انخفض إنتاج إيران من النفط إلى أدنى مستوى في عشرة أعوام، ووصل إلى مستويات لم تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ الحرب بين إيران والعراق في الثمانينات، فيما تستمرّ العقوبات الدولية على خلفية برنامج طهران النووي في تعطيل هذه الصناعة التي تعاني بالفعل منذ سنوات ضعف الاستثمار.


العقوبات تخنق إنتاج إيران النفطي

لميس فرحات: أشارت صحيفة الـ quot;فاينانشال تايمزquot; إلى أن إنتاج إيران من النفط الخام قد هبط بمقدار 50000 برميل يومياً ليصل إلى 3.38 ملايين برميل في فبراير/ شباط الماضي، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. وكانت آخر مرة يحدث فيها انخفاض كهذا في أواخر العام 2002، كما أشارت إحصاءات وكالة الطاقة الدولية.

وكان إنتاج النفط في طهران يشهد انخفاضاً منذ وقت طويل، بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، والتي تمنع شركات النفط الأجنبية من الاستثمار في النفط الإيراني، الأمر الذي ترك إيران تتضور جوعاً للتكنولوجيا اللازمة لزيادة إنتاجها الضعيف.

تأتي هذه البيانات وسط توتر دبلوماسي متزايد بشأن برنامج إيران النووي. وأصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما، تحذيراً جديداً إلى طهران يوم الأربعاء، داعياً إياها إلى الدخول مجدداً في محادثات دولية بشأن الأسلحة النووية. quot;النافذة تضيق من أجل التوجّه إلى حلّ هذه القضية دبلوماسياًquot;، قال أوباما بعد محادثات مع ديفيد كاميرون، رئيس وزراء المملكة المتحدة، مضيفاً: quot;أنا مصمم على منع إيران من الحصول على سلاح نوويquot;.

في أواخر العام الماضي، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن القدرة الإنتاجية النفطية لإيران ستنخفض بحدود 890 ألف برميل يومياً، لتصل إلى أقل من 3 مليارات برميل بحلول عام 2016 نتيجة لتشديد العقوبات.

ويعتبر النفط بمثابة شريان الحياة في إيران، ويؤدي الانخفاض في الإنتاج إلى ارتفاع الضغوط الاقتصادية على طهران، التي تشهد صراعاً على السلطة، في ظل التنافس بين الفصائل المحافظة، بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 2 آذار/مارس.

وتوفر صادرات النفط نصف عائدات الحكومة الإيرانية، التي تشكل 80 في المائة من صادرات البلاد الإجمالية، وفقاً لتقديرات وزارة الطاقة في الولايات المتحدة.

إقرأ في quot;إيلافquot; أيضًا

قوة إيران النفطية إلى تراجعمعتكثيف الاكتشافات الجديدة

وعلى الرغم من أن إنتاج المملكة العربية السعودية سجل أعلى مستوى له منذ 30 عاماً، إلا أن انخفاض إنتاج النفط الإيراني، جنباً إلى جنب مع المخاوف الجيوسياسية حول إيران، دفعت أسعار النفط إلى الإرتفاع بنسبة 20 في المائة منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي. ويخشى الاقتصاديون في الولايات المتحدة من أن ارتفاع أسعار البترول قد يعرّض تعافي البلاد البطيء من الأزمة الاقتصادية للخطر.

ونقلت الصحيفة عن دانيال بونيمان، نائب وزير الطاقة الأميركي، أثناء زيارته للكويت، قوله: quot;هناك حاجة إلى المزيد من الإنتاج. أسعار النفط لا تتفق مع الانتعاش الاقتصادي العالميquot;.

ويقول محللون إن إيران قد تضطر إلى إغلاق بعض محطات إنتاجها، إذا لم تتمكن من بيع النفط الخام في المضخّات. وإذا فعلت ذلك، يمكن أن ينخفض الإنتاج إلى مستويات لم نشهدها منذ نهاية الحرب بين إيران والعراق.

وتعتبر إيران واحدة من القوى العالمية الكبرى في طاقة الهيدروكربون، وتملك أكبر احتياطيات النفط التقليدية بعد المملكة العربية السعودية وفنزويلا، وأكبر احتياطي من الغاز الطبيعي بعد روسيا. لكن حقولها النفطية قديمة وتتراجع، مع انخفاض المعدلات السنوية الذي يتجاوز في بعض الحالات نسبة 10 في المائة.

وكانت التوقعات النفطية في إيران أشرقت في أواخر التسعينات، عندما قامت بعض شركات النفط الأوروبية باستثمارات كبيرة في صناعة الغاز في إيران. ولكن في السنوات القليلة الماضية انسحبت شركات، مثل quot;توتالquot; الفرنسية، وquot;رويال شلquot; الهولندية وquot;ريبسولquot; الإسبانية، على خلفية العقوبات المشددة.