مصر في عيد الفطر ... إزدحام في الأسواق ... لكن بدون شراء!
جاء أول عيد بعد ثورة يناير مشابهاً للأعوام التي سبقته بالنسبة إلى الأحوال الاقتصادية للأسرة المصرية وحركة البيع والشراء، فالأسعار إرتفعت بنسب كبيرة، ونسبة البيع والشراء في انخفاض مستمر، ما جعل الأسواق تشهد عددًا كبيرًا من المتفرّجين... وقليلاً من المستهلكين.


القاهرة: لم تشهد أسواق مصر الرواج المتوقع في فترة الاستعداد لعيد الفطر، باستثناء آخر يومين من رمضان، حيث توافدت أعداد كبيرة على متاجر الملابس ومخابز الكعك والمحال التجارية الكبرى، ولم يشفع موسم التخفيضات في تحريك حالة الركود، لأنه لا يحمل من التخفيضات شيئًا إلا الاسم، ورجعت وفود المصريين من الأسواق دون شراء لرداءة المعروض من ملابس وأحذية وغلاء أسعارها في الوقت نفسه.

منطقة وسط البلد في القاهرة تلك المنطقة الأشهر والأكثر زحامًا في فترة الأعياد شهدت التوافد الكبير والمعتاد عينه،ولكن هذا التوافد كان أشبه بضجيج بلا طحين، حيث إن حركة البيع والشراء كانت ضعيفة جدًا، ولا تليق بذلك الموسم الذي يشهد رواجًا غير عادي،ولمست إيلاف حالة الكساد على وجوه أصحاب المحال، وكذلك عدم إقبال الزبائن على الشراء.

في البداية يقول سعيد كمال موظف 40 سنة: جئت إلى منطقة العتبة، لأنها تتميز بتوافر الملابس الشعبية والرخيصة،ولكننيصدمت بارتفاع الأسعار بشكل كبير، ففي العام الماضي اشتريت لابني بنطالاً وقميصًا بـ 70 جنيهًا، وكانت في ذلك الوقتتعتبر أسعارًا مرتفعة، لأني أقصد الخامات المتوسطة من الأقمشة أو حتى تحت المتوسطة.

وعندما سألت عن مثيلتها هذا العام وجدتها تتعدى 120 جنيه، وهو مبلغ كبير خصوصًا وأنا لديّ 4 أطفال، فإذا اشتريت لهم جميعًا ستتعدى التكلفة 450 جنيهًا فقررت أن اشتري لولديّ الكبيرين، لأنهما يعيان ضرورةملابس العيد الجديدة. أما الصغيران فلن أشتري لهما هذا العام.

أما وداد فقالت لـquot;إيلافquot; لم أجد ما أبحث عنه في محال الملابس،والأسعار مغالى فيها إلى ابعد الحدود، والمحال كلها تعلن عن تخفيضات وهمية،فيبدو أنهم يرفعون الاسعار بقدر نسبة التخفيضات التي يعلنوا عنها، ولكن ليس اوكازيونًا حقيقيًا. وأضافت وداد الحقيقة أنني خصصت مبلغًا معينًا لشراء بعض المتطلبات، منها ملابس العيد والكعك والبسكويت، ويبدو أنني سأتنازل عن شراء كل ما كنت أنوي شراءه، خصوصًا أن الكعك والبسكويت أسعارها مضاعفة تقريبًا عن الماضي، وأول مرة أجد كيلو الغريبة يتعدى سعره 50 جنيهًا.

ولفتت إلى أن الموسم متاخم لدخول المدارس، وهذا ما يجعل الاستعداد له محسوبًا، لأنه ستليه بأيام معدودة مصروفات أخرى لشراء الأدوات المكتبية وملابس الدراسة والدروس وغيرها من مصروفات خاصة بالدراسة.

أما هيثم عوض ndash; صاحب محل ملابس يقول أن بسبة البيع تقل عن العام الماضي بأكثر من 30 % و أرجع ذلك لارتفاع الاسعار عن الماضي بشكل كبير و يتمنى هيثم أن تعود حركة البيع إلى سابق عهدها قبل الأزمات المتلاحقة التي مرت بها البلاد وتكون ثورة يناير بداية نهاية هذه الارتفاعات في الأسعار وكذلك حالات الركود التي تشهدها الأسواق على كافة الأسواق ويشير هاني عوض ndash; منتج ملابس إلى أن التوقعات كانت تسير في اتجاه انخفاض نسبة البيع وخصوصا أن الملابس الصيني التي كانت تغزو البلاد قد توقف استيرادها وهي ما كانت تتسبب في انخفاض الاسعار لأن المعروض منها كانت رخيصة الثمن.

ومن جانبه صرح صلاح العبد رئيس شعبة الحلويات بالغرفة التجارية بالقاهرة أن موسم عيد الفطر شهد إقبال ضعيف على الكعك والبسكويت هذا العام، نتيجة للظروف الحالية التي تمر بها البلاد كما أن الأسعار ارتفعت بنسبة 5% بسبب ارتفاع أسعار السكر والسمنة وقال أن حجم المبيعات انخفض بنسبة أكبر من 25% عن العام الماضي وأشار إلى أن سعر كيلو الكعك بلغ 38 جنيهًا، والبسكويت 28 جنيهًا، والبيتي فور 45 جنيهًا، والغريبة بـ 42 جنيهًا كما أضاف رئيس الشعبة أن إقبال المستهلكين على شراء الحلويات خلال شهر رمضان كان ضعيفًا أيضا نتيجة لارتفاع أسعار المكسرات والسكر والسمنة ما أدى لارتفاع أسعار الحلويات، وانخفض الطلب عليها بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي.