أبوظبي: أصدر إجتماع قادة دول المحيط الهادئ الذي نظمته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) في العاصمة الإماراتية أبوظبي اليوم بياناً عاماً تم فيه تأييد الأنشطة المقترحة من قبل الوكالة والرامية إلى تسريع نشر الطاقة المتجددة في هذه المنطقة الحيوية والهامة والتي تعتمد بصورة رئيسية في الوقت الحالي على الوقود الأحفوري.

وشارك في الاجتماع الذي يأتي عشية الاجتماع الثاني للجمعية العامة لوكالة (آيرينا) المقرر عقده خلال الفترة ما بين 14-15 يناير في أبوظبي، زعماء ست دول في منطقة المحيط الهادئ وأعضاء وكالة (آيرينا) في كل من: جزر كوك، وولايات ميكرونيسيا المتحدة، وفيجي، وكيريباس، وجزر مارشال، وناورو، ونييوي، وبالاو، وبابوا غينيا الجديدة، وساموا، وجزر سليمان، وتونجا، وتوفالو، وفانواتو، حيث تم خلاله بحث الدور المقترح للوكالة في تسريع النشر وفرص التعاون مع أصحاب المصلحة وشركاء التنمية. كما قدم الاجتماع إرشادات حول المقترحات الجديدة التي تقدمت بها الوكالة لضمان توافق هذه المقترحات مع أهداف وأولويات سياسة قادة دول المحيط الهادئ.

ووصف الدكتور سلطان أحمد الجابر، رئيس الاجتماع الأول للجمعية العامة لوكالة (آيرينا) مساعد وزير الخارجية والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ، في كلمته الافتتاحية هذا الاجتماع بأنه أحد أهم اللقاءات التي تنظمها وكالة (آيرينا)، وقال في كلمته إلى المشاركين: quot;هذه هي فرصتكم لكي تشاركوا أفكاركم حول الأنشطة الفعّالة والقابلة للتطبيق والقياس التي يمكن للوكالة القيام بها على المدى القصير والمتوسط في بلادكم. إن التقدم الملموس في جزر المحيط الهادئ سيجسد قدرات وكالة (آيرينا) على دعم عملية تسريع وتطوير ونشر تقنيات الطاقة المتجددة من خلال الخطوات العملية التي تقوم بهاquot;.

ورحب القادة في بيانهم بأنشطة وكالة (آيرينا) وواوفقوا على العمل مع الوكالة لتخطيط مدى جاهزية الطاقة المتجددة في دول المنطقة وذلك بهدف استطلاع وقياس فرص تنفيذ وتحديد الطرق الكفيلة بتضييق الهوة الموجودة في هذا السياق. كما أكد القادة على أهمية إنشاء منصة معلومات دائمة التحديث، ومعالجة القضايا المتعلقة باستقرار الشبكات، ودعم استقرار سوق الطاقة المتجددة، وتنفيذ مبادرات بناء القدرات، وإجراء تقييم خاص للطاقة المتجددة واستخدام الأراضي وارتباط المصادر المائية في المنطقة.

من جانبه قال السيد عدنان أمين، المدير العام لوكالة (آيرينا) في معرض تعليقه: quot;تتصف منطقة المحيط الهادئ بتقلب أسعار الوقود وطرق الإمداد الطويلة ذات التكاليف المرتفعة إلى جانب محدودية أسواق الطاقة فيها، مما أسفر عن ارتفاع تكاليف الطاقة في دول هذه المنطقة وأدى إلى وصولها المحدود إلى مصادر الطاقةquot;.

وأضاف أمين: quot;تعتبر المصادر المتجددة بالنسبة لدول منطقة المحيط الهادئ بدائل منافسة ومنخفضة التكلفة للوقود الأحفوري، وبناء على ذلك فقد تم وضع مجموعة من الأهداف الطموحة المتعلقة بالطاقة المتجددة. هذا وتطمح بعض دول هذه المنطقة إلى تحقيق إمداد كامل للطاقة الكهربائية انطلاقاً من مصادر الطاقة المتجددة، فما تخطط أخرى إلى تحقيق التوازن في استخدامها للمصادر المتجددة مقابل إجرائها لتخفيض ملموس على واردات الوقود الأحفوريquot;.

من جهته أشار هنري بونا، رئيس وزراء جزر كوك إلى أن: quot;محدودية الأراضي والمصادر المائية والعزلة التي تعاني منها العديد من المجتمعات، إلى جانب التكاليف المرتفعة للوقود الأحفوري المسبب للتلوث، تشكل جميعها ومنذ فترة طويلة حاجزاً كبيراً أمام النمو لاقتصادي لدول هذه المنطقة التي تضم عدداً من الدول الأكثر عرضة للآثار السلبية للتغييرات المناخية وللتراجع البيئي. ومع كون وكالة (آيرينا) أحد شركائنا فإنه سيمكننا تحرير صناعتنا وابتكاراتنا المحلية، وإيصال الطاقة الكهربائية والإنارة إلى القرى النائية، وتحقيق التوازن في النفقات. إننا نرحب بمساعدة وكالة (آيرينا) لدول منطقة المحيط الهادئ في تحقيق الاستفادة القصوى من إمكاناتها خلال سعيها للتحول إلى مستقبل قائم على المصادر المتجددةquot;.

وعلى الرغم من شح المصادر الهيدروكربونية في دول منطقة المحيط الهادئ، إلا أن نحو 99 في المائة من الطاقة المستخدمة للنقل وتوليد الكهرباء تأتي من الوقود الأحفوري. ولقد أسفر ارتفاع أسعار الوقود عن إنفاق هذه الدول لنحو 10 في المائة من ناتجها القومي الإجمالي.

هذا ويعتبر تشجيع التطوير الإقليمي للطاقة المتجددة أحد أهم أولويات وكالة (آيرينا) منذ عقد الاجتماع الأول لجمعيتها العامة في أبريل 2011، حيث جاء هذا الاجتماع عقب ورشة العمل التي عقدت في سيدني في شهر أكتوبر الماضي وعقب نشر وكالة (آيرينا) لملفات الطاقة المتجددة لدول منطقة المحيط الهادئ.