تنتظر الأسواق تشكيل الحكومة اليونانية وليس فقط إعلان نتائج الانتخابات كي تتحرر من الغموض الذي يلف المشهد ويخيف المستثمرين.


باريس: يفترض أن يؤدي فوز اليمين المؤيد لليورو في الانتخابات التشريعية الحاسمة لمستقبل البلاد ومنطقة اليورو الى طمأنة الاسواق المالية التي ستنتظر تشكيل حكومة ذات مصداقية للخروج من الوضع الغامض.

وفي الوقت الذي تمر فيه منطقة اليورو بفترة من التوتر والقلق شهدت ارتفاع نسب الفوائد على القروض في اسبانيا وايطاليا في سوق السندات، يأمل المستثمرون في تدخل المسؤولين السياسيين والمصارف المركزية في حال استمرار انعدام الاستقرار.

وبدا اليمين المحافظ اليوناني مساء الاحد قادرًا على تشكيل تحالف مؤيد لليورو. ودعا زعيمه انتونيس ساماراس الذي تعهد بابقاء البلاد في منطقة اليورو الى تشكيل quot;حكومة وحدة وطنيةquot;.

ويبدو أن حزب الديموقراطية الجديدة سيحصل على الغالبية العظمى مع تأييد الاشتراكيين الذين يشغلون 33 من المقاعد.

الا أن زعيم الحزب الاشتراكي (باسوك) ايفانغيلوس فينيزيلوس طالب بمشاركة quot;قوى أخرى عديدة من اليسارquot;، من بينها سيريزا المتطرف المعارض لاجراءات التقشف، والذي رفض تلبية دعوة ساماراس.

وعليه، تنتظر الاسواق تشكيل الحكومة وليس فقط نتائج الانتخابات بحد ذاتها.

واكد نيكولاس جاست مسؤول ادارة الاسهم لدى شركة quot;ناتيكسيس ايه امquot; أن quot;مرحلة جديدة بدأتquot;، مشيرًا الى أن بين الاحتمالات الواردة quot;مرحلة اعادة بناء سياسة ممكنةquot;، لكن ايضًا هناك خطر الدخول في quot;مرحلة طويلة من الاضطراباتquot;.

وحذر خبراء الاقتصاد من مجموعة quot;اوريل بي جي سيquot; للتعامل من أن quot;المستقبل لن يكون ورديًاquot; بالنسبة للاسواق لأنه يتعين على الاحزاب التي ستتولى الحكم أن تثبت مصداقيتها وأن تتخذ القرارات بسرعة.

واعتبر الكسندر باراديز المحلل لدى مصرف quot;ساكسو بنكquot; أن quot;الاسواق مستعدة للاسوأquot;، كما يدل على ذلك التراجع المتواصل للبورصات منذ ثلاثة اشهر.

اما الخبراء في quot;كريديه موتويل سي ايه سيquot; فيرون أن quot;اوروبا لا تزال لديها وسائل للخروج من الازمة اليونانية بشكل ايجابيquot;. واعتبروا أن الانتخابات quot;ستسرع في اتخاذ القرارات الهيكلية المؤاتية لمنطقة اليورو على المدى البعيدquot;.

واضاف باراديز أن quot;المستثمرين لديهم بعض الآمال والا فإن الاسواق لما كانت لتصمد كما فعلت في نهاية الاسبوعquot;.

وعلاوة على الحلول على المدى الطويل، فإن المستثمرين واثقون من أن المسؤولين السياسيين لن يظلوا مكتوفي الايدي بعد الانتخابات.

واعرب وزراء المالية في منطقة اليورو مساء الاحد عن الأمل في أن تشكل اليونان حكومة بشكل سريع للقيام بالاصلاحات المنشودة لقاء المساعدات المالية التي حصلت عليها البلاد.

وتشير المؤشرات الى رغبة في مد اليد الى اثينا. فقد اعربت المانيا عن استعدادها للتباحث في مهل تطبيق الاصلاحات quot;نحن بحاجة الى الانضباط ولكن الى الامل ايضًاquot;.

كما أن الجدول الزمني يبدو مؤاتيًا ايضًا لأنه من المقرر انعقاد اجتماعات لمجموعة العشرين ويوروغروب بالاضافة الى اجتماع بين فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا الاسبوع المقبل قبل قمة الدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي في اواخر حزيران/يونيو.

وافادت معلومات صحافية أن المصارف المركزية يمكن أن تتخذ اجراءات لتخفيف الضغوط عن الاسواق المالية.

وختم باراديز بالقول إنه وحتى الساعة quot;فالاسواق تشعر بأن هناك رغبة للتحرك وأن الاوروبيين يريدون أن تظل (اليونان) في منطقة اليوروquot;.