فتّش في جيبه
عن آخر تصريحٍ
لم يجد سوى
قلماً
يكتب شعراً
غامضاً
وإمرأةً
تركت بين أظافرهِ
نافذةً،

********
فتّش ثانيةً..
من باب التأكدِ
فلم يرَ سوى
شارعاً
منعطفاته
أنا
شارعاً قاحلاً
آخره
شعري
ونجماتي

********
كنت أوازيه
لغةً
توازيه
ونشتهي
الله
ونسقيه
لغةً
تشتهيه

********
كنّا وحيدين
تربطنا واو المعيّةِ
بذاكرةٍ
أسرعَ من فعلٍ ناقصٍ
يسرد الاحداث بحكمته
وحيدين..
إنما أكثرَ من وطنٍ
يراوده الجميع
وحيدين..
تقودنا أحرفُ الجرِّ
عنوةً بلا قلب
تربكنا ذبذبات الأشارةِ
نحو السجون..
وعلامات,
الطريق المؤبد

********
الجغرافيا التي رسمته
ما إنحنت يوماً
شطفته
ثم حفرت على خديّه
نهرين
جاريين
إلى طفلة ٍ
نبعها عشرسنوات
وعشبها..
أنقى,
من قميص المدرسة

********
الوحيد الذي كان ضمآنا ً
ليس موصولا ً
وليس شبعانا
بما يكفي
من نوره
تنمو بين أظافره
نافذة ٌ تحتويه
وحين لا تكفيه
يستبيح ُ الشمس َطولاً,
وعرضا ً
يسألها
عن سينه ِ
والمستقبل

********
فتّش في جيبه
لم يجد سواي
كانت لحيتي عرجاء
لم تزحف لها الصحراء
إنما أثقلها الدليل..
متعبٌ أنا..
كنت شارداً
وكان هو قويا ً
بيده ِ المدينة كلها
البيضاء بدارها ،
عشتار
وأسنانها اللبنية
بأمكانه..
أن يمسك َ فعلا ً ماضيا ً
ينصبه ُ كما يشاء
ثم بأدمان ِالمحترفين
ينام
ولم يحلم

***********
بأمكانه كذلك
أن يفتح َ جرحه ُ
إلى أقصاه
ويُسقِط ُ فيه مركبة
من ورق ِ الآس
يشمّها..
ثم بخبرة ِالمتمرسين
ينام
ولم يحلم
***********
بأمكانه كان أيضا ً
أن يكتف ِبالخروج السريع
تحت المطر
يستيقظ ُ باكرا ً
ليس بردانا ً
إنما يتذكرُ
دوني
وسمومي
ولم يحلم.

********
كانت له قبّرة
وحيدة
هناك
تحت أبطهِ الايسر
تكاتبه كلّ يوم
تطرقه باباً
يتجمّع الغيمُ..
حوله
وبهدوءه ِالمعتاد
يدلق ُ حزنه ُ كله ُ
لا مطر
ولا باب
كأنَّ بئر الحنين
يغري فعله المضارع
أن ينزل بغداد
قلبا ً
يانعا ً
بين ضلعين متعبين
من كثافة ِ الدخان
ورقة ِ الاحلام.

بلجيكا