وسط أجواء تاريخية في العُلا، حيث يلتقي التراث العريق بالطموحات الحديثة، شهدت السعودية وفرنسا توقيع تسعة برامج تنفيذية لتعزيز التعاون الثقافي، بما يشمل التراث، المتاحف، المكتبات، والأفلام، في خطوة تعكس الشراكة المتنامية بين البلدين.


إيلاف من الرياض: زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محافظة العُلا، التي تعد واحدة من أبرز وجهات المملكة الثقافية والتاريخية، حيث استعرض أحدث إنجازات التعاون بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا، بما في ذلك مشروع "فيلا الحِجر" الذي يدمج بين الأصالة والتراث والتصميم المعاصر.


وقد تم التوقيع على تسعة برامج تنفيذية لتعزيز التعاون الثقافي بين السعودية وفرنسا في التراث والمكتبات والمتاحف والأفلام.


"الحِجر": أول موقع سعودي في قائمة اليونسكو
استهل ماكرون جولته في منطقة "الحِجر" التاريخية، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث اطلع على معالم أثرية يعود تاريخها إلى آلاف السنين. كان "قصر الفريد" من أبرز المحطات، وهو معلم أثري متميز بتصميمه الفريد ونقوشه الحجرية التي تجسد إبداع الحضارات القديمة.

كما تضمنت الجولة زيارة "قصر البنت"، وهو موقع أثري يعود بناؤه إلى ما قبل الميلاد، يتميز بطريقة بنائه الفريدة التي تعكس العمارة النبطية. ومن بين المعالم البارزة الأخرى، زار ماكرون "الديوان"، الموقع الذي يضم مسرحًا طبيعيًا مفتوحًا منحوتًا في صخرة جبلية، ويحيط به طريق ضيق وجدران حجرية صُممت بدقة هندسية تعكس عبقرية الماضي.


حفظ الإرث التاريخي في العُلا
الجولة لم تتوقف عند هذه المواقع فقط، بل شملت العديد من الشواهد التاريخية الأخرى في العُلا، والتي أصبحت مقصدًا عالميًا للسياحة الثقافية.
وتعمل الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بالتعاون مع وزارة الثقافة والهيئة السعودية للسياحة على حماية هذه المواقع، وضمان استمرارها كإرث إنساني يعبر عن ثراء العُلا وتاريخها الممتد عبر العصور.


قاعة مرايا: استعراض الشراكة
انتقل الرئيس الفرنسي بعد جولته الميدانية إلى "قاعة مرايا"، حيث أقيم "معرض الشراكة السعودية-الفرنسية"، برفقة الأمير سلمان بن سلطان، أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة ومحافظ الهيئة الملكية للعُلا، إضافة إلى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية، ووزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، وعدد من المسؤولين السعوديين والفرنسيين.

في هذا المعرض، جرى تسليط الضوء على ما تحقق منذ توقيع الاتفاقية بين البلدين في 2018، بما في ذلك الشراكة مع جامعة "باريس 1 بانثيون سوربون"، والاكتشافات الأثرية التي ساهمت في تعزيز فهم تاريخ العُلا، إلى جانب استعراض آخر تطورات مشروع منتجع "شرعان" ومركز القمة الدولي الذي صممه المعماري الفرنسي الشهير جان نوفيل.