصبح السائح العربي يحسّ بغياب الأمن في هذه المناطق، وبإعتبار تركيا دولة إسلامية وتقع في منطقة وسط ما بين أوروبا وبين العالم العربي، أصبحت ضمن الخيارات الأولى للسائح العربيquot;، حسب عواد، الذي أضاف قائلاً إن quot;الحكومة التركية لديها من الدهاء والذكاء ما يكفي للاستفادة من هذا الوضع، من خلال وضع إستراتيجية استقطاب دعائية عن طريق إنجاز أفلام كثيرة للتعريف بالخدمات والمؤهلات السياحية في تركيا، واستغلال الإعلام، لتقريب تركيا من المواطن العربي، عن طريق إنشاء قناة ناطقة باللغة العربية موجّهة إلى المشاهد العربي.

في المقابل، quot;كثفت الرحلات التركية، وجرى تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة، هذه الخطوات ساهمت بشكل كبير في جذب السائح العربي نحو تركيا، ويبقى هدف وزارة السياحة التركية لهذا الموسم هو زيادة نسبة الاستقطاب السياحي بنسبة 25% من العالم العربيquot;.

وبسبب المدة القصيرة للموسم السياحي لهذه السنة، لكون شهر رمضان يأتي في ذروة الموسم، فقد قامت الفنادق والشركات السياحية برفع أسعار الخدمات السياحية، لأن هذه الشركات، حسب تصريح عواد، quot;تعلم جيدًا أن السائح العربي لا يمتلك خيارًا آخر غير تركيا، لذلك فالشركات السياحية تسعى إلى تحقيق أرباح مرتفعة لتفادي التراجع الذي قد يسجّل في شهر رمضانquot;.

أما بالنسبة إلى السوق الجزائرية، فالسائح الجزائري، حسب ممثل الشركة التركية، quot;كان في السابق يمتلك خيارًا قويًا جدًا ينافس تركيا، وهو تونس، وذلك راجع إلى أسباب عدة، أهمها القرب والجوار، والتاريخ المشترك، ورخص الأسعار، لكن بسبب ما حدث في تونس، فالخيار الأول بالنسبة إلى السائح الجزائري الآن بعد تونس هو تركيا، حيث إن تركيا الآن تعتبر نفسها بدون منافس في السوق، quot;مثل ما كانت تنافسنا تونس، لكن نحن نتمنى أن يرجع إلى تونس الأمن والأمان لأنها بلد عربي شقيق... بعد ذلك نتنافسquot;.

من جانبه، اعترف مدير ديوان السياحة التونسي في الجزائر فوزي الباصلي في حديثه لـquot; إيلاف quot; أن قطاع السياحة في تونس يشهد تراجعًا ملحوظًا بعد أحداث ثورة الياسمين، التي أطاحت بنظام بن علي.

مدير ديوان السياحة التونسيفوزي الباصلي

وأوضح quot;بكل صراحة قطاع السياحة اليوم في تونس يشهد تراجعًا نتيجة الثورة الشعبية التي حدثت في بداية هذا العام، وهي في نظري أمور طبيعية لأن كل ثورة لديها ثمن يدفع، والثمن في تونس يدفعه حاليًا قطاع السياحة، إضافة إلى قطاعات حيوية أخرى عديدةquot;.

لكن في المقابل يقولالباصلي إن quot;الثورة أعطت في المقابل صورة جديدة مختلفة لتونس صورة ناصعة، أحسن صورة حرية، صورة ديمقراطية، واليوم السياحة أيضًا أصبحت بنكهة الحرية، وهو الأمر الذي أصبح يفرض على القائمين على قطاع السياحة ببذل مجهودات أكثر من أجل إرجاع الأمور إلى وضعها الطبيعي، والآن بعد مرور نحو أربعة أشهر، بدأت الأمور تعود إلى وضعها الطبيعي، رغم أن هذه الفترة قصيرة جدًا، لكن بعد هذه المدة نستطيع القول إن الأمن عاد بنسبة 95%، فالمعامل عادت إلى النشاط، والحياة العادية رجعت إلى الشارع التونسيquot;.

وكشف بالمناسبة عن تراجع مستوى الاستقطاب للسياح الأجانب بنسبة 42 %، وهو رقم اعتبرهكبيرًا، quot;لكنه يهون في سبيل الثورةquot; حسب فوزي، وهذا المعدل خاص بكل الأسواق، إلا أن السوق الجزائرية تراجعت بنسبة 32 %.

حول الإستراتيجية الاستعجالية التي تم وضعها من طرف الحكومة التونسية لإنقاذ الموسم السياحي، وهي الخطة التي تهدف إلى استقطاب عدد كبير من السياح الجزائريين، اعتبر مدير ديوان السياحة التونسي في الجزائر quot;أن هذه الخطة ليست جديدة، لكنها قديمة،إلا أنهيتم تجديدها سنويًا، لأن السوق الجزائرية سوق مهمة بالنسبة إلى تونس، وهي سوق إستراتيجية، خصوصًا وأن تونس تستقبل مليون سائح جزائري يقضون عطلهم فيها.

وبالنسبة إلى هذا الموسم فليست هناك إستراتيجية جديدة، وإنما وقع تحويل في أساليب العمل والأسلوب هذا العام، والذي سيعتمد على الجانب الإعلامي بدرجة أكبر عن طريق تنظيم حملة إعلامية ضخمة في مختلف الجرائد والتلفزيون و الوكالة المكلفة بإنجاز هذه الحملة وتنفيذها، تقدمت بنسخة من المشروع أمس، ووافقنا عليه لمباشرة تنفيذهquot;.

تتضمن أيضًا هذه الخطة طريقة جذب أكبر عدد ممكن من السياح إلى تونس خلال شهر رمضان، وخاصة الجزائريين، في هذا الصدد يقول فوزي quot;رمضان مرحّبًا به فالشهر الفاضل، شهر عبادة، لكن يجب أن لانقف مكتوفي الأيدي، يجب أن نجد السبل لاستقطاب أكبر عدد من السياح، وخاصة أن السياحة مهمة جدًا بالنسبة إلى الاقتصاد الوطني، ويجب أن لا نسمح لأنفسنا بالتكاسل، في أي لحظة من اللحظات، لذلك هناك خطة بالنسبة إلى شهر رمضان، منها الحملات الإعلانية والاشهارية، وهناك تعليمات خاصة للفنادق، من أجل توفير الأسعار المناسبة والمنتج المناسب للسائح الجزائري، حتى يستطيع القيام بالفرائض والشعائرالدينية في شهر رمضان كما ينبغي، من مأكل وسحور وتوفير كل السبل التي لا تحرم المواطن الجزائري في تونس من أي شيء.

والعديد من الفنادق أرسلت طباخين إلى الجزائر من أجل تعليم المأكولات الجزائرية الخاصة بشهر رمضان، مثل المرقة الحلوة وطاجين لحلو والشربة الجزائرية، هذه المأكولات حينما يطلبها السائح الجزائري يجب أن يجدها في تونس، الى جانب ذلك التدريب المناسب وتدريب الأطفال، وكذلك توفير وسائل النقل من الفندق إلى المساجد، لتمكين السائح من أداء فرائضه الدينية بسهولة ويسر، وهناك بعض الفنادق التي ستقدم وجبات إفطار مجانية للسائح الجزائريquot;.

ويضيف الباصلي إن quot;تونس ستسعى أيضًا خلال شهر رمضانإلى الاستفادة من السياحة الدينية، وهي متوافرة في تونس، والعديد من الجزائريين زاولوا دراستهم خلال فترة الاستعمار في جامع الزيتونة، والمسلمين بصفة عامة، و الجزائريين بصفة خاصة، يزورون مدينة القيروان، أول عاصمة إسلامية في المغرب العربي، ويتبركون بها، وهذا نوع من أنواع السياحة الدينية، لكن هذا النوع من السياحة يحتاج تنظيمًا أكثر وإعطاءها فضاءات دينية quot;.