تكفَّل ارتفاع أسعار النفط بتخفيف وطأة العقوبات الأميركية والأوروبية على إيران التي تحظر العقوبات شراء نفطها ليمنح طهران متنفسا خلال مفاوضاتها مع الدول الغربية بشأن برنامجها النووي. ويقدر مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن أن عائدات إيران النفطية ستبلغ 56 مليار دولار هذا العام وهو ثالث أعلى مستوى في تاريخ إيران حتى بعد أخذ خسارة نحو ثلث حجم صادراتها النفطية في الحسبان.

ولكن محللين يشيرون إلى أن طهران تواجه صعوبات في إدخال الأموال إلى إيران بسبب العقوبات المفروضة على بنكها المركزي. وتوقفت مصفاة هيلينك بتروليوم اليونانية عن استيراد النفط الإيراني مؤخرا لأنها لم تعد قادرة على تحويل مدفوعاتها الى إيران عن طريق البنك المركزي.

وسجل سعر صرف الريال الايراني هبوطا كبيرا مقابل الدولار منذ كانون الأول/ ديسمبر في مؤشر الى ان ايران تصطدم بعقبات في الحصول على عملات صعبة.

واقترحت ايران مقايضة النفط بالحبوب مع الهند ، اكبر مستوردي النفط الايراني حاليا ، بسبب الصعوبات التي تواجه نيودلهي في تحويل المدفوعات من مصافيها الى البنك المركزي الايراني.

وكانت واشنطن فرضت هذه العقوبات للاقتصاص من المؤسسات المالية التي تتعامل مع البنك المركزي الايراني فيما وافق الاتحاد الاوروبي على حظر استيراد النفط الايراني ابتداء من 1 تموز/يوليو.

ويحاول الحلفاء الغربيون إيجاد توازن دقيق بين الضغط على ايران بما يكفي لجرها الى التفاوض حول برنامجها النووي والحفاظ على تدفق ما يكفي من امدادات النفط لتفادي ارتفاع الأسعار ارتفاعا يضر بالانتعاش الاقتصادي الهش.

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن اوليفيه جاكوب رئيس شركة بتروماتريكس السويسرية للاستشارات النفطية ان العقوبات تؤدي مفعولها quot;وهي بكل تأكيد تؤذي ايران عندما تحد من صادراتها النفطية ولكنها تؤذي بقية العالم ايضا نظرا الى ان القوى الغربية لم تتمكن من ضبط الأسعارquot;.

ويقدر مركز دراسات الطاقة العالمية الذي تحظى تحليلاته بالاحترام في الصناعة النفطية ، ان ايران ستحقق عائدات تبلغ نحو 68 مليار دولار هذا العام من دون عقوبات جديدة عليها. ويقل هذا الرقم بنسبة 5.5 في المئة عن عائداتها التي بلغت 72 مليار دولار في عام 2011 على افتراض بقاء اسعار النفط على مستواها المرتفع اليوم. ويعتقد غالبية تجار النفط والمحللين ان تكاليف الطاقة كانت ستنخفض لو لم تفرض واشنطن وبروكسل عقوباتهما ، بحسب صحيفة فايننشيال تايمز.

وبسبب العقوبات التي يقدر مركز دراسات الطاقة العالمية انها ستخفض صادرات ايران بنحو 600 الف برميل يوميا ، ستهبط عائدات ايران النفطية الى 56 مليار دولار. ويبقى هذا ثالث رغم ذلك اعلى مستوى للعائدات النفطية في تاريخ ايران وأعلى من عائداتها في أي سنة قبل عام 2007.

واعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان لدى طهران ما يكفي من المدخرات لصمودها من دون بيع النفط حتى عام 2015. وقال احمدي نجاد الاسبوع الماضي ان القوى الغربية تعتزم فرض حظر على النفط الايراني quot;ولدينا من العملات الصعبة ما يسد حاجتنا وسيكون وضع البلد جيدا حتى إذا لم نبع برميلا واحدا من النفط لمدة عامين أو ثلاثة اعوامquot;.

وقال وزير النفط الايراني رستم قاسمي يوم الثلاثاء ان ايران لم تسجل هبوطا في صادراتها النفطية بسبب العقوبات.

وتقدر واشنطن التي تحسب عائدات النفط بطريقة مختلفة ان طهران حققت 22 مليار دولار في الربع الأول من العام ويعادل هذا تقريبا ما حققته في عام 2003 كله. وحتى إذا انخفضت هذه العائدات بمقدار النصف في الأرباع الثلاثة المتبقية من العام فان عائدات ايران ستبلغ 55 مليار دولار وفق حسابات الحكومة الاميركية ، وهو رابع اعلى مستوى للعائدات النفطية في تاريخ ايران.

اعداد عبد الاله مجيد