إيلاف من الرياض: أعلنت شركات سعودية رائدة عن توقيع شراكة استراتيجية مع شركاء من القطاع الخاص في الصين، وهي مبادرة فريدة من نوعها لتعزيز التعاون بين اثنين من أكبر الاقتصادات في العالم. وقد أعلنت شركة "NSK Consultants"، وهي شركة سعودية مقرها الرياض، وشركة "Beijing NAR International Consulting Company Limited"، إلى جانب شركة "National Advanced Company"، عن شراكتين رئيسيتين في المملكة العربية السعودية.
تتماشى هذه الشراكة مع الرؤية المشتركة لتعزيز التكامل الصناعي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية. وقد تجاوزت التجارة بين البلدين 87 مليار دولار أمريكي في عام 2023، مما يؤكد على قوة العلاقات الاقتصادية بين السعودية والصين.
تم توقيع الشراكة بحضور ممثلين من كلا الجانبين، مع التزام مشترك بتقديم استشارات صناعية متخصصة للشركات الصينية الراغبة في دخول السوق السعودي. وستوفر هذه الشراكة فرصة ممتازة للشركات الصينية لفهم السوق السعودي، والمساعدة في مراجعات الامتثال، وتسهيل فهم اللوائح الضريبية والقانونية السعودية. بالإضافة إلى ذلك، ستقدم الدعم الفني واللوجستي اللازم لضمان نجاح هذه الاستثمارات. تأتي هذه العلاقة الاستراتيجية في وقت تجاوزت فيه الاستثمارات الصينية في المملكة 35 مليار دولار أمريكي، وتركز بشكل رئيسي على قطاعات البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا. في المقابل، بلغت الاستثمارات السعودية في الصين أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي، مع تركيز على قطاعي النفط والبتروكيماويات.
من خلال هذه الشراكة، ستعمل المكاتب الثلاثة على تسهيل العلاقات التجارية وتوفير الخبرة اللازمة لنقل المعرفة والتكنولوجيا، مما يساهم في تطوير القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن يسهم هذا الاتفاق في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز مكانة المملكة كقطب صناعي إقليمي وعالمي.
وقال الدكتور ناصر بن كدسه، رئيس شركة "NSK Consultants"، وهي شركة سعودية تأسست عام 2006: "نحن سعداء بتوقيع هذه الشراكة الاستراتيجية مع شركائنا الصينيين، ونسعى لتحقيق نتائج ملموسة تعزز قدراتنا الصناعية وتزيد من حجم التجارة الثنائية بين بلدينا. نحن ملتزمون بتقديم كل الدعم اللازم لجذب الاستثمارات الصينية وتهيئة بيئة ملائمة للنمو."
وأضاف: "هذه الشراكة تعكس العلاقة القوية والمتنامية بين السعودية والصين، وتدعم الجهود المستمرة لتعزيز الشراكات الاقتصادية وتطوير الصناعات المحلية بما يعود بالنفع على البلدين."
وقد حققت الشركة الأم لـ"نار إنترناشونال" نجاحًا كبيرًا في السعودية، حيث عملت بشكل وثيق مع القطاع الاستثماري الخاص في مشاريع EPC+O (الهندسة والتوريد والبناء والتشغيل) المتعلقة بالزراعة الذكية. وتعتزم من خلال هذه الشراكة إدخال مرافق صناعية متعلقة بالزراعة. يتم تسهيل هذه الشراكة من خلال ثلاثة مكاتب دولية تقع في الرياض وبكين وسوتشو، بهدف جذب كبار المصنعين الصينيين للاستثمار في السوق السعودي وتعزيز التجارة الثنائية وتقديم خدمات استشارية صناعية.
التعليقات