تريد بلدان افريقية كثيرة ان تتبع خطى البرازيل وتكتسب خبرتها في مكافحة الجوع الذي يزداد في القارة الافريقية وبالتالي يزداد الطلب على الغذاء نتيجة لنمو السكان هناك, اذ اجتمع نهاية الشهر الماضيوزراء الزراعة من 35 دولة إفريقية في العاصمة البرازيلية لمدة ثلاثة أيام لمناقشة مبادرات التعاون بينها وبين البرازيل بهدف دراسة الوسائل المفيدة والناجحة التي اتبعها هذا البلد وتوطيد التعاون معه رغم البعد الجغرافي.


سان خوسيه: اعترف اكثر من وزير ان البرامج التي وضعتها حكومة الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا السابقة وتواصلها ديلما روسيف الرئيسة الجديدة لخفض الجوع اكدت فعاليتها وهذا ما اعترف به برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة. وفي هذا قالت الصدد جوزيت شيران، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التي شاركت في الاجتماع لقد بدأت البرازيل تجني ثمار برامجها الناجحة، ويجب ان تكون قدوة للبلدان الفقيرة لوضع نهاية للجوع وسوء التغذية لديها.

ونيابة عن الحكومات الأفريقية قال وزير الزراعة المالاوي موهيوا اننا بحاجة الى ان نتعلم كيف نجحت البرازيل في الحد من الفقر من خلال استخدامها تقنيات لزيادة الانتاج الزراعي وللتسويق التي تزيد من قيمة الصادرات. فالقارة الافريقية بحاجة ماسة الى اليات نافعة، فالنمو السكاني فيها قويا وسيصل إلى 2000 مليون في عام 2050 ، اي ضعفي العدد اليوم، وهذا ما يعني طلبا كبير على إنتاج الاغذية. وفي الماضي لم يكن وضع البرازيل افضل، لذا اطلقت حكومة الرئيس الاسبق لولا دي سيلفا عام 2003برنامج للقضاء على الجوع ، ومنذ ذلك الحين انخفضت حدة الفقر وتراجع انعدام الأمن الغذائي بشكل ملحوظ وهذا ادى بالتالي الى خفض عدد الجياع في البرازيل بنسبة 28 ٪ في السنوات الاربع الاولى.

ومن اهم نقاطا برنامج مكافحة الفقر رفع الحكومة المساعدات المالية للعائلات بشكل كبير، فبناء على البرنامج المسمى بولسا فاميليا صنفت العائلات الفقيرة والعائلات التي تعاني من فقر مدقع ووضعت تحت قائمة quot; الحاجة الملحة جداquot;، تهتم بها وزارة الانماء الاجتماعي. واليوم توفر الوزارة لهذها العائلات الى جانب وجبات الطعام والمواد الغذائية الاساسية، التعليم للاطفال والرعاية الصحية والاجتماعية المجانية ، مع العمل على رفع مستوى الوالدين في كل عائلة او الام اذا كان المعيل الوحيد لاولادها، مهنيا وتعليميا. كما خصصت الحكومة سنويا مبلغ 4،3 مليار دولار من اجل اصلاح وتحسين البنية التحتية وخلق اماكن عمل في المناطق الفقيرة من البرازيل، حيث يعيش فيها لوحدها اكثر من 25 مليون فقير من بينهم اربعة مليون معدم.

وفي المناطق الست( رفيفه وسلفادور وساو باولو وبورتو الغره وبلو اوريزنه وريو دي جنيرو) الاكثر فقرا في البرازيل ظهرت نتائج برنامج مكافحة الفقر حيث تراجع من 35 في المئة الى 24.1 في المئة ما بين عامي 2003 و2009 . ويعود الفضل من تمكن البرازيل من تحقيق هذا البرنامج ا ضافة الى رفعها الحد الادني للاجور ووصل الى 130 دولار شهريا، الى الوضع الاقتصادي المزدهر الذي تشهده منذ سنوات، والاخص في المناطق الرئيسية التي تساهم ب40 في المئة من اجمالي الانتاج القومي البرازيلي وتشكل 25 في المئة من كامل عدد السكان.